08-25-2020, 04:51 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانية
( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113)) [الأنعام]
|
تسلط هذه الآية الضوء على حقيقة وجود تحالف لسحرة الإنس والجن في كل أقوام الأنبياء عليهم السلام بدون استثناء، وحقيقة وجود أتباع تُصغي أفئدتهم لقولهم المزخرف، وفي تصنيف الآية للشياطين كعدو للأنبياء عليهم السلام دليل على حصول كر وفر بين الطرفين لأن المسلمين وعلى رأسهم الأنبياء عليهم السلام مأمورون باتخاذ الشيطان عدوا كما في قوله تعالى (إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ)[فاطر:٦]
ولا تقتصر العداوة بين الطرفين على زمن حياة النبي المرسل فقط، خاصة من طرف شياطين الجن بصفتهم معمرين، إذ يعادون أنبياء الله تعالى قبل بعثتهم وأثناءها وبعد وفاتهم عليهم السلام، فعداوة إبليس لآدم عليه السلام لم تنقطع بوفاته، ولا انقطعت عداوة سحرة الجن لسليمان عليه السلام بعد وفاته فملكه لازال مسحورا، وقد ترقبت اليهود بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم سحرة يعملون بأوامر من سحرة الجن كما جاء في سورة البقرة.
وفي الآية 52 من سروة الذاريات دليل آخر على أن السحر قديم بقدم الأمم وأنه والجن معروفان لديهم كلهم في قوله تعالى (كَذَ ٰلِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ) حيث أنهم رمت كل أمة رسولها بالسحر أو الجنون.
وأن لكل أمة رسول في قوله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاۤءَ رَسُولُهُمۡ قُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ)[يونس:٤٧]
|