03-12-2014, 11:36 PM
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
ولكن قد يفتن الجني بفرط قوته تلك فيتعالى ويتكبر ويفسد قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) [البقرة: 30] فهذه الآية تدل على أن الجن تعلم بوجود خلق كانوا قبل آدم عليه السلام أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء وإلا ما تيقنوا من إفساد من استخلفه الله من بعدهم بناءا على إفساد من سبقوه في عمران الآرض .. وبدون شك فالجن كانوا قبل آدم عليه السلام وإن لم تذكر الآية هذا صراحة .. وعدم التصريح في الآية بذكر الجن يسمح باحتمال أن يكون هناك خلق كانوا قبل البشر أفناهم الله عز وجل كما سوف يفنينا جميعا .. ثم خلق آدم عليه السلام ليخلفهم في الأرض ويعمرها .. ومما يجعلني أضع هذا الاحتمال وأرجحه أن الجن لم يعمروا الأرض فقط بل يعمرون الكواكب والمجرات التي تحيط بالأرض فلا يصح أن نحسبها خاوية من الخلق لقوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29] فقوله (دَابَّةٍ) لفظ يشمل العاقل وغير العاقل ولا يصح مطلقا حصره على غير العاقل إلا بقرينة تخصص اللفظ وتحصره في العاقل أو غير العاقل .. فلا نظن أن هذا الكون الفسيح المترامي الأطراف لم يخلق إلا ليعمره البشر في مجرد كويكب صغير جدا وهو الأرض .. لذلك فتخصيص الأرض بالإفساد فيها وسفك الدماء مع عدم ذكر الجن ينفي تخصيصهم وحدهم بالإفساد وسفك الدماء .. مما يضع احتمال قائم بوجود خلق آخر خلاف الجن عمروا الأرض قبل خلق آدم عليه السلام
|
ذكرت كلمة "دماء " معرّفة...وكأنّ كلمة دماء معروفة في الوسط الملائكي..وكأنّ من سكن الأرض قبل آدم من الجنّ أو خاقا آخر كانت لهم دماء...فهل للجنّ دماء؟ صدق ظنّ الملائكة ..فقد سفك قابيل دم أخيه..ولم يمض على نزول آدم إلا وقت قليل.. سبحان الله..لماذا لم تتفاءل الملائكة خيرا بالخلق الجديد..لماذا لم تقل أنّه ربّما سيصلح في الأرض ويحقن الدّماء..أم أنّ الإفساد وسفك الدّماء هو المآل المحتوم لكلّ من يعش على الأرض..
اقتباس:
بل لم يكن فرعون إلا كبير أكابر السحرة في زمانه وهما هامان وقارون ولذلك أرسل الله إليهم موسى خاصة وللسحرة عامة فقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) [غافر: 23، 24] .. ولهذا تسلط ثلاثتهم فرعون وهامان وقارون على أتباع موسى عليه السلام كما قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) [غافر: 25] .. وهؤلاء الثلاثة كانوا أكابر السحرة في زمانهم وهم خلاف علماء السحرة الذين أخضعوهم وسخروهم لخدمتهم (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 36، 37] (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الأعراف: 111؛ 113] والدليل على أن السحرة كانوا مسخرين لفرعون يعملون بغير أجر قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الشعراء: 41، 42] فسألوه الأجر إن كانوا هم الغالبين مما يؤكد على أن هذا كان خروجا عن عادتهم من العمل له بغير أجر
|
فرعون كان ملكا على أغنى الممالك في ذلك الزمان..كان له جنود وجيش وقادة.. .وربّما كان يخوض بهذا الجيش حروبا..و من ضروريات الجيش لكي يبقى قويا ..توفر المأكل والمشرب والمرقد والأجر الجيّد..فلا أظنّ أنّ فرعون كان يبخل على جيشه.والسحرة كانوا فئة خاصة في ذلك الجيش..هم جنود فرعون لكن من نوع آخر..مميزين بسلاحهم..بسحرهم..لذلك ربّما كانوا يتمتعون بمستوى معيشي مادي لائق ، إن لم يكن مترف .. و ربّما سؤالهم الأجر في الآية الكريمة..كان يقصد به المكافأة السخيّة والعطاء الجزيل..فلا أظنّ أنّ سحرة فرعون كان يعجزهم تحويل الحجر إلى ذهب. ربّما كانوا يطمحون الى امتلاك الأراضي والكنوز..أو أجر من نوع آخر..كالولاية على الممالك أو النفوذ الاجتماعي..فكان ردّ فرعون بنعم ..وإنهم سيكونون من المقرّبين..ولكم أن تتخيلوا حياة من يقرّبه فرعون منه...
|