عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 02-09-2024, 10:54 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

الأخ محمد عابد الوكيل

النفس متصلة بالجسد بحبل الوريد فمن خلاله تنتقل الأفكار والإدراك الحسي .. أغمض عينيك الآن فلن تدرك نفسك ما حول الجسد .. صورة ما حولك مرئية في الضوء فيقع الضوء المنعكس على شبكية العين تنقلها للمراكز الإدراك البصري في الدماغ فينقلها الدماغ إلى القلب فيعقل ما رأى .. ومن القلب إلى الدماغ مرة أخرى ومن الدماغ إلى الناصية ومن الناصية إلى حبل الوريد إلى النفس .. ثم تقرر النفس وتصدر أوامرها للقلب وتتبادل التفكير معه .. فإن قبلت النفس فعل معين أمرت القلب فيوجه الأمر للدماغ لتنفيذ الأمر فيصدر الجهاز العصبي الأوامر للجسم بالتحرك والتنفيذ .... كل هذا يحدث في أقل من لمح البصر

لذلك تتجمع الأسحار عند الناصية موضع التقاء الأفكار بين الجسد والنفس في محاولة لتكذيب أوامر الأنفس أو تصديقها بتضيق موضع الاتصال بالاسحار لذلك إذا وضعنا كأس حجامة جافة على الجبهة صار لونها داكن أكثر من أي موضع في الجسد ويزداد انتباه الإنسان بعدها

الشهوات والشبهات مركبة في النفس فهي تشعر برغبات وتحاول تلبيتها .. والشيطان يبث الشبهات في القلب فتدركها النفس وتتعلق بها استجابة لضغط شهواتها .. أما من نهى النفس عن الهوى فلن تستجيب للشبهات لأن النفس جبلت على الفطرة .. ولكن مع كثرة اتباع الشهوات والشبهات تفسد النفس تدريجيا .. ولا تنتهي الفطرة ولكن يضعف تأثيرها .. فيعصى الإنسان ربه دهرا وفي لحظة يتوب ويندم كما فعل فرعون عند غرقه ولكن قد لا تنفعه التوبة إن كان غرغر ... إذن الفطرة لتنتهي في نفس أي إنسان وللكن تزاحمها الأهواء والشبهات فينحسر دورها

وعليه فالتغذية الطيبة تقوي الجسد وتقوي صلته بالروح .. وكلما يقوى الجسد على تلبية احتياجات النفس من العبادة وقضاء شهواتها بالحلال .. وبالتالي تقوم الروح بدورها في العبادات القلبية والذهنية وعلو الهمة وهذا هو غذاء الروح التسبيح والذكر به تقوى .. فالطعام غذاء الجسد وبه تقوى النفس على أداء ما يلزمها .. والنفس تتغذى بالعبادة وتقوى بها .. فإن قوي الجسد صلح مسكنا للنفس وإن كان هزيلا فسد مسكنها وعجز الجسد عن تلبيت حاجاتها

على سبيل المثال؛ الجماع مطلب نفسي وشهوة فيها .. والجماع يحتاج لجسد قوي لامتاع النفس .. فإن كان الجسد هزيلا ضعف عن الجماع وامتنعت اللذة وبذلك لن تقضي النفس شهوتها .. فتفسد النفس وتفسد الحياة الزوجية والنتيجة الطلاق



رد مع اقتباس