11-19-2020, 04:41 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد
[right]يقول الله تعالى:
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿12﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿13﴾ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿14﴾)
لفت انتباهي ذكر دابة الأرض في الآية واقترانها بقطع منسأة سليمان عليه السلام، هل تواجدها في موقع البناء ومنه إلى مجلس سليمان عليه السلام .. فعلا بسبب تكون البيئة المناسبة لظهور هذه الحشرة-كما يقال- من رطوبة ومدة زمنية لولادة هذه الحشرة وبلوغها قوة قطع المنسأة؟؟
كما يمكن أن نتسال طوال هذه المدة لم يحدث مشاورات بين سليمان عليه السلام والمقربين منه ألم يعطي توجيهات.. وهو من يتفقد طيرا من بين حشد من الجنود؟؟ وهذا قد نفهم منه قصر المدة المستغرقة لقطع المنسأة.
أكلها (قطعها) منسأة سليمان عليه السلام يخرجها ممن يستحقون العذاب لعصيان الاوامر..فالأوامر لم يكن لأحد أن يزيغ عنها وهو أدنى الفعل من العصيان .. هل كانت تنفذ أوامر فتوفى الله تعالى سليمان عليه السلام قبل أن تؤمر بالتوقف عن القطع؟؟
وهو مايدعو للشك أن هناك دواب عاشت في زمن سليمان عليه السلام قادرة على قطع الأحجار الصلبة.. وهي ذات فكوك قوية واسنان قاطعة وأكثر صلادة من الحجر.
و الله أعلم.
|
الملفت هنا التخصيص في قوله تعالى: (دَابَّةُ الْأَرْضِ) فيفهم أنها دابة خاصة بـ (الْأَرْضِ) فهي ليست كسائر الدواب، فلم يقل دابة من الأرض، لينسبها لجنس دواب الأرض، كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ) [الأنعام: 165] وهذا التخصيص للبشر، يفيد وجود خلائف لكواكب أخرى خلاف الأرض، وإن لم يكن إلا الثقلين فهذا دليل على أن الجن يعمرون الكواكب والمجرات في السماء الدنيا. كما أن هذا لا يمنع أن من الجن خلائف في الأرض خلاف البشر.
وكما في قوله تعالى: (مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا) [الأعراف: 137] فللأرض مشارق ومغارب تتغير مواضعها حسب ميلانها مع الشمس في كل وقت من السنة صيفا وشتاءا.
وكما في قوله تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ) [يونس: 24] ونبات الأرض هو كل ما ينبت منها.
وكما في قوله تعالى: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ) [يوسف: 55] أي خزائن الغلال التي تنبت من الأرض
بينما في قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) [النمل: 82] استخدم (مِّنَ) لنسبة الدابة إلى سكان الأرض، وهذا يتضمن إخراجها لمطلق سكان غير الأرض، لأن حرف (مِّنَ) يحتمل النسب إلى زهل الأرض، كما يحتمل ابتداء الغاية، فإن لم يذكر انتهاء الغاية أفاد هذا مطلق الغاية كقولك "خرجت من البيت أكلم الناس" أفاد الخروج من البيت إلى أي مكان يمكن الوصول إليه، كقوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا) [سبأ: 2] أفاد مطلق الغاية لكل ما يخرج من الأرض.
إذن (دَابَّةُ الْأَرْضِ) هنا هي كائن حي استطاع تجاوز الحراسات من الجن والإنس، بل استطاع تجاوز الأسوار والجدران وبلاط الصرح الممرد من قوارير.
وعلى فرض أن المراد بـ (مِنسَأَتَهُ) عصاه، وهي قد تكون مصنوعة من خشب ، وربما مركبة من مواد أخرى لا نعلمها، والتاء في آخر الكلمة تاء الأداة، ولو كان مجرد عصى كعصى موسى عليه السلام لما قال (مِنسَأَتَهُ) فدل على أنها ليست عصى عادية.
|