04-13-2020, 02:01 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اتَّبَعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَكانَ لا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ منه، فَقالَ: ابْغِنِي أحْجَارًا أسْتَنْفِضْ بهَا - أوْ نَحْوَهُ - ولَا تَأْتِنِي بعَظْمٍ، ولَا رَوْثٍ، فأتَيْتُهُ بأَحْجَارٍ بطَرَفِ ثِيَابِي، فَوَضَعْتُهَا إلى جَنْبِهِ، وأَعْرَضْتُ عنْه، فَلَمَّا قَضَى أتْبَعَهُ بهِنَّ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 155 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
أَتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغَائِطَ فأمَرَنِي أنْ آتِيَهُ بثَلَاثَةِ أحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، والتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أجِدْهُ، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتَيْتُهُ بهَا، فأخَذَ الحَجَرَيْنِ وأَلْقَى الرَّوْثَةَ وقالَ: هذا رِكْسٌ وقالَ إبْرَاهِيمُ بنُ يُوسُفَ، عن أبِيهِ، عن أبِي إسْحَاقَ، حدَّثَني عبدُ الرَّحْمَنِ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 156 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
مما يؤخذ على هذه النصوص، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة شخصا مختلفا بأن يأتيه بأحجار ليستجمر بها حين قضاء حاجته دون أي سبب يُذكر كأنها عادة، وهذا يتنافى وأخلاقه وحياؤه عليه الصلاة والسلام، وقد كان لا يتميز عنه المسلمين ويشاركهم أعمالهم، ثم لماذا يتبعه أصلا الراوي وهو يعلم أنه خرج لحاجته !
قد يؤذي المستجمر نفسه بإحداث شقوق أو شروخات دقيقة في الشرج[1] تتطور إلى بواسير خارجية أو التهاب؛ خاصة عند المواضبة على المسح بالأحجار، وذلك لحساسية الموضع الشديدة، لذا يجب أن يختار بعناية الأحجار المستجمر بها بحيث تكون ملساء، هذه الأخيرة نجدها بكثرة قرب المياه الجارية الأنهار والشواطئ، وأن يكون الإستجمار استثناءً والتطهر بالماء هو الأصل.
تشكل الأحجار المستجمر بها خطرا كبيرا في حال عدم دفنها، لأن الفضلات البشرية مكدسة بالجراثيم والبكتيريا، التي يُعد الذباب ناقلا ممتازا لها، وتزداد خطورتها في حال وصولها لموارد المياه؛ سواء شرب الإنسان منها أو اغتسل أو نظف بها ملابسه وحاجياته كالأواني المنزلية، هذا وقد تنتقل مباشرة إلى داخل جسد الإنسان عن طريق الشرج أو الإحليل في حال استجمار الشخص بحجر سبق واستُجمر به، جاء في كتيّب نشرته منظمة الصحة العالمية بعنوان [الماء والإصحاح في الإسلام] من إعداد د.عبد الفتاح الحسيني الشيخ:
"كثيرة هي الأمراض التي تنتقل بالماء الملوّث، ولا سيما تلك التي تسببها بعض الجراثيم أو الطفيليات التي يحتوي عليها براز الإنسان المريض أو بوله، وفي مقدمتها الحمى التيفية [التيفود] وداء البلهارسيا [المنشفّات] وداء الديدان الشصيّة [المَنْقُوَّات أو الانكيلوستوما] وسائر الديدان .
أما الحمى التيفية [ التيفود ] ، فتكون جراثيمها في أمعاء الإنسان ودمه وبوله . فاتّصال بول المصاب بها أو اتّصال برازه بالماء ، يمكن أن يؤدي إلى نقل جراثيمها إن كانت فيه . ولقد كان الماء من أهم وسائل نقل هذا المرض وانتشاره في الناس قبل اتخاذ الوسائل الحديثة لتطهيره ومراقبته في البلدان الراقية ، ولكنه مازال عاملا مهما في نقلها في البلدان المتخلفة .
وأما مرض البلهارسيا [ أو داء المُنْشَفات ] ، فهو مرض يتصف بالتهاب المثانة ( يتجلى بتبول الدم ) أو التهاب في القولون ( يتجلى بالزحار [ الدوسطاريا ] ) .
وتنطرح بيوض الطفيلي مع البول في النوع الأول ، ومع البراز في النوع الثاني . حتى إذا ما بلغت الماء ، ولا سيما الماء الراكد القليل الحركة ، فإنها تنفقس عن يَرَقةٍ صغيرة ، لا تلبث أن تدخل أحد أنواع الحلزون أو ذوات القواقع ، حيث تتخلَّق فيه خلقاً مِنْ بعد خَلْق ، حتى تتحول إلى يرقة ذات ذنب ، تدعى الذانبة [ سركاريا ] . وهذه الذوانب تسبح في الماء ، حتى تصادف إنسانا يغتسل في الماء ، أو يسبح فيه ، أو يغسل فيه ثيابه ، أو يشرب منه ، أو يخوض في ماء الري ، وإذ ذاك تخترق بشرة الجلد ، بأن تدُسَّ نهايتها الأمامية في الجلد وتستغني عن ذيلها .
وفي غضون أربع وعشرين ساعة ، تكون الذوانب قد وصلت إلى الدم ، فتجول في الدوران الدموي ، ثم ينتهي بها المطاف إلى داخل الكبد ، حيث تكبر وتبلغ وتتزاوج ، ثم تهاجر إلى جدران المثانة أو الأمعاء لتبيض .
وواضحٌ أن السبب في استمرار هذه الدورة المؤذية ، هو مواضبة التبوُّل أو التغوُّط بشكل يصل معه البول أو البراز إلى المياه السطحية ، ولاسيما المياه الراكدة ، وأن الوقاية تكون بالامتناع عن هذا الفعل الذميم ، الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية نهيا واضحا صريحا ، كما سيأتي تفصيله في هذا البحث .
وأما الديدان الشصية فهي ديدان تكون في الأمعاء ، وتُحْدِثُ في المصاب بها ألماً بطنيا موجعاً . وعبد مدة يظهر فقر الدم الشديد ، وتصير الأغشية المخاطية كلها شاحبة جدا . وبعد مدة يظهر فقر الدم الشديد ، وتصير الأغشية المخاطية كلها شاحبة جدا ، وينتفخ الوجه تَتَوَذَّمُ الرِجْلان [ تنتفخان بالماء ] ، وقد يظهر في المريض استسقاء ، أي تراكم السوائل في أنسجته وأجوافه (جوف البطن مثلا ) . وإذا لم يعالج المرض فالدَّلَفُ آخِذٌ بالمريض لا محالة ، فيعمُّ الاستسقاء جميع الأطراف ، أو يَنْحُلُ المريض ويهزل جدا حتى تبدو عظامه ، ولكنه على كل حال يبقى منتفخ البطن بالسوائل ، وحتى يموت .
وبيوض هذه الديدان التي تنطرح مع البراز ، تَنْفَقِسُ عَن يرقاتها إذا وجدت تربة رطبة ، كأرض الحقول أو المزارع أو المناجم ، فإذا لامسها إنسان نَفَذَتْ من جلده مباشرة ، وتابعت مسيرتها فيه حتى تبلغ الدم ، ثم تصل بالدوران إلى الكبد ثم الرئة ثم الأمعاء . وأكثر من يتعرَّض لعَدْواها الزُرَّاع وعمال المناجم ، ولكنها كذلك تهاجم الأطفال الذين يخوضون في الوحل الموبوء بها حفاةً فيصابون بها . وواضحٌ أن الوقاية منها تقوم على الحيلولَة دون وصول شيء من الغائط إلى سطح الأرض ولاسيما في الظل ، إذ يحافظ الظل على الرطوبة اللازمة لحياة اليرقات ، ويحفظها من التأثير المطهر الذي تنصف به أشعة الشمس .
يتبين مما تقدم ، أن وقاية الماء من التلوث ونقل عدوى الأمراض الآنفة الذكر تتلخص في أمرين اثنين: (1) منع وصول جراثيم هذه الأمراض وطفيلياتها إلى الماء أو التربة الرطبة ؛ و (2) عدم تعريض الإنسان نفسه إلى عدواها بنزوله في الماء الذي يحتمل أن يحتوي عليها ، وهو على الخصوص الماء الراكد القليل الحركة .
وهذا هو بالضبط ما ورد في الهدْي النبوي من ضوابط . فقد وردت الأحاديث الصحيحة التالية عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(لا يبولَنَّ أحدُكُم في الماءِ الرَّاكدِ) [رواه ابن ماجة]
( نَهَى رسوا الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يبولَ الرَّجلُ في مُستحَمِّهِ) [رواه أبو داوود]
(لا تَبُلْ في الماءِ الدَّائِمِ [أي الراكد] الذي لا يَجْرِي ثُمَّ تَغْتَسِلُ منه) [رواه مسلم]
(لا يَغْتَسِلْ أحَدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ [أي الراكد] وهو جُنُبٌ) [رواه مسلم]
( اتَّقُوا اللاعِنَيْن [أي الأمرين الجالبين اللعنة لفاعلهما] قالوا: وَما اللاعِنَان يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى [يتغوط] في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ. [رواه مسلم]" ا.هـ الحديث في موقع الدرر السنية بلفظ آخر نحو ( أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ.).
" (اتَّقوا المَلاعِنَ الثلاثَ البُرازَ في المواردِ وقارعةَ الطريقِ والظِّلَّ) [رواه أبو داوود]
..... وفي هذه الأحاديث أيضا النهيُ عن التغوُّط في الظل . وفي هذا بالإضافة إلى الناحية الاجتماعية التي تُقبِّح أمكنة اعتاد الناس أن يستريحوا فيها ، إشارةٌ مهمة إلى الناحية الصحية ، لأن أماكن الظل لا تتعرض إلى أشعة الشمس القوية بما فيها من خصائص قاتلة للجراثيم . وقد تقدّم أن الظل يحافظ على الرطوبة اللازمة لحياة يرقات الدودة الشصية ." ا.هـ [2]
لم أقف على دراسة طبية متخصصة عن الاستجمار، ربما لعدم شيوع هذه الطريقة في التنظيف في العصر الحديث خاصة مع ظهور المناديل الورقية؛ حتى اليهود تخلوا عنها[3]، لكن البحوث الطبية[4] تصف الموضع بالحساسية الشديدة، ومهما كان الحجر أملسا؛ لا شك أن المواضبة على المسح بشكل يومي ستؤثر على الموضع في كل مرة كما يؤثر عليه براز الإمساك مسببا بواسير.
من الأعراض التي تصيب الشرج:
الحكّة الشّرجيّة (perianal dermatitis):
جاء في مقال عن العرض: (قد يؤدي استخدام أنواع الصّابون الذي يحتوي على موادٍ كيميائيّة قويّة أو مناديل التّنظيف الصّحّيّة أو مناديل الحمام الورقيّة الخشنة بعد عملية التّغوط إلى جفاف المنطقة الشّرجيّة وتهيّجها، وبالتالي قد تحدث ردَّة فعل تحسّسية جلديّة شديدة في المنطقة الشّرجيّة خاصةً عند وضع مساحيق ومُرطبات البشرة أو المراهم المُعطَرّة وغير ذلك من المنتجات على المنطقة الشّرجيّة. كما يمكن أن يؤدي التّعرق المُفرط في المنطقة أو بقايا البراز عليها إلى التهيُّج وبالتالي الحكة الشّرجيّة.) ا.هـ [4].
__________
[1] مقالان عن الشق الشرجي، انظر هنا وهنا
[2]الهدي الصحي 2، الماء والإصحاح في الإسلام، د.عبد الفتاح الحسيني، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق متوسط، صفحات رقم 6،7، 8.
[3] انظر هنا
[4] الحكة الشرجية، انظر هنا وهنا وهنا
|