الموضوع: الاستجمار
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-13-2020, 06:25 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

خلال الفترة اليونانية الرومانية، تم استخدام إسفنجة مثبتة على عصا (tersorium) لتنظيف الأرداف بعد التغوط. ثم توضع الإسفنجة في دلو مليء بالمياه المالحة، أو مياه بالخل.



خلال الفترة اليونانية الرومانية، تم استخدام إسفنجة مثبتة على عصا (tersorium) لتنظيف الأرداف بعد التغوط.

وثمة أسلوب آخر باستخدام شدفاً بيضاوية أو دائرية من السيراميك عرفت باسم “بيسّوي pessoi” (تعني الجمرات)، وهو مصطلح يستخدم أيضًا للدلالة على لعبة لوحية قديمة. أشار أريستوفانيسAristophanes إلى استخدام البيسّوي لأغراض صحية في "Peace" (القرن الخامس قبل الميلاد):


نماذج من بيسّوي pessoi الطين (ربما من أمفورا) وجدت في المراحيض الرومانية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي.
التي على اليسار من يوتيكا (صقلية)، يبلغ قطرها 4.7 سم وسمكها 1.7 سم ، وتمت تشكيلها كمثمن. وتم العثور على البيسّوي على اليمين في غورتين (كريت) ويبلغ قطرها 6 سم وسمكها 1.3 سم.


منظر ميكروسكوبي للفضلات المتصلبة والمعدنية جزئيا على الوجه المتسخ للبيسّوي من غورتين (تلوين HES ، تكبير × 1000

المثل اليوناني يقول: "ثلاثة أحجار كافية لمسح عجزة أحدهم Three stones are enough to wipe one’s arse,"

ومن يتأمل هذا المثل يجده يوافق في المعنى ما ذكرته عائشة من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرجَ أحدُكُم إلى الغائطِ، فليَذهَب بثلاثةِ أحجَارٍ ليستنظِفْ بِها، فإنَّها ستَكْفيهِ). [1] وهذا يشير إلى أن المعرفة بالاستجمار كانت معروفة لدى أهل الكتاب حتىى صارت عادة.


شدفاً بيضاوية أو دائرية من السيراميك عرفت باسم “بيسّوي pessoi” (تعني الجمرات)،



كأس شرب (cylix) من السيراميك. العصر الإغريقي القديم المتأخر. حوالي 510-500 ق.م. مكتوب حول الرجل [Morfis flor] ترجمتها حرفيا [زهرة مورفي] أو [زهرة مورفيس]، ولكن لا أعلم دلالتها باليونانية القديمة. الرسام امبروسيوس Ambrosios. الموقع -Greece, Attica, Athens Dimensions. الأبعاد الإجمالي: 12.5 × 2 سم (4 15/16 × 13/16 بوصة). متحف الفنون الجميلة في بوسطن، بالولايات المتحدة.

كذلك نرى في الرسم أن الرجل رغم أنه من العهود الوثنية كان يستجمر بشماله، وهذا كذلك وافق ما ورد أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن الاستنجاءِ باليمينِ. وما يجري على الاستنجاء من حكم، يسري في حق الاستجمار كذلك. إن كان وثنيا بالفعل، فمن المستبعد أن بفعل الأنبياء والمرسلين، لكن من الواضح أن استخدام اليد اليسرى عادة صحية، أكثر منها تشريعية والغرض منها الاحتراز من أن يعلق باليد اليمني شيء من النجاسات، لا سيما وأن عادة الناس استخدام اليمنى في أغلب تعاملاتهم، من مصافحة، وتناول الطعام، والشراب.

ورد في سفر [التثنية: 23/ 12، 14]: (وَيَكُونُ لَكَ مَوْضِعٌ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ خَارِجًا * وَيَكُونُ لَكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ لِتَحْفِرَ بِهِ عِنْدَمَاتَجْلِسُ خَارِجًا وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بِرَازَكَ * لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلَّتِكَ، لِكَيْ يُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلْتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً، لِئَلاَّ يَرَى فِيكَ قَذَرَ شَيْءٍ فَيَرْجِعَ عَنْكَ).

وهذا يوافق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا خرج لحاجته في الخلاء حمل معه عصا، لما ورد عن أنس بن مالك أنه قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا خرَج لِحاجَتِهِ، تَبِعتُهُ أنا وغُلامٌ، ومَعَنا عُكَّازَةٌ، أو عَصًا، أو عَنَزَةٌ، ومَعَنا إداوَةٌ، فإذا فرَغَ مِن حاجَتِهِ ناوَلْناهُ الإداوَةَ . [2] يترجح لدي أنه كان يتخذ العصا ليحفر بها حفرة في الأرض، فإذا قضى فيها حاجته دفنها حتى تتحلل، فلا تؤذي من وراءه، وهذا من مكارم الأخلاق.


استخدم اليابانيون الشوجي chuugi (20-25 سم عصى خشبية رقيقة) خلال فترة نارا Nara (القرن الثامن الميلادي) للتنظيف الخارجي والداخلي للقناة الشرجية.
ــــــــــــــــــ
[1] الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم: 2/492 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن جيد
[2] الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 500 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



رد مع اقتباس