10-29-2019, 02:21 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانية
- ما المانع أن تكون الريح تسمع وتعقل؟
وأن يكون سليمان قد عُلِّم منطقها لتأتمر بأمره ، فمن الممكن أنّه كان يأمرها بأن تحمله لمكان كذا فتحمله ، ويأمرها بأن تعيده فتعيده ، يأمرها بأن تكون عاصفة أو إعصارا فتكون عذابا ، أو رخوة ليّنة طيّعة دون أذى لكي تُجري السفن في البحار، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الروم:46] ، فكيفية ( تَجْرِي بِأَمْرِهِ) ، أو كيف كانت تجري بأمره لم تُذْكر في القرآن الكريم بشكل واضح .
فقد عُلِّم منطق النملة و سَمِعَها وفَهِمَها، قال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19))[ النمل]
- بغض النظر عن الروايات التي تصف كيف كانت الريح تنقل سليمان ( عليه السلام ) [1] ،وبغض النظر عن أنّ سليمان كان بجانبه من يستطيعون نقل الأشياء في لمح البصر وبالتالي لا يعجزهم نقل الأشخاص ،قال الله تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40))[ النمل]
فلو وصل النّاس بالعِلْمِ إلى تسخير الرّيح واستعمال الطائرات النفاثّة والأطباق الطائرة – فرضًا كما كانت لسليمان - فأين هي الخصوصية التّي اُعطِيت لسليمان عليه السلام إذن؟ أين هو المُلك الذي لا ينبغي لأحد من بعده والذي كان تسخير الرّيح من جملته؟ - قد يتمكّن الناس من تطويع الريّاح بشكل ما وبشكل متطور جدا ، وقد يتمكنوا من تقليد أو محاكاة بعض المعجزات التي أيّد الله بها الأنبياء لكن ليس بالكيفية ذاتها ولا بالدرجة ذاتها ولا بالشرعية ذاتها ( فقد سُخِرَت الشياطين بالسِحر)،خاصة ما أوتِيَه سليمان عليه السلام لأنه دعا ربّه. والله أعلم
---------------------------------------
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَيْنا سُلَيمانُ بنُ داوُدَ ذاتَ يومٍ قاعِدًا، إذ دَعا بالرِّيحِ، فقال لها: الْزَمي بالأرضِ، ثمَّ دعا بزِمامٍ فذَمَّ به الرِّيحَ، ثمَّ دَعا ببُساطٍ فبَسَطَه على وَجهِ الرِّيحِ، ثمَّ دَعا بأربعةِ آلافِ كُرسِيٍّ فوضَعَها عن يَمِينِه، وأربعةَ آلافِ كُرسِيٍّ فوضَعَها عن يَسارِه، ثمَّ جعَلَ على كُرْسِيٍّ منها، يعني قَبِيلةً مِن قَومِه، ثمَّ قال للرِّيحِ: أَقِلِّي، فلمْ تَزَلْ تَسيرُ في الهواءِ، فبينَما هو يَسيرُ في الهواءِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : موضوعات ابن الجوزي | الصفحة أو الرقم : 326/1| خلاصة حكم المحدث : موضوع | التخريج :أخرجه أبو القاسم السهمي في ((تاريخ جرجان)) (ص68)، وابن الجوزي في ((الموضوعات))(202/1) - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال: كان سُليمانُ عليهِ السَّلامُ يَجلِسُ على سَريرِه، ثُمَّ تُوضَعُ كَراسيُّ حولَه، فيَجلسُ عليها الإنسُ، ثُمَّ يَجلِسُ الجنُّ، ثُمَّ الشَّياطينُ، ثُمَّ تَأتي الرِّيحُ فتَرفَعُهم، ثُمَّ تُظِلُّهم الطَّيرُ، ثُمَّ يَغْدونَ قَدْرَ ما يَشتَهي الرَّاكبُ أن يَنزِلَ شَهرًا، ورَواحُها شَهرًا،
الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن | الصفحة أو الرقم : 205/6 | خلاصة حكم المحدث : منكر غريب جدا
|
بداية دعيني أتفق معك علي تقسيم التسخير إلى [تسخير العموم] و[تسخير الخصوص] وإنما أضيف إلى تقسيمك هذا [تسخير خصوص الخصوص] الذي يكون فيه التخصيص خاصا فلا يشمل أحدا معه فيه .. بمعنى أن إذا فهمنا تسخير الريح بمعنى تطويعها لتلبية حاجات سليمان فتحمله من مكان إلى مكان .. فإن كان قاصرا عليه وحده ولم يتحقق لغيره فهو يقع تحت [تسخير خصوص الخصوص] .. إما إن تكرر نفس التخصيص مع أحد غيره فهذا [تسخير خصوص العموم] .. بمعنى أن الله اختص سليمان عليه السلام بأنه أول من سخرت له وهذا لا يمنع أن تسخر لأحد بعده .. وإن قارنا بين صورة التسخير لسليمان عليه السلام وبين تسخير الريح في عصرنا سوف نجد توافق من حيث أن الريح تحملنا من مكان إلى مكان حسب حاجتنا .. فبتقسيمك أصبت نصف المفهوم .. وعليه فأول من سخرت له الريح كان سليمان عليه السلام .. كما أنه أسيلت له عين القطر فعرف سباكة المعادن ثم جاءت البشرية بعده تنتفع بعلم السباكة .. بل إن جمعنا بين سباكة المعادن وبين تسخير الريح سنجد احتمالية أنه صنع أول صورة للطائرات في تاريخ البشرية .. ولا يمتنع من هذا أن سبقتنا الجن إلى هذا.
كما يوجد بعض النقوش على المعابد المصرية القديمة تحمل نماذج لمركبات كالطائزات والغواصات والمروحيات .. كما يوجد تصميمات طاائرة عامودية للساحر دافنشي وهو ماسوني بدرجة سيد أعظم .. فهل كان عبقريا سبق عصره؟ أم علمته الشياطين تلك التصميمات؟ أم أخبرته الشياطين عن مركبات سليمان فاستوحى منها تصميماته؟
وأضيف إجابة على سؤالك عن اختفاء آثار تلك المركبات أو الطائرات؟
أولا: نحن لم نبحث عن مخلفات تلك المركبات حتى ننفي وجودها .. وقد يكون لها معالم وآِار باقية لم نتنبه لها بعد ..
ثانيا: لقد سحرت الشياطين على ملك سليمان قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ ) [البقرة: 102] أي تتلو السحر فأخفته عن الأنظار وإلا أين اختفى عرش بلقيس والصرح وغير ذلك الكثير جدا مما سخرت لعمله الشياطين لسليمان عليه السلام وبإشراف علماء الجن المسلمين؟ واختفاء بعض ملكه أو كله ليس دليلا ينفي وجدوه
طبعا أنت فهمت قصة النملة على أنها نملة من النمل الذي نراه في عالم الإنس، والحقيقة أنها نملة من عالم الجن وكذلك الهدهد من عالم الجن، فلديهم مخلوقات تنطق بالكلام وتعقل وتعبد الله عز وجل .. (وهذا له بحثه المستقل)
أما أن الريح تجري بأمره أي بحسب ما يحتاج يوجهها .. ولا يستقيم المعنى أنها تسمع كلام الإنس وتعقله .. هذا تجاوز في فهم النص وفتح لباب الخيال فيه بلا دليل ولا حجة
أما أن سليمان وداوود علما منطق الطير فهذا يعني أنهم يفهمان منطقهم أي لغة الطير ولا يعني أنهما يستطيعان مخاطبة الطير بمنطقهم .. والسبب أن منطق الإنسان الكلام .. أما منطق الطير فمخلف كنعيق البوم .. وهديل الحمام على سبيل المثال .. فهما يستطيعان أن يترجما لغة الطير وهذا لا يلزم منه أن ينطقا بمنطق الطير .. لذلك قلت مسبقا أن الهدهد هذا طير من طيور الجن يتكلم ويعقل وهذا من خصائص عالم الجن التي يلم بها معالج مثلي
أما مجلس نبي الله سليمان عليه السلام فلا تحضره الشياطين كما في النص الموضوع الذي أرفقته في مشاركتك هذا نص لا يحل الاستشهاد به فكلا النصان من الإسرائيليات ومن مخيلات الوضاعين .. إنما كان يحضره الجن المسلمون والإنس المسلمون .. والذي جاء له بالعرش هو عفريت من الجن لديه علم من الكتاب قال تعالى: (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 39, 40] فالشخص الأول (عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ) لا خلاف فيه أما الشخص الثاني: (الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ) أي أنه مثل الأول عفرت من الجن ولكن يزيد عنه أن عنده علم من الكتاب .. ولو كان من الإنس لبين ذلك بلفظ خاص يميزه عن الأول فلقال مثلا: [قال الذي من الإنس] أو بأي عبارة مختلفة تميزه عن الأول .. وعدم إيراد التمييز هنا دليل على أن كلاهما عفريتان من الجن .. وعلى المنكر أن يأتي لنا ما يثبت أنه عالم من الإنس.
|