عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 12-06-2020, 05:39 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد مشاهدة المشاركة
قرأ إبن مسعود (أكلت)[1] بصيغة الماضي عوض (تأكل) في قوله تعالى : (مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ..). يفهم من هذا أن علامة موت سليمان عليه السلام وأكل الدابة للمنسأة، معلومة لم تكن متاحة للجميع في نفس الوقت، بعضهم علمها وقت حصولها وآخرون وقد توقفت عن الأكل..

فمثلا ينقل حدثا على المباشر في قناة اخبارية، فيصفه المذيع بصيغة المضارع، ونفس الخبر يذاع على نشرة المساء بفعل الماضي.

والله أعلم.
يقينا أن أكل الدابة للمنسأة استغرق بعدا زمنيا، طال، أم قصر، لكن قراءة (تَأْكُلُ) فيها دلالة خاصة على الاستغراق، فدلت على أنها بدأت تأكلها قبل موته. أما قراءة (أَكَلَت) فدلت على أنهم اكتشفوا موته بعدما أكلت الدابة منسأته، وعليه فلا تعارض بين القرائتين، بل يكمل بعضهما بعضا، وتبين كلا منهما معنى خاصا بها.

المهم في هذا المقام أنه رغم علمهم بتآكل المنسأة، إلا أنهم لم يفطنوا لموته، إلا بعدما خر، وهنا الشاهد أنهم لم يعتمدوا على الاستنتاج، وإنما ركنوا إلى استراق السمع، فلما حيل بينهم وبين السماء، أهملوا أن يعملوا عقولهم.

وهذا فيه درس للإنس من الله عز وجل، أن لا يسألوا كاهنا، ولا يعتمدون على مسترقي السمع، وعليهم أن يعملوا عقولهم، ليدركوا الحقائق بالاستنتاج، كما تدل المخلوقات على الخالق. وأن يستعدوا للقدر والموت في كل وقت، ويسلموا تسليما.

وحقيقة؛ هذه الآية فيها مواعظ كثيرة لا تنضب.



رد مع اقتباس