09-13-2020, 07:54 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 240
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
استوقفني قوله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ)[الصف: 14]
في الآية إشارة لوجود طرفين متعاديين؛ طائفة مؤمنة من بني إسرائيل في صف المسيح عليه السلام وطائفة كافرة، ووقوع التأييد والظهور -ومعناه الغلبة-[1] دليل على حدوث صدام بين الطائفتين، وعليه يُفهم القول السابق للمسيح عليه السلام مطلع الآية في اختباره للحواريين؛ أنه أراد بالنصرة -في هذا الموضع- نصرة الجهاد، أي أنه ومن معه من المؤمنين حاربوا الكفار، ولنصرة الدين أوجه أخرى كما ناصر الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم بالاستقبال والإيواء والإنفاق والجهاد في سبيل الله.
وعليه قد تكون شبهة القتل والصلب حدثت في خضم معركة أو حرب، ظن فيها الكفار أنهم ظفروا بالمسيح عليه السلام فصلبوه وقتلوه، وهنا نتوقف عند قوله تعالى (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا) أي لم يصلوا إلى درجة اليقين في أن المقتول والمصلوب هو نفسه عيسى ابن مريم عليهما السلام، فما الدافع لهذا الشك ؟ المفروض أنهم يعلمون شكله لأنه دعاهم فكفروا فلماذا شكوا في هوية المقتول ؟
_______________
[1] جاء في لسان العرب في جذر (ظ هـ ر) .... ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه.وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب عليه. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. .... قوله عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين أَي أَعلاهم عليهم.
|