02-15-2020, 05:06 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
قوله صلى الله عليه وسلم: (فقد رُفِعَ رسولُكُم) تشير إلى رفعه من درجة رسول إلى درجة نبي، وذلك بإنزال الكتاب عليه. كذلك المسيح عليه السلام رفعه الله عز وجل إليه فأنزل عليه الكتاب، بعد أن نجاه ممن حاولوا قتله. خاصة وأنهم حين ظنوا أنهم قتلوه قالوا: (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) فلم يقولوا [نبي الله] أي أنه لم يكن قد أنزل عليه الكتاب بعد.
وهذا النص يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم مارس مهامه كرسول قبل أن ينزل عليه القرآن، فبنزول القرآن عليه رفع لدرجة نبي، مما يفيد أن تاريخ مرحلة الرسول تم حذفه من كتب المؤرخين، وأن هناك إشارات في القرآن الكريم تذكر بعضا مما تحمله وهو رسول، وأحسب قوله تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40] يشير إلى مرحلة كان النبي صلى الله عليه وسلم رسولا، فنجاه من الكافرين، ونصره بنزول القرآن عليه، وأيده بالوحي والملائكة، وجعل كلمة الله هي العليا أي القرآن الكريم. فمن يتدبر النص ويدقق فيه يتبين له أنه لا يمكن أن ينتمي إلى عهد ما بعد نزول القرآن، بل إلى قبله، ولا علاقة له بعبد الله بن أبي قحافة على الإطلاق.
والله أعلم
|