12-01-2020, 05:38 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
بمقاييس الجن؛ فإن الساعة من الزمن لديهم تعتبر وقت طويل جدا مقارنة بالإنس، فيمكنهم في هذا الزمن القصير إنجاز مهام كثيرة وشاقة، تستغرق من البشر زمنا طويلا جدا لإتمامها. والدليل على هذا قوله تعالى: (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 39، 40] فإن كان عفريت من الجن قادر على الإتيان بالعرش في أقل من طرفة عين، فلنا أن نتخيل كم المهام التي يمكن أن يقوم بها خلال ساعة من الزمن. فالساعة من الزمن طويلة جدا على الشياطين وهم مستغرقون في العمل الدؤوب، والعذاب المهين، لا يدرون أن سليمان عليه السلام مات.
نخلص من هذا أنه لا يلزم الجن سنة كاملة حتى يتبين لهم موته، ليدركوا أنهم لا يعلمون الغيب، فكان يكفيهم العمل ليلة واحدة، لتعادل عمل مضني من السنين بمقاييس البشر. فيجب عندما نتناول عالم الجن بالدراسة أن نضع في اعتبارنا مثل هذه الفوارق الجوهرية بيننا وبينهم، فلا يصح أن نقيس قدراتهم على قدرات البشر، فأي تصور، أو تأويل مبني على التمثال بين عالم الجن والإنس باطل، فلا يؤخذ به.
فإقامة البينة والحجة على الجن أنهم لا يعلمون الغيب، لم تكن تحتاج سنة كاملة حتى يتبين لهم هذه الحقيقة، إنما كان يكفيهم العمل ليلة كحد أقصى لتقام عليهم الحجة. أما أن يقال أنه تبين وفاة سليمان عليه السلام بعد عام كامل، لم يتحرك في مكانه، ولم يغادر مكانه لأداء الفرائض المكتوبة، ومتابعة شؤون رعاياه من الجن والإنس، واستئناف حروبه ضد الشياطين، وإدارتهم في تنفيذ المهام المكلفين بها، كل هذا ولم يتفقده أحد من أهل بيته، ولا حتى لم يتسائل الملأ عن سبب غيابه عن حضور الصلوات المكتوبة، الواضح أنها إسرائيليات، لا تتفق وأحكام الشرع، وتخالف العقل.
|