04-13-2021, 04:22 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد
النقش يصف زي المرأة بالحجاب وهي من أحد طوائف البلاد التي وجدت فيه اللوحة، و المختصين يربطونها ببلاد في اسيا الصغرى، وهو دليل على انتشار الحجاب خارج الجزيرة العربية وفي باقي القارات افريقيا و اسيا.
|
الواضح أن الحجاب أمر فطري في المرأة بشكل عام، بدليل وجود نقوش تؤكد انتشار استخدامه، ليس في جزيرة العرب فحسب، وإنما انتشر ارتداؤه بين شعوب كثيرة أخرى، باعتباره من الأزياء النسائية التقليدية، فارتدته المسلمات والوثنيات على حد سواء. هذا باستثناء شعب القبط الذي تفشى بينهم العري والسفور، وارتداء الملابس الضيقة والشفافة التي تصف تفاصيل جسد المرأة، وتبدي أدق مفاتنه بلا أي حياء أكثر مما تستره، وشيوع هذا في تماثيلهم ونقوشهم شاهدد على أن العري كان أمرا متعمدا لديهم.
ومما يترجح لدي أن العري لدى القبط كان وثيق الصلة بالمعتقدات الوثنية، وجزءا من طقوس السحر، وعبادة الشيطان. فمن الواضح أن الهدف لديهم من العري ليس الفتنة والإغراء الجنسي، بل على العكس؛ فالعري يؤدي إلى البرود الحسي، والتبلد الجنسي، بل ودافع للشذوذ الجنسي لتحفيز الشهوات الخامدة، وهذا ملاحظ في بلاد الغرب. بل من يبحث ويدرس في نقوشهم ومخطوطاتهم سيجد مظاهر الشذوذ الجنسي. وإنما العري عندد القبط كان الغرض منه ملامسة أشعة إله الشمس [آمون]، ما أمكن من بشرتهم، وإحساسهم بحرارتها يشعرهم بحلول الإله في أجسادهم، وحصول بركته، فيما يمكن أن نسميه [طقوس التبرك بالشمس كإله، أو كرمز لحلول الإله فيها]. فهذا من معتدقهم إحساس ماددي ملموس بحرارة الإله أمون ودفئه، حيث الشمس مشرقة طوال العام إلا قليلا.
فعبادة الشمس من جملة عبادة الكواكب والنجوم، والمنتشرة نقوشهم على جدران مقابر، ومعابد القبط، والتي عرفت قديما قبلهم في زمن إبراهيم عليه السلام (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 78]. كما ظهرت هذه العبادة عرفت في عهد سليمان عليه السلام، قال تعالى: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [النمل: 24].
وإن تفرد القبط بالعري عن سائر الشعوب والأمم بهذا الشكل الطقوسي، يرجح أنه مرتبط بعبادة الشيطان، لأن الخمار أمر فطري فيي المرأة، ومن ملابس النساء خاصة، والسفور هو نقض للفطرة، وتغيير لها، واتباع لأمر الشيطان كما في قوله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء: 119]. فأي مرأة سافرة فقط أطاعت الشيطان، وطاعة الشيطان لا تخرج بحال عن كونها عبادة له، والسحر قائم على طاعة الشيطان.
فالعري والسفور من فعل الشيطان، وهو مما حذرنا منه رب العزة تبارك وتعالى، فقال: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27].
لذلك أرى أن العري والسفور نقض للفطرة، واتباع لأمر الشيطان، ومعصية لرب العالمين، ومن أهم المفاسد التي تؤثر على روح الإنسان، وتضعف من إرادته لعبادة الله، وتصده عن طاعة الله عز وجل. وهذا في مجمله يجعل الإنسان أسيرا لتسلط الشيطان عليه، فتجده يريد طاعة الله، ولكن قلبه مذبذب؛ يتقدم تارة، ويتأخر تارة أخرى. فتجد المرأة تارة تلبس الخمار، وبعد فترة تنزعه عنها، وهذا دليل على تذبذب قلبها وعدم ثابته، والسبب أن الشيطان تمكن منها بسبب استجابتها له، فانتكست فطرتها.
وسبب ذلك التربية العلمانية للبنات من صغرهن، تعودهن أمهاتهن على ارتداء الملابس القصيرة غير الساترة، وتقليد الغرب والصليبيين في عريهم وتجردهم من الحياء، وتزعم كذبا أنه تحضر، وما التحضر إلا الفطرة القويمة، والأخلاق الحميدة.
والعلاج ليس في أمر النساء بالحجاب، فلن يستقمن عليه، وإنما علاج فطرهن أولا، لإبطال سحر الشيطان على قلوبهن وعقولهن، لتحرير إرادتهن أولا، ثم سيختمرن من تلقاء أنفسهن بعد ذلك بدون دعوة أو جهد لإقناعهن.
|