03-13-2020, 05:59 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
أتفق معك أن المعنى ما كنت تتلو أي كتاب سابق على القرآن، ولم تكن تخط بيمينك أي كتاب من تلك الكتب.
لكن؛ أعيدي دراسة الآية بنفسك، وضعي كل الاحتمالات لتفسيرها، ثم تدبري كل تفسير محتمل، ثم انظري أي الاحتمالات أرجح، وسوف تكتشفي أن فهمنا للآية محصور في التراث اللغوي الدارج، بما فيه من آفات لغوية، وعجمة لسان، وبالتالي نحن لا نفقه العربية الفصحى، بل نجهلها.
فهل كان يتلو النبي صل الله عليه وسلم أي كتاب من كتب السابقين؟ أي هل تبنى أي كتاب من كتب السابقين وأتبع ما فيه؟
وهل تتضمن التلاوة معنى القراءة من نص مكتوب أم لا؟
هل تنفي الآية علمه بالكتابة والقراءة؟
وهل ينحصر قوله تعالى: (وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) على الكتب السابقة أم تشمل عموم الكتابة؟
راجعي دراسة الآية، وحاولي بعدها أن تجيبي عن هذه التساؤلات .. عسى أن يهديك الله تعالى للصواب!
|
(وَمَا كُنتَ تَتۡلُوا۟ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَـٰب وَلَا تَخُطُّهُۥ بِیَمِینِكَۖ إِذا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ)[العنكبوت:48]
معناه لم يتلو عليه الصلاة والسلام ولا كتابا من كتب أهل الكتاب ("من قبله"؛ من لابتداء الغاية تستغرق كل كتب أهل الكتاب التي عرفها المجتمع في حياة النبي عليه الصلاة والسلام) أي لم يتعبد بتلاوة تلك الكتب، أي لم يؤمن بمجملها لما فيها من تحريفات وأباطيل، أي أنه قرأ جميع ما في جميعها بحثا عن الحق، فأدرك أن فيها تحريفات، فأعرض عنها، ولو أنه آمن بها؛ لكان من البديهي أنه سبق وخطها بيمينه وتلاها، كما يفعل اليوم مع القرآن، لأنه قارئ كاتب.
نفهم أنه صلى الله عليه وسلم كان يُعمل عقله ويتدبر ويبحث عن الحق ولم يتبع لمجرد الاتباع.
(ولا تخطه بيمينك) دليل صريح على أنه يخط القرآن الكريم بيمينه والأرجح أنه فعل ذلك أكثر من مرة أي خط أكثر من مصحف.
ومما يتقدر من المعنى: لو آمنَت بالكتب المحرفة قبل الوحي وصدقت ما فيها من أباطيل ونسختها لتتلوها، لكان ذلك سببا في ارتياب المبطلين، فيقولون كيف يؤمن بمعتقدات ويصدقها ثم بعد مدة يجيء مؤمنا مُتَبَنّيًا لما يدحضها ويُكذبها ؟ فيُنكر على الناس ما كان مؤمنا به !
وفي ذلك مدح من الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام بأنه لم يفعل. وشهادة بقوة بصيرته وإيمانه عليه الصلاة والسلام.
وفي ذلك عبرة أن المفروض على الإنسان التبيّن قبل التصديق أو التكذيب لا أن يتبع خاصة في الدين.
سبحان الذي هذا كلامه ! وهو تعالى أعلم.
|