04-18-2020, 01:49 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الوكيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفي قصته مع جبريل عليهما السلام أول البعثة، ارتاب النبي عليه الصلاة والسلام ولم يُطع الملك في البداية، ارتاب وهو أهل الرسالة في قومه بدون منازع، وفي ذلك دليل على قمّة تواضعه؛ لأنه تواضعٌ في ظل خُلُقٌ عظيم كما وصفه الله عز وجل .. مع خلقه العظيم وفطرته القويمة الباحثة عن الحق؛ لم يرى أنه أهلا لها، وواسته أم المؤمنين عليها السلام فقالت (كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ)[أخرجه البخاري/6982]
وعلى النقيض وليتبيّن لنا عظم موقفه عليه الصلاة والسلام؛ نضرب مثلا بما يعانيه المرضى اليوم من تلاعب الشياطين بهم، إذ يوهموهم باصطفاء الله عز وجل لهم وبأنه يُوحَى إليهم كما أُوحِيَ للأنبياء عليهم السلام، مع كون بعضهم غارق في المعاصي ويجهل أدنى أمور الدين إلا أنه لا يتوانى في تصديق الشياطين.
إن لم تكن أهلا لها يا رسول الله يومئذ فمن
|
إن رفض وحي رب العالمين المنزل عليه فهذا سوء أدب مع الله عز وجل، وخذلان وتخاذل لا يليق به صلي الله عليه وسلم، فلا يسمى تواضع، وإنما خشي أن يكون شيطانا يتلاعب به. فهذا إن دل فإنما يدل على حرصه على اتباع الحق، فلا ينساق وراء ما تهوى النفس وتتمنى. وليس كما الصوفية؛ بمجرد أن تتنزل عليهم الشياطين ينساقون وراءهم فرحين، فيتحولون من نساك في سبيل الله تعالى ، إلى سلاك لسبل الشيطان الرجيم.
خاصة وأن الظروف حوله كانت تؤهله لاستقبال، وقبول الوحي، لأنه كان أحوج ما يكون لنصرة ربه عز وجل، خاصة وأن قريش حاربته في دعوته للتوحيد، ملة إبراهيم عليه السلام، قبل نزول القرآن الكريم عليه، فهرب من قبيح أفعالهم ومحاربتهم له إلى الغار، ولكن المؤرخين لا يذكرون هذه الفترة من مسيرته صلىى الله عليه وسلم، بل تم اقتطاعها من سيرته، فمن يدقق في كتاب الله تعالى سيجد لها ذكر، الناس عنه غافلون.
نعم النبي صلي الله عليه وسلم متواضع، ولكن تواضعه يظهر في مواقف أخرى كثيرة، فهذا الموقف ليس من باب التواضع.
فلا تسرف في عبارات المديح والثناء عليه إلا بما يتوافق مع الموقف، وبما يليق به، وإلا فهذه إساءات عظيمة له صلى الله عليه وسلم، فاحذر إنك على باب ضلالة وأنت لا تدري.
|