03-28-2020, 06:44 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
تأملوا معي هذه الآيات:
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) [الأعراف: 40]
وتنبهوا إلى طوفان نوح عليه السلام يقول تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ) [القمر: 11] المعتاد أن المطر ينزل من السحب، لكن في قصة نوح كان نزول الماء آية، أي كان الماء ينهمر من أبواب السماء بدون سحب، وهذا كان آيية صادمة للإنس والجن معا، أن تمطر السماء ماءا بلا سسحب.
وسوف يتكرر فتح أبواب السماء مرة أخرى يوم القيامة الصغرى عند خروج الدابة عليها السلام لقوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) [النبأ: 19].
الملفت أن الدجال بدأ أولى نشاطه الإضلالي في زمن نوح عليه السلام، وسينتهي إضلاله عند خروج الدابة عليها السلام آخر الزمان، إذن فتحت أبواب السماء عند أول خروج الدجال، وستفتح مرة أخرى عن قتل الدابة عليها السلام آخر الزمان.
قد يتسائل أحدكم لما تقول أن قوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) [النبأ: 19] سيكون عند خروج الدابة عليها السلام؟
لأنه في الآية التالية يقول تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) [النبأ: 20]، أي سيحدت التحام اللقارات، وهذه مهمة من مهام الدابة عليها السلام، وذلك استعدادا لحشر الناس ليوم القيامة الصغرى، وتمهيدا ليوم اللقيامة الكبرى.
نفهم من هذا أن للسماء الدنيا أبوابا، وليس بابا واحدا، وكأن هذه الأبواب بداية مسارات نفوذ، تختصر زمن الانتقال من الأرض إلى السماء بسرعة فائقة.
لا أدري حقيقة إن كان الجن توصلوا إلى النفوذ عبر هذه المسارات الدودية (Worm paths)، لكن الآية تذكر إمكان تحقيق هذا بسلطان، لكن لم يتضح لنا إن كان بسلطان العلم يذكر المفسرون، أم آية من الله عز وجل للمصطفين من عباده؟
لكن أرى والله أعلم أن النفاذ عبر المسارات الدودية آية من الله تابرك وتعالى، للصفوة من عباده، لأن الله تعالى يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33] وهنا قال: (أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ)، أي السبع سماوات، ولم يقل قطر السماء، أي السماء الدنيا، فالشياطين لا يخرجون عن السماء الدنيا إلى التي تليها، فيما عدا الملائكة من الجن، لهم فقط هذه الخصوصية،
فالسموات العلى محفوظات من اختراق الشياطين لها، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 5] ولقوله تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12] فالسماء الدنيا زينت بالنجوم، وحفظا لما بعدها من السماوات العلى فلا يخترقها شيطان. فإن كان النفوذ من خلال السماء مقدر، فلابد أن يسلم النافذ بسلطان وحفظ من الله عز وجل حتى يتمكن من تجاوز الرجوم في السماء الدنيا. إذن فهذا الحفظ قاصر على الخواص من عباد الله والمصطفين.. من الملائكة، وملائكة الجن المسلم، وممن اصطفى الله عز وجل من البشر، قد يكون اصطفى أحد النبيين من قبل، ولم نتنبه لدليل هذا من كتاب الله تعالى، وإن كان؛ فأحسبه إبراهيم وسليمان عليهما السلام، لكن بما أن القرآن ذكر هذا، فحتما سيقع لأحد المصطفين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسب هذا لا يكون إلا للدابة عليها السلام، خاصة وأن حالها دابة تتنقل من الأرض إلى كل مكان تدعوا الخلق قبل يوم القيامة، وتنذرهم قرب انقضاء عمر البشرية. والله أعلم.
أرجو أن لا تسلموا لما أقول، ولكن أرجو أن تعملوا عقولكم فتشاركوني التفكير والتدبر لآيات الله العظيم.
|