عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-21-2020, 11:17 PM
محمد عبد الوكيل محمد عبد الوكيل غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
محمد عبد الوكيل is on a distinguished road
افتراضي

جاء في الأثر:

وقالَ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا أَبو العَبَّاسِ محمدُ بنُ يعقوبَ ثَنا العبَّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ ثَنا يَعقوبُ بنُ إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ ثَنا أَبي عَن صَالحِ بنِ كَيسانَ ثَنا إِسماعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ القُرَشِيُّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلاً مِن الأَنصَارِ خَرَجَتْ بهِ نَمْلَةٌ فَدُلَّ أَنَّ الشِّفَاءَ بنتَ عَبدِ اللهِ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَجَاءَهَا فَسَأَلَهَا أَن تَرْقِيَهُ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَقَيْتُ مُنذُ أَسْلَمْتُ فَذَهَبَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بالَّذِي قَالَتِ الشِّفَاءُ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّفَاءَ فَقَالَ : (( اعْرضِي عَلَيَّ)) فَأعرضتهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: (( ارْقِيهِ وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الكِتَابَ)) . هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ، وَقَدْ سَمِعَهُ أَبو بَكْرٍ بنُ سُليمَانَ مِن جَدَّتِهِ). [المستدرك: 576]

وفي رواية: "وحدثني بكر بن الهيثم، قال: حدثنا عبد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِلشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيَّةِ مِنْ رَهْطِ عُمَرَ بن الخطاب: ألا تعلمين حفصة رقنة النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِهَا الْكِتَابَةَ، وَكَانَتِ الشِّفَاءُ كَاتِبَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ."ا.هـ [1]





وفي الحديث:

(إِعرِضوا عليَّ رُقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شركٌ)[2]

كان الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الرقية والعلاج الشرعي لجمعه بين مختلف العلوم وعلى رأسها علم التوحيد وعلم الطب العضوي والعلوم الجنيّة، فكان المسلمون يعرضون عليه رقاهم، وإن كان من ظاهر نص الحديث أن الهدف من العرض هو الوقوف على شركية الرقى، إلا أننا نعلم أن صياغة الرقى فن يحتاج لعلم كثير، خاصة إذا كانت الرقية خاصة بمرض معيّن؛ سواء كان مرضا عضويا أو روحيا؛ على المعالج الإحاطة به من جوانبه العدة ويفهم طرق عمل الشياطين ليصوغ رقية نافعة بإذن الله تعالى.

وقد يقع الراقي في الشرك من غير قصد في سوء صياغته للرقية فتستغل الشياطين ذلك في أذيته والمريض.

كان النبي صلى الله عليه وسلم عليما بهذا الفن لذلك كان أهل التخصص يستشيرونه ويعرضون عليه.
وجود معالج بحجم النبي صلى الله عليه وسلم في المجتمع المسلم يجعله قبلة للمرضى، وليس لعداوة الشياطين زمن معين دون غيره فهم يحاربون البشر عموما والمسلمين خصوصا منذ آدم عليه السلام إلى يومنا؛ قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[البقرة:208]، ولا شك أنهم تعرضوا للمسلمين آنذاك بالمس والسحر ليصدوهم عن عبادة الله عز وجل، ولا شك في تصدي النبي صلى الله عليه وسلم لكيدهم بالكيد المضاد وهو علم الرقية والعلاج الشرعي.

لكن انشغاله عليه الصلاة والسلام بتبليغ الوحي وإدارة شؤون الدولة وتعليم المسلمين دينهم ودفع كيد شياطين الإنس والقيام بواجباته اتجاه أهله ورعيته، كل هذا وغيره سيحول بينه وبين التفرغ لعلاج المرضى، لذلك أظن والله تعالى أعلم أنه دون كتبا في هذا العلم وعلّمه بعض أصحابه لينشروه بين المسلمين ويعالجوا مرضاهم ولم يتركهم عرضة للشياطين. والله أعلم.




______________
النملة في لسان العرب: (... والنَّمْلة شيء في الجسد كالقرْح وجمعها نَمْل، وقيل: النَّمْل والنَّمْلة قُروح في الجنب وغيره)
[1] فتوح البلدان المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ) الناشر: دار ومكتبة الهلال- بيروت عام النشر: 1988 م، صفحة 454.
[2] الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 1048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |




التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الوكيل ; 03-21-2020 الساعة 11:21 PM
رد مع اقتباس