عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 11-26-2020, 02:45 AM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
وأنا لا أنكر عليك اجتهادك وتفكيرك، ولكن أناقشك، وأحاول تحريك الفكر الراكد! وتوسيع دائرة التدبر في حدود المنهج العلمي الشرعي

يجب عند نتناول النصوص عن الأنبياء أن نحملها على خير محمل، فعندما نقول "خر زيد ساجدا" نفهم من هذا أن سليمان عليه السلام خرا ساجدا لله تبارك وهو ميت، قال تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا) [الإسراء: 107]، وقال تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) [يوسف: 100] فهو لم يسقط على الأرض.

بالمقارنة نجد فرضية أنه سقط ميتا، أقل شأنا من موته ساجدا، فوجب في حق الأنبياء أن نحمل التأويل خير معنى، ويقينا أنه مات وهو ساجد أكرم من سقوطه أرضا بعد موته.

وهذا في حد ذاته يضعنا أمام مسألة، أن سليمان عليه السلام طال سجوده، فلما زاد زمن سجوده عما يتحمله بشر أدركت الجن أنه مات، إذن فنحن أمام حدثين في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)

الحدث الأول: تآكل منسأته بواسطة دابة الأرض، وهذا يستغرق زمنا.

الحدث الثاني: خر ساجدا، وسجوده استغرق زمنا آخر.

كل هذا والجن لم تتنبه لموته لا في الأولى، ولا في الثانية، إلا عندما طال سجوده تنبهوا، فالضمير في قوله (فَلَمَّا خَرَّ) عائد على سليمان عليه السلام، لأنه من فعل البشر، وليس من فعل القوس، أي أن سبب اكتشافهم موته هو طول سجوده، وليس بسبب سقوط القوس.

فهل يتصور عقلا أن تحملت منسأته سواء كانت القوس أو العصى وزن جسده فظل واقفا في توازن زمنا دونما أن تهتز؟

أم أن المنسأة آلة أو أداة وليست قوسا ولا عصى ولا علاقة له بأن خر ساجدا .. فلما أكلتها دابة الأرض عمي عليهم موته؟ أي هل المنسأة كانت سببا في التعمية عليهم أم السبب في اكتشاف موته؟

ما أريد أن أقوله وجود فرضية أن سليمان عليه السلام مات وهو ساجد، فلم يمت وهو واقف حسب الفهم السائد، أي أنه كان قائما يصلي لله رب العالمين، فلما خر ساجدا طال سجوده عن المعتاد، وهنا علموا بموته، فرأت دابة الأرض تأكل منسأته، الجزء تلو الجزء، ومع هذه الدلالة لم يتنبهوا لموته إلا بعد طول سجوده، وهذا يدفعنا في اتجاه إعادة محاولة فهم المراد بالمنسأة، وعلاقة تآكلها باكتشاف موته من عدمه.

كما يؤخذ من قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) على أن أجساد الأنبياء لا تبلى، ولا تتغير بعد موتهم، وإلا لدلهم على موته تغير رائحته. وكذلك أجساد الصديقين والشهداء.



بارك الله في علمكم وزادك من فضله.

سليمان عليه السلام هو من خر ساجدا يزيل عندي بعض اللبس في ربط بعض أطراف الأية، لاحظت تكرار (فَلَمَّا) في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) وهذه اشارة ربط لا يمكن تجاهلها ونشير لتزامن حدثين ووقوعهما في نفس اللحظة، ثم لم أطمئن لمعنى سقوط جسده الطاهر فصرفت الضمير -سابقا- للمنسأة.



رد مع اقتباس