اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
قولك له وجاهته، فلا مانع لما ذكرته؛ شرط بيان وجه البلاغة فيه!
فما وجه البلاغة في ساة القوس حتى تنسب لسليمان عليه السلام؟
مع وجوب التنبه لوجود احتمالات أخرى لكلمة (مِنسَأَتَهُ) فيجب تصريفها، [ن . س . أ] وأصل الكلمة نسأ مرتبط بالأجل والزمن وفي لسان العرب: "ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسَأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنىً، والاسم النَّسِيئةُ والنَّسِيءُ. ونَسَأَ اللّهُ في أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره."
والميم زائدة، والتاء هنا إما للتأنيث، وإما تاء الآلة أو الأداة، وبالجمع بين الميم والتاء نجد أن كلمة (سطر) والآلة منها (مسطرة)، والهاء ضمير عائد على سليمان عليه السلام
|
أولا يجب التنويه أن الاحتمالات التي أطرحها هي للدراسة ولم اجزم بأحد منها وإن اتضح لي تعارض في وقت من الأوقات وجب التخلي عنها طبعا؛ ركزت على دراسة فرضية كون المقصود هو قوس لا يعني رد أنها عصا إن تبث بطلان قولي بكونها قوس.
فقد نسلط الضوء على الموضوع من زاوية أخرى ووفق القواعد، حتى أني ممكن أن أتراجع عن قولي أن الضمير في قوله تعالى : (فَلَمَّا خَرَّ) عائد على سليمان عليه السلام فقد يكون راجع على القوس أي "لما خر القوس على الأرض" فيفهم أن هناك مقاومة للجاذبية للقوس قبل تدخل دابة الأرض وأكلها من سأته.. يتعرض الأنبياء والرسل للإبتلاء إبان حياتهم فيصابون ببعض العوارض كالألم و المرض و الجرح و النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته وذلك لحكمة إظهار بشريتهم.. أما بعد موتهم فالله يتكفل بحفظ أجسادهم الطاهرة، ومنه أشك أن يكون جسده الطاهر هو من خر.
القرآن نزل بلسان قومه صلى الله عليه وسلم ومنه يجب دراسة الهمزة في لغتهم لأنها الاختلاف البارز بين القراءات، أجمع ما قيل عن الهمز في تاريخ لغة العرب بين إبدال "ياء" أو "واو" و التحقيق[إظهار الهمزة] و التخفيف[إخفائها وعدم نطقها].
وللعرب في نطقها نهجان تحقيقا و تخفيفا وقد نسب الأول إلى بني تميم في مقابل التخفيف الذي كان سمة من سمات اللغة الحجازية.
قيل: أهل الحجاز وهذيل وأهل مكة لا ينبرون وأن أهل التحقيق هم تميم وقيس وأصحاب التخفيف هم قريش وأكثر أهل الحجاز. وفي إعراب القرآن للنحاس :"لغة أهل الحجاز جبريل ولغة تميم وقيس جبرئيل".
وخلص الدارسون أن النبر أقدم في اللغة العربية من التخفيف وإن كان التخفيف موجودا..فالقرآت بنبر و تحقيق الهمزة لا يعارض تخفيفها فهو يؤدي نفس المعنى وهي شئ واحد..هذه لغة وتلك لغة.
فإن تحققنا وأصلنا هذا أزلنا اللبس ووفقنا بين من قرأ بالتخفيف:
قراءة نافع - أبو عمرو ـ أبو جعفر - اليزيدي - الحسن - زيد - يعقوب (مِنْساتَه)
ومن قرأ بالتحقيق:
قراءة ابن عامر - الداجوني - ابن ذكوان - بكار - الوليد بن عتبة - ابن مسلم - هشام (مِنْسَأْتِه)
و الله أعلم.
_____________
لغة تميم دراسة تاريخية وصفية/ ضاحي عبد الباقي/ الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية/ 1975م.