04-22-2020, 01:58 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
انتكس أي انقلب عن الحق .. ولا ارتكس في أمره أي ولا نجى منه .... فبئس ما يفعلون
إن كان القرآن الكريم أنزل مكتوبا لزوم تبليغ رسم المصحف فحتما أنزل مكتوبا بخط إلهي أكثر جلاءا ووضوحا من خطوط البشر .. يقرأه أهل زمانه وأهل كل زمان .. مما يستحيل معه عجمة هذا الخط .. فلو أنك طالعت مخطاطات الخطاطين على كسوة الكعبة وعلى جدران المسجد النبوي من الداخل لوجدت نفسك تحاول حل أحجية لتقرأ المكتوب .. ولولا أننا نحفظ آيات كتاب الله تعالى ما أمكننا قراءته .. ولو أن الذي دخل الإسلام حديثا من الأعاجم حاول أن يقرأه لواجهته معضلة كبرى خاصة إن كان بدأ في تعلم العربية ..
وأحسب بفطرتي كمسلم أم كتابة القرآن الكريم بهذه الخطوط تحمل إثما عظيما بل وفيها ازدراء لكتاب الله .. فالكتاب أنزل واضحا جليا لا مبهما ومتشابكا كما يفعلون ... إذن من الخطوط ما هو مبسط كالرقعة والنسخ وما عداهما لا أرى الحل في كتابة القرآن بهم للعلة التي ذكرتها
لذلك يترجح لدي الظن بأن القرآن الكريم أنزل مكتوبا بخط إلهي واضح جلي مقروء لا تلتبس قراءته على أي قارئ وكاتب .. بل وفيه من الحسن والجمال ما يميزه عن سائر الخطوط البشرية فيعلو ولا يعلى عليه
أما علي بن أبي طالب عليه السلام فقد واجه من التحديات والسحر ما لا يطيقه بشر .. لذلك فمعية علي للقرآن حسن اتباعه والعمل بما فيه .. ومعية القرآن له تأييد القرآن له في حجته وأفعاله ... وهذا دليل على مدى التزامه به ... لكن التاريخ الذي بين أيدينا اليوم عن العهد النبوي يغلب عليه الحذف والإخفاء ويكتنفه التحريف والتضليل .. فهناك من العهد المكي ما لم يصلنا تاريخه إلا القليل عنه ... ولو أنك قارنت بين طول مدة العهد المكي والمدني ستجد أن مدة العهد المكي أطول ومع هذا لم يصلنا شيء من نصوص السنة عنها إلا قليل .. وهذا رغم طولها وأهميتها لأنها تناولت الجانب العقائدي الذي تربى عليه المهاجرين مقارنة بالفترة المدنية التي تناولت الجانب التشريعي من الدين .. فكيف تكون مرويات العهد المدني أوفر وأكثر من مرويات العهد المكي؟!
فإن كان العهد المكي لم يسلم من الإخفاء فهل تحسب أن العهد المدني وهو أقصر وصلنا كاملا!
فإن كان هذا فيما يخص العهد النبوي فهل تحسب أن تاريخ حكم علي بن أبي طالب وابنه الحسن خامس الخلفاء الراشدين حتى هذه سرقت من الحسن ونسبوها للخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي هدم بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وسط صراخ وبكاء أهل المدينة من التابعين .. وقتل آل البيت وشردهم وطاردهم في البلاد بصرف النظر عن أسبابه وأهدافه .. فالحسن تنازل بعد بضعة أشهر عن الحكم حقنا لدماء المسلمين وكان أحق به من غيره .. راجع التاريخ الذي حققه العلماء في تاريخ عمر بن عبد العزيز لتقف على الجانب الأسود من تاريخه وقارن بينه وبين الحسن بن علي لتتأكد من غلو السنة فيه بغير وجه حق بناءا على تاريخ دونه المؤرحون الأمويون لتبيض صفحة العهد الأموي فما ارتكب في عهدهم من جرائم في حق الدين والمسلمين لم يتمكنوا من إخفاءه على من يتدبر تاريخهم بحيادية تامة
فما أريد قوله أن علي رضي الله عنه خاض صراعات دموية مريرة مع الطامعين في الحكم والحاسدين له .. وعليه فتاريخه حرف وحذف منه الكثير فلم يصلنا منه إلا القليل .. حتى الشيعة كانوا أشد من السنة تحريفا لتاريخه وإن كانوا أكثر رواية عنه من السنة إلا أن مروياتهم عنه يكتنفها التحريف والكذب .. بينما السنة كانوا أكثر تضيعا لتاريخه وتاريخ ذريته من بعده .. فالشيعة والسنة كلاهما يكن البغض والحسد لآل البيت وإن لم يبدوه بألسنتهم .. فلو أحبوهم حقا لحافظوا على تاريخهم فلم يحرفوه ولصانوا تراثهم فلم يضيعوه .. أما من شايعوا آل البيت بحق وناصروهم في الحق فقد سفكت دماؤهم ونالهم نفس مصير آل البيت الحقيقيين
لذلك هناك ميزان الفطرة القويمة في الحكم على التاريخ والنصوص وتدبر الأدلة النقلية ... فالاحتكام للفطرة والبصيرة مما أغفله العلماء من أصول العقيدة وجلعوا العقيدة بين العقل والنقل فقط وهذه من الثغرات الخطيرة جدا والتي سيواجهها أصحاب المذهب السلفي ولا أحسبهم سيصمدون كثيرا أمام الهجوم الذي سيطيح بمنهجهم الوثني الذي يقبل النقل بحسب عدالة الناقل فقط .. فلا يحتكمون للفطرة والبصيرة .. بينما أخضعوا العقل للنقل وألجموه بالنص
|