قرأ يعقوب البصري[1] (
آمرنا) بمد الهمزة وآمر القوم وغيرهم
كَثَّرَهُمْ، من ذلك نجد في القرآن قول موسى عليه السلام (
فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) ﴿الكهف: ٧١﴾ أي شيئا عظيما أوكبيرا[2].
فتكون هذه الكثرة الفاقدة للفاعلية الشرعية، عقوبة وعذاب مقابل كفرهم بالرسالة (
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا) فيحق عليهم الهلاك والدمار كنتيجة حتمية وهو قطع امتداد هذه الجاهلية لمن يعقبهم من أجيال، والإشارة لنبي الله نوح مباشرة بعد استحقاق الهلاك، إثبات حقيقة ها الامتداد الفاسد إلى الأرحام يقول الله تعالى: (
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) ﴿نوح: ٢٧﴾.
والله أعلم.
الأيات 15و 16 من سورة الإسراء
برواية رويس عن يعقوب البصري القارئ الشيخ أيمن فايز المازني
_____________
[1] هو
يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي
البصري ، يكنى بأبي محمد . توفي سنة 205 هـ وعمره 88 سنة . القارئ التاسع ضمن القراء العشرة ، روى عنه رويس و روح .
[2]
إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر/ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطيّ، شهاب الدين الشهير بالبناء/ ت1117هـ/ تح: أنس مهرة/ دار الكتب العلمية - لبنان/ ط:الثالثة، 2006م - 1427هـ/
1؛ 356