08-22-2022, 01:32 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 215
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجود الإنسان المعمر حقيقة ثابتة بنص القرآن الكريم وليست [فرضا] يحتمل الصحة أو الخطأ لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 14] .. فلا يصح شرعا القول [لو فرضنا أن الإنسان المُعمّر يعيش ألف سنة] وإنما نثبت هذه الحقيقة ونسلم بها فنقول [بما أن الإنسان المُعمّر يعيش ألف سنة]
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أتفق معك تماما .. إلا أن الهدف من ذلك الافتراض هو تصور الحد الأقصى لعُمُر الانسان آنذاك .. إذ لم نقف بعد على دليل يُثبته .. فالخبر اليقين أعلمنا بحقيقة عيش الإنسان لمدة 950 سنة (على الأقل) والسؤال هو .. كم باستطاعته العيش بعدها ؟ 50 سنة ؟ 500 سنة ؟ 5000 أخرى ؟
ففرضت 1000 سنة (المدة منذ الولادة إلى الوفاة) كحد أدنى .. إلى أن نجد دليلا أو إشارة نبني عليها تفصيلا.
وستظهر لنا أهمية معرفة العمر الكلي في جزئية الخصوبة وسن اليأس، ومن ثمة العدد التقريبي لأولاد الأسرة الواحدة (عشرات أو مئات ؟)
كلما زاد عدد السنين المعمرة تباطأت وتيرة الشيخوخة عنده بعد بلوغ الأشد؛
فالإنسان اليوم الذي يصل حد عمره إلى المائة فقط .. تبدؤه الشيخوخة في منتصف الستينات
والمُعمّر الذي نفرض أن مجمل عمره يعادل 1000 سنة .. يشيخ ربما في سن ال 600 أو 800 مثلا
ولو فرضنا أنه يعيش 5000 سنة ... يشيخ مثلا في 4000 سنة وهكذا
أما بالنسبة لسن اليأس .. ينقطع الطمث عن المرأة بين 45 و55 سنة[1]، أي قد تلد لخمسة عشر سنة بعد بلوغها أشدها، وقياسا عليه، قد تلد المرأة المُعمّرة لمئة سنة (على الأقل[2]) قبل أن تعجز.
ليس الهدف من هذه الفرضيات الوصول لنتيجة علمية على وجه الدقة إذ لا نملك ما يكفي من المعطيات .. لكن يمكننا وضع تصور سليم لحال الأسرة .. ويتلخص ما سبق فيما يلي:
يبلغ المعمّر أشده في سن الأربعين .. ويبقى على تلك الحال لمدة طويلة حتى يدخل في مرحلة الشيخوخة (بغض النظر عن عمره الإجمالي) .. وعليه كان بإمكان المرأة المُعمّرة ولادة عشرات الأولاد (على الأقل .. إن لم نقل المئات)، ونجد مصداق ذلك في قوله تعالى (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (*) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [التوبة:69،70]
وكثرة عدد أولاد الأسرة الواحدة يُغير وجه المجتمع .. فإيواؤهم يلزمه بيتا كبيرا جدا أو عدة بيوت، ووتغذيتهم وتربيتهم وتعليمهم وكسوتهم تحتاج جهدا مضاعفا من الوالدين .. وأسباب رزق تكفيهم .. وفي المقابل تنتج عن تلك الكثرة قوة .. فاليوم مثلا نرى في الأسر الكبيرة تكاتف وتساعد بين الإخوة والأخوات .. كل في تخصصه ومجال عمله .. فكيف بأسرة فيها مثلا 80 أو 150 طفلا ؟ يكبرون وينكحون ويُنكح منهم فيتصاهرون مع أسر أخرى بنفس العدد وهكذا !
_______________
[1] انظر هنا
[2] لو فرضنا أن مجمل عمرها هو 1000 سنة، وكلما زاد؛ زادت مدة خصوبتها.
|