البرص لغة البياض واللمعان والانكشاف: برص الرجل رأسه: حلقه، بَرِصَ الأرضُ: رُعِيَ نَبَاتُها في مواضِعَ، فَعَرِيَتْ منه. العرب تنفر من استعمال لفظة
البرص، فكنوا عنه بالوضح ، فقالوا: جذيمة الوضاح، يريدون به الأبرص، وكنى عنه بالابرش أيضا، وكل أبيض عند العرب وضاح، ويسمون اللبن وضحا.
ويعتبر الأبرص نجسا في العهد القديم ويستقذر فيعزل بعيدا عن الناس (
خارج المحلة)، ولا يرجع لحياته الطبيعية والاجتماعية حتى يشفى من برصه ويقدم التطهير الناموسي عند شفائه، وشرح سفر اللاويين في الاصحاح 14 شريعة التطهير التي يقوم بها الكاهن لمن شفي من البرص[5]،"وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ، تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً، وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفًا، وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ، وَ
يُنَادِي: نَجِسٌ، نَجِسٌ." (
لا 13: 45).
اعتقد عرب الجاهلية أن البرص لعنة من الألهة تصيب من ذكرها بسوء، لذلك لما اسلم ضمام بن ثعلبة بين يدي رسول الله ورجع إلى قومه يتبرء من أصنامهم قال له قومه: (..اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ، اتَّقِ الجنونَ..)[3]؛ وهذا يوافق ما تتعوذ به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، ويقوي امكانية أن يكون أصل إصابة الانسان بالبرص من أفعال شياطين الجن وتتسلطهم على البشر.
يقول الله تعالى: (..
تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ..) ﴿المائدة: ١١٠﴾ و يقول الله تعالى: (..
أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ.. )﴿آل عمران: ٤٩﴾ ، الملاحظ أن القرآن الكريم استعمل لفظ "
برئ" مع عيسى بن مريم عليه السلام في حين نجد مع ابراهيم عليه السلام استعمال لفظ "
شفي" كما في قوله تعالى: (
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ﴿الشعراء: ٨٠﴾ وهذه دعوة من القرآن لدراسة اللفظ للوقوف على خصوصيته، حيث لا يوجد تطابق في المعنى بين لفظين في القرآن، فأي تغير في المبنى يلزم منه تغير في المعنى.
وفي المعجم:
البرء هو تمييز الصورة وقولهم برأ الله الخلق أي ميز صورهم وأصله القطع ومنه البراءة وهي قطع العلقة و
برئت من المرض كأنه انقطعت أسبابه عنك وبرئت من الدين وبرأ اللحم من العظم قطعه وتبرأ من الرجل إذا انقطع[6]، وتدور معاني فروع فعل "
برئ" حول الرجوع للأصل و الفطرة السليمة، وهذه المعاني معبرة وكاشفة لعمل الشيطان المضاد للفطرة وتغيير خلق الله.
يقول الله تعالى: (
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) ﴿النساء: ١١٩﴾.
نسبة من المصابين بالمرض أصله وراثي، وهو المصنف في النوع الأول، وتعتبر تنزانيا (شرق وسط أفريقيا) من أكثر الدول تعرضا لهذا النوع الوراثي من المرض، وبالرجوع لبحث التسلسل الذري[
7] للباحث بهاء الدين شلبي يمكن فهم كيف يمكن للشياطين نقل الاسحار [
الأمراض] وراثيا.
و الله أعلم.
_________ _____________
[2] الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 35 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم.