اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابحث ستجد أدلة أن فاطمة عليها الصلاة والسلام كانت طبيبة كأبيها عليه الصلاة والسلام .. قرأت أنها كانت تسخدم القرطاس المحروق في علاج الجروح .. والقرطاس هو حصير من نبات البردي .. وهذا يدل على استزراع البردي في المدينة المنورة وأنه كان ينبت حول البرك ومجاري المياه فيها
|
وفرة البردي بالمدينة جعل الناس تتخذ منه الحصائر، واستعمل كذلك في التداوي:
جُرِحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، يَومَ أُحُدٍ، وَكُسَرَتْ رَباعيتُهُ، وَهُشِّمَتِ البَيضةُ على رأسِهِ، فَكانَت فاطمةُ تغسِلُ الدَّمَ عنهُ، وعليٌّ يسكبُ علَيهِ الماءَ، بالمِجنِّ، فلمَّا رأت فاطمةُ أنَّ الماءَ لا يزيدُ الدَّمَ إلَّا كَثرةً أخذَت قِطعةَ حَصيرٍ، فأحرقَتها، حتَّى إذا صارَ رَمادًا، ألزَمتهُ الجُرحَ، فاستمسَكَ الدَّمُ.[1]
و من فوائده في التداوي ما ذكره بن بيطار في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية :
[البردي:جالينوس(126-216م) في السادسة: هذا نبات ليس يستعمل في الطب وحده لكنه متى نقع وأحرق صار نافعاً وذلك أنه إذا نقع في الخل والماء والشراب أدمل الجراحات الطرية إذا لف عليها كما تدور إلا أنه في هذا الموضع إنما يقوم مقام مادة من المواد القابلة للأدوية الشافية ، وأما إذا أحرق فإنه يصير دواء مجففاً على مثال الرماد والقرطاس المحرق ...
تعتبر أشعار العرب مصدر مهم للتوثيق، وعرض بعض التفاصيل التي قد يغقل عنها المؤرخون، ومما جاء في معلقة طرفة بن العبد( شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات) :
وَخَذٌّ كقِرْطاسِ الشّآمي ومِشْفَرٌ ... كَسِبْتِ اليَماني قِدُّهُ لم يُحَرَّدِ[2]
يستفاد من هذا البيت معرفة المكيين للقرطاس ذو جودة عالية، حيث يأتي هنا التشبيه بانْمِلاس القرطاس الشامي، وكذلك هناك اشارة مهمة وهي كون الشام هو مصدر القرطاس في قوله[قرطاس الشامي] ويتبين لنا أن القرطاس الشامي وقتها كان معروف بجودته ووفرته جعلتهم يصدرونه لمكة ومنها لأماكن أبعد، والمقصود بالشام المدينة.
____________
[1] الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2806 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
[2] شرح المعلقات السبع/حسين بن أحمد بن حسين الزَّوْزَني، أبو عبد الله (المتوفى: 486هـ)/ ص:100
/دار احياء التراث العربي/الطبعة الأولى 1423هـ - 2002 م/ص:100
[2]شرح المعلقات التسع/ منسوب لأبي عمرو الشيباني (ت 206 هـ)/حققه: عبد المجيد همو/ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان/الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م/ ص:52