تطرق المؤلف في الفصل العاشر من الكتاب للتسلط على إرادة البشر والإعتداء على حريته في الاختيار، وبأسلوب الوسوسة والتي سماها الكتاب الرسائل المهموسة، وهي عبارة عن رسائل تدس خلسة عبر الارسال الاذاعي والتلفزيوني وعروض الرسوم المتحركة، تخزن في ذاكرة المتلقي بدون وعي منه، والتي تؤثر مستقبلا بشكل جوهري في قراراته، كل ذلك ويحسبها الإنسان أنها من حر اختياراته.. وهو أسلوب السحرة في اختراق العقول.
وهذه الصور الخاطفة في الفيديوهات أو الرسائل المهموسة في المواد السمعية إنما تبث بهذه الاساليب الملتوية لعلمهم رفض الملتقي لها عند تقديمها بشكل مباشر.. ويتظاهر الاعلام الغربي بمحاربة هذه الظاهرة في العلن، لكن في نفس الوقت يروج لها بطريقة غير مباشرة عبر الأفلام السينمائية والبرامج التلفزية، فمثلا في فيلم FOCUS يقوم الممثل ويل سميث بالسحر على عقل مقامر وراهنه على تخمين الرقم المكتوب على قميص اللاعب الذي يختاره المقامر من ضمن العدد الكبير من اللاعبين الموجودين على ملعب كرة القدم..
وبعد نجاح العملية يشرح ويل سميث كيف كسب الرهان وهو يبرز الرقم 55 منذ مدة للضحية على باب المصعد ومرة مكتوب على جدار الفندق ومرة على ضهر مشجع في الشارع و..، وبهذه الرسائل المهموسة نجح في حشو عقله بالرقم 55 حتى إن قرر أن يراهن يختار نفس الرقم الذي يجده مألوف عنده و يحسبه من اختياره.. ويسوق الفيلم هذا الأسلوب بطريقة تحفز المتلقي للتعاطف مع الساحر و تبني الأسلوب ثم التفكير في تطبيقه..
وفي المقابل نجد الإسلام ينهى عن الإكراه في الدين، ويدعو إلى تفعيل نعمة حرية الإختيار لدى الإنسان، بعد إظهار الحق و تبينه يقول الله تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) ﴿الزمر: ٤١﴾ و يقول الله تعالى : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ﴿البقرة: ٢٥٦﴾
_______
التركيز أو لا تفقد التركيز (بالإنجليزية: Focus) هو فيلم درما وكوميديا سوداء أمريكي من إخراجِ المُخرِجَين غلين فيكارا وجون ريكيوا وبطولة ويل سميث ومارجوت روبي. يحكي الفيلم عن (نيكي) المحتال المحنك. صَدَر الفيلم في دور العَرض بتاريخ 27 فبراير 2015