عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-21-2020, 12:25 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

كما أود أن أضيف:

أن الأرض المقدسة هي نفسه الجنة التي سكنها آدم وزوجه عليهما السلام وأخرجا منها، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي). [1] وأرى أن قوله (رِيَاضِ الجَنَّةِ) أي الجنة التي سكنها آدم وزوجه، ثم أخرجا منها عقابا لهما، بل حسدهما الشيطان على سكناها، حتى أخرج معهما منها، وبما أن إبليس من الجن، إذن فالجن سكنوا هذه الجنة قبل آدم عليه السلام.

فإن دل الحديث على أهمية الروضة، فليس إلا لأن المدينة المنورة تقع داخل الأرض المقدسة، ففيها هذه الروضة، والروضة جزء من الجنة، أي أن مساحة الجنة تتجاوز مساحة أرض المدينة المنورة، وذلك قبل تكوين الصدع الكبير بشكله الحالي، والذي غالبا امتلأ بالمياه نتيجة للطوفان العظيم في عهد نوح عليه السلام.

فالسفينة التي حملت من جميع الحيوانات، شاهد على التحام جزيرة العرب بقارة إفريقيا في عهد الطوفان، فكانت الحيوانات تتنقل في اليابسة بدون وجود عائق البحر الأحمر، حتى وصلت السفينة، وهذا يعني أن جزيرة العرب كانت مرتعا للحيوانات التي انقرضت مع الطوفان، ثم ما نجى منها في السفينة خرج منها لنتشر من جزيرة العرب إلى ربوع الأرض، هذا يعني ضمنا أن جميع القارات كانت ملتحمة ببعضها البعض.

ربما كان هناك منخفض أرضي، في موضع البحر الأحمر حينها، ولكن ليس بالضرورة أن يكون صدعا في الأرض بالصورة المتعارف عليها اليوم، ثم بعد جفاف مياه الطوفان استقرت بعض المياه في هذا المنخفض الأرض مكونة بحيرة طويلة فصلت أرض جزيرة العرب عن يابسة إفريقيا. وربما تفجرت من أرض هذا المنخفض عيونا ساهمت في تكوين الطوفان. كل هذه تصورات واحتمالات تجتاج لشواهد قوية لدعمها، أو نفيها، ولكن هذا ما يظهر لنا من النصوص عن التاريخ الجيولوجي للبحر الأحمر، وما يثبت أنه جزء أصيل من جزيرة العرب، وأنه يحمل نفس قدسية الأرض المقدسة.

كما قال تعالى (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) [الطور: 1؛ 6] فنجد أن جبل الطور، والبيت المعمور، من معالم الأرض المقدسة، فقد اقترن ذكرهما في السورة مع (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)، لتكتمل معالم المقدسات بذكر البحر المقترن بالأرض المقدسة كجزء منها، وفي لسان العرب "وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ : امتلأَ" أي البحر المملوء، أي أن البحر كان غورا فارغا، ثم امتلأ بالمياه، فصار بحرا. فالأرض المقدسة، بكل معالم يابستها، البرية والبحرية كلها تحمل نفس القداسة، مع التنبيه أن يابسة ساحل الأرض يمتد تدريجيا كرصيف تحت مياه البحر، فيظهر ويختفي مع حركتي المد والجزر، وعليه فهو يحمل نفس القدسية.

كل ما أذكره قرائن واستنتاجات تحتاج لمزيد من البحث والتدقيق، وجمع الأدلة والقرائن لتتضح الصورة وتتجلى، ومن الخطأ الظن أن الأأدلة كتاب وسنة فقط، بل هناك أدلية فطرية، وأدلة لغوية، وأدلة مادية، وكشوفات وتحاليل جيولوجية تسهم في تفسير وبيان دلالة نصوص الوحي. فلا يجب التسرع في إصدار الأحكام قبل بذل الجهد في البحث العلمي، وتحليل هذه النظريات.

وأرجو من الأعضاء المساهمة في هذا البحث وجمع الأدلة لدراستها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1196 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |التخريج : أخرجه البخاري (1196)، ومسلم (1391)



رد مع اقتباس