عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 11-28-2020, 04:11 AM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

يوجد السليلوز في كثير من المواد النباتية وأعلى نسبة منها تكون في القطن، استبعدت أن تكون المنسأة "سدا" رغم أن الله ذكره في الآيات التي بعدها، ولم يقوى لدى ترجيحه رغم ذكر المفسرون تسبب فأر في انهيار السد..!! وتسمي بعض العرب الأمكنة التي يجتمع فيها الماء ثم ينشف: "منسأة"..

قد تكون ملابس سليمان وأشياء أخرى من القطن(نسبته عالية من السليلوز) ولكن تركتها ولم أدخلها دائرة البحث..لأن معاني اشتقاقات جذر منسأة تدور حول التأخير والأجل ولم أجد من مشغولات القطن ما يتوافق مع المعنى الذي نبحث عنه.. والذي يجب أن يكون له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بانفكاك الشياطين من العذاب المهين..وهذا العاملان لم يتوفر في الحصير وجذع النخل أما العصا يجب أن تكون في يده وهي حركة دائمة، لا توفر البيئة المناسبة لنمو الأرضة، عكس صحف من البردي يطلع عليها إلا من وقت لأخر وهي أقل حركة..مما يدخلها في مدة زمنية معقولة من السكون تجعل الأرضة تأكل منها.

سليمان عليه السلام خاض حربا كونية بجنود من الجن والإنس المسلم ومخلوقات يعلمها الله وحده، ضد شياطين الجن وشركائهم من الإنس كل في عالمه.. يقول الله تعالى : (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٧﴾ ).. فنصرهم الله عليهم وكل نال جزائه حسب جرمه، قتل من قتل وأسر من أسر وحبس من حبس.. فنجد أن قوم يأجوج ومأجوج حبسهم بحول وقوة من الله وحده تحت الردم يقول الله تعالى : (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾)

إذن موضوعنا مع فئة معينة تستحق العذاب المهين وليس القتل ولا الحبس .. ومنه طرحت فرضية أن المنسأة صحائف مكتوب عليها الجرائم التي تزجرهم عن التأخر في إتيان الأعمال المطلوبة.
اقتباس:
معاجم: البيع بنسيئة وأنسأت البيع: أخرته (وما ننسخ من آية أو ننسها): أي نؤخرها، ونسئت المرأة إذا حبلت لتأخر حيضها ونسأت الناقة إذا دفعتها في السير لأنك زجرتها عن التأخر.
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) ﴿سبإ: ١٤﴾

(..مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ..) بعض أوجه الدلالة يُمكن أَن يسْتَدلّ بِهِ، قصد فَاعله ذَلِك أم لم يقْصد كما هي أَفعَال البهائم تدل على حدثها وَلَيْسَ لَهَا قصد إِلَى ذَلِك؛ دابة الأرض دلت على موت سليمان وليس لها قصد في ذلك.
أثر الدابة دل بعض المقربين منه عليه السلام على موته..أما الجن التي ذكرت في الجزء الثاني من الأية لاتعلم عن ذلك شيئا أنظر قوله تعالى (..فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) استعمل لفظ (خر) الذي معناه لا يحسم موته عكس ما لدى الفريق الاول من يقين بموته.

بمقارنة قالب فعل (دَلَّ) وفعل (تَبَيَّنَ) نلاحظ أن هذا الأخيرمزيد بحرفين: "التاء" في أوله وتضعيف "العين" فيكون وزنه تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ تَفَعُّلا وهو ما يفيد التكلف في الطلب ، ومنه نفهم أن المعلومة وصلت وكانت متاحة للفريق الأول ولهم يصرف الضمير في (دَلَّهُمْ) حصرا ويخرج الآخرين منه، أما الفريق الثاني فتلقى مقاومة وتكلف في البحث والوصول للمعلومة حتى يتبين حقيقة موت سليمان عليه السلام.. وطوال هذه المدة وهو في العذاب المهين، الجن المقصودين هنا هم الشياطين وليس عموم الجن فذكرهم الله بالجنس لأنهم أول من علم ومن خلالهم باقي شياطين الإنس وليس لأنهم فقط من في العذاب المهين لكن العذاب يشمل من يستحق من الجنسين.

وأكيد تضحيات علماء وجنود الجن المسلم كان لهم دور في تأخير وصول المعلومة للشياطين، ولكن مشيئة الله كانت حاضرة.


أما صلاة النافلة التي مات فيها سليمان عليه السلام، الآيات التي قبل تذكر النعم التي من بها العلي القدير عليه وعلى آله ومنها استجابة الله تعالى لدعائه، وكأن الله يعطيه إشارات بدنو أجله فمن الطبيعي أن يخر ساجدا لله تعالى شكرا بعدها؛ واحتمال أن يكون ذلك في جماعة أو في إحدى خلواته أو معتكفا..لكن أكيد سجد وهولزال من المكلفين والروح في جسده، وإن لم يكن بتزامن فهو بتتابع مع فارق زمني قريب.


و الله أعلم.



رد مع اقتباس