08-25-2020, 10:02 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
|
|
العداوة هي الأصل في العلاقة بين الإنسان وشيطان الجن وليس هوبالأمر الطارئ بل هو أزلي، يقول الله تعالى: ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ) ﴿الأعراف: ٢٤﴾؛ وقد تكرر تذكير القرآن بهذه العداوة عشرات المرات لعل تنفع الذكرى؛ ولهذا فشيطان الجن يتشعر هذه العداوة كل حين وفي حالة استنفار دائمة يترقب ويناور يقول الله تعالى: ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾) [الشعراء] ويغير من خططه حسب المستجدات، وقد تلتقي مصالح بعض الإنس مع شياطين الجن فتجمعهم في حلف واحد ينصبون العداء للفئة المؤمنة، فيصبح الإنسان أشد عداوة لبني جنسه.. مما يكسبه مرتبة متقدمة عند شياطين الجن.
يبرز للواجهة هذا التحالف ويكون في أوج قوته في محاربة الأنبياء والرسل، لقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) ﴿الأنعام: ١١٢﴾، وذلك لما لما تقتضيه سنة الابتلاء، سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً ؟ قال: ( الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ يُبتلى النَّاسُ على قدرِ دينِهم فمَن ثخُن دينُه اشتدَّ بلاؤُه ومَن ضعُف دِينُه ضعُف بلاؤُه وإنَّ الرَّجلَ ليُصيبُه البلاءُ حتَّى يمشيَ في النَّاسِ ما عليه خطيئةٌ )[1]، فتنشط الاتصالات بينهما تأجيجا لهذه العداوة و التي نتيجتها الحتمية الحرب العلنية..
وكذلك جمع فرعون السحرة في أعظم حلف بين شياطين الجن والإنس في حرب سحرية ضد موسى عليه السلام ورسالته..، يقول الله تعالى:(قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨﴾) [الشعراء].
رضي فرعون بالتحالف المحرم عن الانقياد لأمر الله والافساح لسلطة شرعية تطبق أمر الله، بل وعد الشياطين بالمشاركة في السلطة ومركز القرار، لعلمه بشغف الشيطان بالسلطة وأنه لن يرضى بأقل من ذلك لتحقيق هدفه في التسلط والتحكم في البشر.
يقول الله تعالى: ( وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿١١٣﴾ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿١١٤﴾ ) [الاعراف]
والله أعلم.
__________
[1] الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 2920 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
|