02-08-2024, 07:14 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 215
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
يستطيع الجني مخالطة جني مثله كما يفعل بالإنسي تماما .. لكنه لا يستطيع فعل ذلك مع النفس سواء نفس إنس أم جن ... لأن النفس لها خصوصية من الله عز وجل لتكون مستقلة في قراراتها وعلى هذا تحاسب يوم القيامة .. فالنفس محفوظة بأمر الله حتى وإن فقد الجسد وعيه وإدراكه وانخفضت سرعة التواصل الادراكي بين النفس والجسد كما في حالة النوم والتخدير والاغماء والاستحواذ الشيطاني على الدماغ .. فلا يتوقف التواصل ولكن تنخفض سرعته .. لذلك يسمى النوم الموت لقوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلٍ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَ ٰلِكَ لَـَٔايَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الزمر 42] ويسمى الإغماء الصعق قال تعالى: ﴿وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًاۚ ﴾ [الأعراف 143]
|
تمام .. ولنا أن نقول أن النفس هي مستودع القوة أو الوقود الذي يغذي الجسد والأعضاء كالعقل والذاكرة مثلا ولا ننفي وجود مغذيات عضوية كالفيتامينات مثلا ونحوها من رزق الله تعالى علينا تعزز عمل تلك الأعضاء .. قوة روحية إن صح التعبير .. ولا نقول كما تقول السحرة (مصدر الطاقة) فالقوة من الله تعالى إذ لا حول ولا قوة إلا به، قال عز وجل ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)[النساء:79]
ويمكن ملاحظة هذه الظواهر بالتجربة .. فالحرمان من النوم لأيام متتالية مثلا يُضعف النفس ويورث الجسد وهنا، فيتعطل عمل العقل ويصير ثقيلا جدا لا يكاد يتحرك، وتتعطل الذاكرة فيستذكر الإنسان معلومة فلا تجيبه ذاكرته .. وتتكثف الوسوسة في صدره .. ويفقد من قوته فلا يستطيع أن ينظر في أعين الناس ولا أن يواجه الباطل .. فينظر بعينيه من حوله في صمت كأنه ميّت حي.
فلنا أن نقول أن قوة النفس تُستهلك، أي تزيد وتنقص، فترتاح وتُشحن (أثناء النوم) وغيره .. وتنقص وتُستهلك بالقيام بنشاطات معينة، فهمّة وقوة البكور .. تتناقص إلى غاية الليل.
قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا)[الفرقان:47]
جاء في مقاييس اللغة: سبت
السين والباء والتاء أصلٌ واحد يدلُّ على راحةٍ وسكون
لذلك يعد النعاس نعمة عظيمة من نعم الله علينا فهو يجر سلسلة من الخيرات، ونجد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)[الأنفال:11]
هذا وتختلف الحال باختلاف النفس التي يكون عليها صاحبها، فالنفس الطيّبة موافقة للفطرة .. تتقوى بالإسلام؛ بالقُرب من الله تعالى وتوحيده، وبالذّكر والطاعات، وكذلك بالغذاء والشراب من حلال الطيّبات .. وأخرى نفس خبيثة تتقوى بنقيض ما تتقوى به الأولى ( كذا وكذا )
ونجد هذا في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عقد الشيطان:
قال صلى الله عليه وسلم:
يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.[1]
وسبحان الذي تولى الأولى ونصرها وخذل الثانية وألقى الرعب في قلبها فلا تقدر على المواجهة إلا بالقرابين.
هذا وإن للسحرة والمجانين كيدا خفيا/مكشوفا بإذن الله تعالى، يُفضي إلى خرق تحصين المسلم ومن ثم إخراجه من ولاية الله عز وجل للسيطرة على عقله ونفسه، فتتحول الطمأنينة خوفا والسكينة اضطرابا، والتأنّي عجلة، ويتوقف عقله عن العمل والعبادة، ولا يصح طرح تفاصيل هذه الأمور على العام.
الحمد لله أولا وآخرا حمدا كثيرا طيبا مباركا ملئ السماوات والأرض وما بينهما
اقتباس:
فلدي أبحاث مكتوبة كثيرة ولكن لا أجد أي جامعة أو كلية تقبل مناقشة أي بحث منها للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه .. فلا يوجد أساتذة متخصصون لمناقشة هذا النوع من الدراسات في كليات إسلامية قسم العقيدة
|
وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى .. لا يخفى عليك يا شيخ كيف يُعيّن مُتّخذوا القرارات في مثل هذه المؤسسات فالعالم اليوم أغلبه مجنون إلا من رحم ربي(ولا أستثني نفسي) فالبعض بدوام كلي والآخر بدوام جزئي والبعض أجابوا دعوة الشيطان فاستحوذ عليهم والبعض يعبد الشيطان بكل طواعية وشفافية .. فكيف للشيطان أن يسمح لوليه بنشر هذه العلوم التي تهتك أستارهم وتكشف كيدهم.
هذا ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .. فيظهر جليا مما بلغنا من النصوص أنه ذو عقل قوي باحث عن الحق وذو بصيرة ثاقبة فلا شك أنه جمع من العلوم ما جمع في شبابه بفضل الله تعالى.. وأنه صبر على أذى شياطين الإنس والجن وعلى وحشة الطريق إلى أن شاء الله عز وجل فنفع بعلمه ملايير الإنس والجن .. وسيتواصل ذلك ويزداد إلى يوم القيامة.
_________________
[1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1142 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|