03-11-2014, 05:03 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-12-2013
الدولة: عمان
المشاركات: 67
معدل تقييم المستوى: 12
|
|
الدجال والرجل المؤمن الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
يخرجُ الدجالُ فيتوجَّه قِبَلَه رجلٌ من المؤمنينَ فتلقَّاه المسالحُ مسالحُ الدجالِ فيقولونَ له أين تعمدُ ؟ فيقولُ أعمدُ إلى هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تُؤمنُ بربِّنا ؟ فيقولُ ما بربِّنا خفاءٌ فيقولون اقْتلوه فيقولُ بعضُهم لبعضٍ أليس قد نهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحدًا دونه قال فينطلقون به إلى الدجالِ فإذا رآه المؤمنُ قال يا أيُّها الناسُ ! هذا الدجالُ الذي ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فيأمرُ الدجالُ به فيشبحُ فيقولُ خذوه وشُجُّوه فيُوسعُ ظهرَه وبطنَه ضربًا قال فيقولُ أو ما تؤمنُ بي ؟ قال فيقولُ أنت المسيحُ الكذَّابُ قال فيُؤمرُ به فيُؤشرُ بالمئشارِ من مفرقِه حتى يفرقَ بين رجلَيْه قال ثم يمشي الدجالُ بين القطعتينِ ثم يقولُ له قمْ فيستوي قائمًا قال ثم يقولُ له أتؤمنُ بي ؟ فيقولُ ما ازددتُ فيك إلا بصيرةً قال ثم يقولُ يا أيُّها الناسُ ! إنه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناسِ قال فيأخذُه الدجالُ لِيذبحُه فيجعلُ ما بين رقبتِه إلى ترقوتِه نُحاسًا فلا يستطيعُ إليه سبيلًا قال فيأخذُ بيديْه ورجلَيْه فيقذفُ به فيحسبُ الناسُ أنما قذفه إلى النارِ وإنما أُلقيَ في الجنةِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا أعظمُ الناسِ شهادةً عندَ ربِّ العالمينَ
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2938
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يتساءل المرء عن حكمة ذكر حديث الرجل الصالح الذي تحدى الدجال الذي حاول قتله ثم يبعثه الله و ليبين للناس انه إله يحيي ويميت، ولكي يؤثر على هذا الرجل الصالح بالإيمان به واتباعه، لكن العكس هو الذي حصل حيث ازداد هذا الرجل الصالح يقيناً وإيماناً بكذب الدجال بعد أن بعثه الله، ويقول له :" ما ازددتُ فيك إلا بصيرةً قال ثم يقولُ يا أيُّها الناسُ ! إنه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناسِ قال فيأخذُه الدجالُ لِيذبحُه فيجعلُ ما بين رقبتِه إلى ترقوتِه نُحاسًا فلا يستطيعُ إليه سبيلًا..."
وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام :
" وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ لأعرابيٍّ أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمَّك أتشهدُ أني ربُّك فيقولُ نعم فيتمثَّلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه فيقولانَ يا بُنَيَّ اتَّبِعْه فإنه ربُّك وإنَّ من فتنتِه أن يُسلَّط على نفسٍ واحدةٍ فيقتلُها وينشرُها بالمنشارِ حتى يلقَى شِقَّينِ ثم يقولُ انظُروا إلى عبدي هذا فإني أَبعثُه الآنَ ثم يزعم أنَّ له ربًّا غيري فيبعثُه اللهُ فيقولُ له الخبيثُ مَن ربُّك فيقول ربيَ اللهُ وأنت عدُوُّ اللهِ أنت الدَّجَّالُ واللهِ ما كنتُ بعد أشدَّ بصيرةً بك مني اليوم".
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 814
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
ما يهمنا في هذه الأحاديث وينبغي الوقوف عنده هو أن الدجال وابليس ليس لهما سلطان على عباد الله الصالحين وهم عباد الرحمن كما ذكرهم رب العزة في قوله {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}.
فلنعلم أن قدرة ابليس والدجال على إضلال الناس الذين لديهم قابلية المعصية، هي من عند الله ، فقوتهما وسلاحهما من عند الله ، ولو نزعت عنهم هذه القوة لصارا أضعف خلقه وأصبحا بلا تأثير على عباد الله.
وبالمقابل فإن عباد الله وهم عباد الرحمن، يستمدون هم أيضا قوتهم وسلاحهم وثباتهم من عند الله وحده وهو سلاحهم الذي يواجهون به كيد ابليس والدجال، ويتجسد هذا السلاح أساساً في تقوى الله وتحقيق عبوديته في حياتهم.
هذا العبد الصالح حقق في نفسه تقوى الله واليقين بوعده والثبات على دينه، فلقد آمن بالله ربا وأنه هو الخالق والمدبر لهذا الكون وأنه هو الذي يحيي ويميت وأنه فعال لما يريد،[ له الخلق والأمر
تبارك الله رب العلمين ] الاعراف آية: 54 ، فنصره الله عز وجل على الدجال فظهر عجز مسيح الضلالة وعدم قدرته بعد ذلك على قتل الرجل المؤمن الصالح ولا غيره
.
فمعية الله تكون مع المؤمنين الصادقين و يتجلى هذا في وعد الله عز وجل {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}، وقوله عز من قائل { ألا إن حزب الله هم الغالبون}.
يجب علينا أن نجاهد نفوسنا ونطهرها من النجاسات والأحقاد ونجاهد الشيطان الذي يحرك ما هو كامن فينا من حب الشهوات والرغبة في الإشباع للوقوع في في معصية الله.
ويجب علينا أن نستعيذ بالله من فتنة الدجال وأعوانه من شياطين الإنس والجن، ونجتهد في الأخذ بالأسباب ونتوكل عليه ولا نيأس لأن الله معنا. { وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه } سورة هود آية:123
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء وكان يتعوذ من فتنة الدجال في الصلاة، وأمر أمته بالإستعاذة منه كما أمرها بقراءة فواتح سورة الكهف.
عن أنس رضي الله عنه...قال : كان رسول الله يتعوذ بهذه الكلمات كان يقول:
{اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل وسوء الكبر وفتنة الدجال وعذاب القبر} رواه النسائي
عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال} سنن النسائي ج 8 ص 250
وأختم بقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
يا عبادي ! إني قد حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه محرَّمًا بينكم فلا تظَالموا . يا عبادي ! إنكم الذين تُخطئون بالليلِ والنهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ ، ولا أُبالي ؛ فاستغفِروني أغفرْ لكم . يا عبادي ! كلُّكم جائعٌ إلا من أطعمتُه ؛ فاستطعِموني أُطعمْكم . [ يا عبادي ! ] كلُّكم عارٍ إلا من كسوتُه ؛ فاستكسوني أكسُكم . يا عبادي ! لو أنَّ أولَكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجنَّكم ، كانوا على أتقى قلبِ عبدٍ منكم ؛ لم يزدْ ذلك في ملكي شيئًا ، ولو كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ ؛ لم ينقُصْ ذلك من ملكي شيئًا ، ولو اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ ، فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم ما سأل ؛ لم ينقُصْ ذلك من ملكي شيئًا ؛ إلا كما ينقُصُ البحرُ أن يُغمَس فيه الْمِخْيطُ غمسةً واحدةً . يا عبادي ! إنما هي أعمالُكم أجعلُها عليكم ؛ فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ ؛ ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومُ إلا نفسَه .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 377
خلاصة حكم المحدث: صحيح
|