08-18-2020, 11:03 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 215
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
قال تعالى في الآية 102 من سورة البقرة (وَٱتَّبَعُوا۟ مَا تَتۡلُوا۟ ٱلشَّیَـٰطِینُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَیۡمَـٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَیۡمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ كَفَرُوا۟ یُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَاۤ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَیۡنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَۚ وَمَا یُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ یَقُولَاۤ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٌ فَلَا تَكۡفُرۡ فَیَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا یُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦ وَمَا هُم بِضَاۤرِّینَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمۡ وَلَا یَنفَعُهُمۡ وَلَقَدۡ عَلِمُوا۟ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقٍ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡا۟ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ)
وإن كان اتباع اليهود لما تتلوا الشياطين من سحر لا يشترط في الاتصال المباشر سمعا أو بصرا؛ إلا أن التعليم يقتضي ذلك فالتلميذ لابد على الأقل أن يسمع من معلمه أو يراه ويسمعه، كذلك لابد للساحر أن يكفر كشرط أساسي ويعبد الساحر الجني بدليل قوله تعالى (وَلَقَدۡ عَلِمُوا۟ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقٍ) فهم يعلمون حقيقة كفرهم ويفعلون ذلك عن علم وتعمد لا عن جهل وخطأ، وهذا يلزمه اتصال مباشر بينهما، ليعلمه هذا الأخير السحر وأسرار لا توجد في الكتب، وجاءا فعلي التلاوة والتعليم في الآية الكريمة بصيغة المضارع، وفي ذلك دليل على حدوث ذلك في زمن نزول الآية وبعدها.
وقال تعالى (وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٌ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٌ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَیۡنَ ٱلۡقِطۡرِ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن یَعۡمَلُ بَیۡنَ یَدَیۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِ وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ * یَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَـٰرِیبَ وَتَمَـٰثِیلَ وَجِفَانٍ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِیَـٰتٍۚ ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرًاۚ وَقَلِیلٌ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ)[سبأ:12،13]
الجن الكافر والشياطين هم المقصودون في الآية الكريمة بدليل قوله تعالى (وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ) وكانوا يعملون ويبنون كما في قوله تعالى (فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّیحَ تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦ رُخَاۤءً حَیۡثُ أَصَابَ * وَٱلشَّیَـٰطِینَ كُلَّ بَنَّاۤءٍ وَغَوَّاصٍ)[ص:36،35]
الدليل على تحرر هذه الشياطين من السخرة هو تمكنهم من السحر على ملك سليمان عليه السلام والتلاوة عليه، أي أنالشياطين المكلفة بالعمل والبناء؛ تحررت وسحرت على ملك سليمان عليه السلام، أي أن أصل "البناؤون الأحرار" أو "الماسون" -وهم سحرة- يعود لهذه الشياطين، وقد تطرق الأخ جند الله لهذه الجزئية هنا في المنتدى من قبل.
وبناء على ما تقدم نخلص إلى حقيقة ثابتة وهي وجود السحرة الماسونيين من اليهود إبان البعثة النبوية.
|