12-02-2020, 06:58 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
إضافة هامة:
في قوله تعالى: (مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) نجد أن كلمة (تَأْكُلُ) فعل مضارع يفيد استغراق الأزمنة الثلاثة، أي أن دابة الأرض استغرقت زمنا تأكل منسأته، طال أم قصر. أي أنها بدأت تأكل منسأته في الماضي، قبل أن يقضي الله عليه الموت، وكانت تأكلها حال موته، واستمرت تأكلها بعد موته.
في قوله تعالى: (مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ)، نجد أن قوله (دَلَّهُمْ) من الدليل، أي الأمارة والعلامة والأثر الذي يشير إلى موته، وهي (دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ)، أي أنهم رأوا دابة الأرض مستمرة في أكل منسأته، ومع هذا استمر جهلهم بموته زمنا، وهم لموته منكرون حتى خر على الأرض. ورغم أن هذا كان دليلا كافيا ليدفعوا عن أنفسهم ويلات العذاب، إلا أنهم استمروا تحت وطأة العذاب المهين، بدون أي رد فعل منهم للتحرر من عذابهم، فلم يتبين لهم موته إلا بعدما خر على الأرض ساجدا، فحينها فقط تبين أنهم لا يعلمون الغيب، لقوله تعالى: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ). إذن بتبين موت سليمان عليه السلام تحررت الشياطين من العذاب المهين، ومن التسخير لسليمان عليه السلام.
على ما تقدم؛ فإن صح أن سليمان عليه السلام كان قائما يصلي في المحراب، إلى أن قضى الله عليه الموت، حتى خر ساجدا، وإن فرضنا أن منسأته كانت معه داخل المحراب، فإن هذا شاهد على أن الشياطين كانت قادرة على رؤية سليمان عليه السلام من خلف الجدران والأسوار، وفي هذا دليل على اختراق بصر الجن للأسوار والحواجز، خاصة وأنه من البديهي أن الشياطين كانوا في أماكن عذاب متفرقة، لا في مكان واحد، ولا مع سليمان عليه السلام داخل المحراب.
|