منتـدى آخـر الزمـان - عرض مشاركة واحدة

بهاء الدين شلبي · #24 10-20-2021, 04:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد

قوله تعالى: (نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) وفي قراءة (نُنَحِّيْكَ)[1] يدل اللفظ على التنحية والإمالة ويفهم منه أن الجثة خضعت لقوة دافعة لأحدى الجهتين من البحر ولم ترسب في القاع وتستقر، والراجح أنها ألقيت شرقا وهو نفس اتجاه طريق هجرة موسى عليه السلام صوب الأرض المقدسة، لأنهم هم المعنيون بالأحداث التي ستأتي، أما الخوالف فأنساهم القرأن، يقول الله تعالى : (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ) ‎﴿الشعراء: ٦٠﴾‏ و في قراءة بالتشديد (مُّشْرّقِينَ) [1] معناه: نحو المشرق مأخوذ من قولهم شرّق فهو مشرّق وغرّب وهو مغرّب إذا اتجه نحو المشرق والمغرب.

قوله (مُّشْرِقِينَ) و(مُشَرِّقِينَ) وليس (مُّشْرّقِينَ) [هذا خطأ كتابي منك] يفيد توقيت لحاق فرعون ببني إسرائيل الذين انطلقوا ليلا لقوله تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) [الدخان: 23] فبالكاد يدركونهم فيي وقت ممتد من الليل إلى الشروق

أما الدليل القطعي على طرح البحر لجث فرعون على الشاطئ الشرقي للبحر فهو قوله تعالى (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) [يونس: 92] فقوله (خَلْفَكَ) تفيد ظرف المكان .. أي لتكون (آيَةً) لبني إسرائيل على الشاطئ الشرقي الذي وصلوا إليه حييث انطلقوا في العبور من الشاطئ الغربي لليم وصولا إلى شرقه

كما من الواجب لفت انتباهك إلى أن فرعون لم يغرق في قاع البحر كما ذكرت في ردك السابق .. لأن الطريق الذي عبروا عليه غطى قاع البحر إلى سطحه .. وإنما غرق فرعون وجنوده بسبب انهيار الطودين من ماء البحر فغرقوا بين الماء من أعلاهم والطريق اليبس من أسفلهم وليس في قاع البحر .. فتنبه

والله تعالى يقول: (نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) .. ولم يقل (ننجي بدنك) أي أن البدن مضاف لجسد فرعون وليس جزء منه كما ذهبت في كلامك .. فقد فاتك أن تدرس وظيفة حرف الباء في أول (بِبَدَنِكَ) ،، فقد صرفت جهدك في النقل من المعاجم اللغوية عن دراسة تركيب الكلمات والتدبر .. الرجوع للمعاجم مجرد وسيلة فقط .. وقد لا تجد فيها الحق .. بينما الحق موجود أمامك في النص ولكن انشغال القلب بالوسائل يعمي عن رؤية الحقائق .. بل وقد يصد عنها أحيانا كثيرة ... بدليل أن العلماء على مدار أربعة عشر قرنا لم يتنبهوا لهذه المسائل الدقيقة والسبب أنهم ينقلون عن بعضهم البعض دون أن ينظروا في النص ويتدبروه فانشغلوا بالنقل عن التدبر .. ولو شغلوا أنفسهم بالتدبر عن النقل لهداهم الله عز وجل .. لذلك لا يجب أن نرفع أنفسنا فوق قدرها لأني على يقين جازم أن هناك علماء كثيرون سبقوا إلى ما وصلنا إليه ولكن فقدت مؤلفاتهم أو أحرقت أو قتلوا فلم يبقى أمامنا إلا الكتب المنسوخة من بعضها البعض والإسرائيليات .. نحاول أن ننبش في طياتها عن معلومة أو حجة تفرد بها عالم ووافقت الحق