10-20-2019, 06:28 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
من الممكن أن يكون لديك معلومة بسيطة جدا، قد لا يلتفت إليها، ولا ينتبه لخطورتها، وبحثك فيها بطريقة أكاديمية يضعها تحت المجهر، لتضح وتظهر بحجم واضح ينتبه لها، فأنت بذلك تظهر قيمتها على حقيقتها. وهذا لا يعد تهويل ولا مبالغة، ولكن إظهار المعلومة بدون الطريقة الأكاديمة يبخسها قدرها ويهون من قيمتها، وبالتالي لا يلتفت لمدى خطورتها.
انظر لأبحاثي على سبيل المثال؛ تتناول فكرة بسيطة جدا، وهي السحر، ولكن بالبحث الأكاديمي تحولت من كلمة مبهمة لا يلقى لها بال، رغم تكرار ذكرها في القرآن الكريم، إلا أنه لا أحد كان يدرك مدى خطورة السحر، وحجم تفشيه عبر تاريخ الأمة. يكفي أن أصرح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات مقتولا، وقتل بسم مسحور، وبذلك نال شرف الشهادة، هذه المعلومة التي قلتها، قد تكون تكون جديدة، وأول مرة يتفوه بها أحد منذ أربعة عشر قرنا، ولكن مع الأبحاث التي نشرتها، أعتقد من السهل على أي متخصص أن يتيقين بحدوث هذه الجريمة. فلن يختلف اثنين على أن المرأة التي دست له السم في كتف الشاة، فعلت هذا بوحي من الشيطان، أليس كذلك؟ قد يزعم البعض أن هذا محض ظن وتخمين، لكن بالطريقة الأكاديمية أستطيع أن أثبت تحالف الشياطين معها، وبنص صريح من كتاب الله تعالى، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [الأنعام: 112].
إذن هناك شراكة في كل الأعمال الإجرامية تتم بين شياطين الجن وأولياءهم من شياطين الإنس، والشاهد قولهم تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [الإسراء: 64].
إذن حدث اقتران شيطاني بتلك اليهودية التي دست له السم، فشاركوها عملها الإجرامي، فلم يكتفوا فقط بتزيينه لها، قال تعالى: (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) [فصلت: 25]
وكما نعلم؛ أن شراكة الشيطان في حد ذاتها سحر، فالسحر قائم على شراكة الشياطين وخدام السحر، وبدون تدخل الشياطين لا يمكن أن يتم السحر، إذن فخطة دسم السم اقترنت بالسحر، وتدخلت فيها الشياطين (بإذن الله تعالى)، وضره السم (بإذن الله تعالى) فوجد أثره في سكرات الموت.
فمن ينكرون إمكان السحر وتأثيره في النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ينكرون موته مقتولا، يغالون في قدره، فلا هو إله معصوم فلا يقتل، فقد قتل النبيون من قبله جميعا، إما بيد شياطين الجن، أو شياطين الإنس، فنالوا بذلك شرف الشهادة في سبيل الله تعالى. والشهادة شرف عظيم سأله النبيون ربهم عز وجل، فهل من عاقل يظن أن الله عز وجل حرمهم من نيل هذا الفضل؟. من أحق أن ينال الشهادة؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم يسأل ربه الشهادة؟ فهل بعد ذلك نظن أنه الله عز وجل حرمه إجابة هذه الدعوة؟
نخلص من هذا؛ إلى أن الفكرة إن عرضت بشكل أكاديمي، تأخذ حجما أكبر من حجمها الظاهر للعين المجردة، وفي هذه الحالة حتى رن لم يقتنع المخالفون برأيك، إلا أن ظهور الفكرة، ووضوحها سيفتح الباب للباحثين لتناولها وتداولها، وما قد تكون أنت عجزت عن إثباته، قد يستطيع غيرك إثباته من حيث تجهل أنت. وهذه هي مهمة الباحث عن الحق، يترك كلمة حق في عقبه، ليبحث فيها من خلفه، ويظهرونها ويبدونها للناس، ثم تتحول بأدلتها إلى حقيقة تدون فيها الكتب والأبحاث. وهذا ما حدث لأبحاثي، طعن فيها المنافقون، والأفاكون، وأصحاب الأهواء، واليوم بفضل الله تعالى تسببت أبحاثي في نهضة بشرية، على مستوى العالم، تحركت العقول فصارت تربط بين السحر والأحوال السياسية التي تحرك العالم. وهذا ما تنبه له فضيلة الشيخ رفاعي سرور عليه رحمة الله أول معالج في عصرنا الحالي، عندما قرأ كتابي [الدخان الأسود]، فقال بما معناه: "إن كان كتابي (عندما ترعى الذئاب الغنم) يتناول المسألة من بعدها الأول، فكتابك يتناولها من بعدها الثالث"، وعندما أتم قراءة الكتاب قال لي بقوة عبر الهاتف: "هذا الكتاب خطير ... خطير ... خطير". كررها ثلاث مرات، والبعد الثالث يقصد به الواقع التطبيقي للسحر في حياة البشر والسياسة، فكيف إن قرأ ما كتبته بعد ذلك من أبحاث تناولت القضية بشكل موسع، وما أنتجه الناس بعد ذلك على مستوى العالم من فديوهات وبرامج وكتب ومقالات مستوحاة من نفس الفكر؟! فكتاب الشيخ رفاعي سرور ددفعني للكتابة، وكتاباتي دفعت غير للكتابة، لأني نشرت أبحاثي على النت وعلى نطاق أوسع فانتشرت وأصابت هدفها، وما قمت به كان جزءا من الحرب الكونية الدائرة الآن بالفعل ولا يشعر بها الناس، إنما سيشعرون بها في وقت متأخر، وحينها سيدركون دوري والجن المسلم في نشوب تلك الحرب، بينما كان الناس عنها غافلون.
فلا تستحف بثمرة عقلك، فالمؤمن يرى بنور الله تعالى، ولا تهمل نور الله بالتقاعس وبلادة العقل، فيتبدد وتقعد ملوما محسورا. إنما جد وتجتهد، واعمل عقلك، لإظهار المعلومة بحجمها الحقيقي، وحينها ستغير العقول، والعقول ستغير الأنفس، والأنفس ستغير الواقع، وهنا يأتي نصر الله تعالى، فنصره لا يؤتي للخاملين المتواكلين.
|