03-24-2024, 01:43 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
لذلك اختبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حال ابن صياد إن كان معه شياطين أم أنه واهم وربما كاذب فقال: (إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا)، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) .. من غير المستساغ عقلا أن يسأل النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغلام عن أمر غيبي أضمره في قلبه ليختبره .. فالبشر لا تستطيع التجسس على القلوب .. ولكن كما تثبت النصوص فالشيطان يستطيع مخالطة القلب ومشاركة أفكار أي إنسان بإذن الله عز وجل وهذا يحدث لنا جميعا كبشر .. لذلك فكلام النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ موجه لابن صياد باعتباره وسيط بينه وبين من خالطه من الشياطين .. فإن أخبره بما خبأه فقد تثبت من أن ابن صياد معه شياطين بالفعل وإن عجز فهو غلام واهم أو كاذب .. وبالفعل عرف جزءا من اسم سورة [الدخان] فقال [هو الدُّخُّ] بينما عجز عن إكمالها منعه الله عز وجل من أن يعلم أكثر من هذا .. لذلك قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للشيطان: (اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) فالكلام هنا موجه للشيطان وليس لابن صياد
|
النص يتضمن قدرة خطيرة وهي معرفة الشيطان بما يُضمر الإنسان في قلبه بإذن الله تعالى -من خارج جسد الإنسان- .. أصلا يعد تجسس الشيطان على قلب الإنسان بالمخالطة أمرا خطيرا .. لما في ذلك من كشف لنقاط ضعف الإنسان وأمراض نفسه وأهواءها .. فكيف بالتجسس على القلب من خارج الجسد !! أتوقع أن لهم عدة طرق لتنفيذ هذا السحر .. السؤال هو .. هل هذه القدرة متاحة لكل الشياطين أم أن الشيطان الذي حضر على ابن صياد كان ذو حيثية معيّنة ؟
هل يمكن أن نستنتج أنه شيطان قوي بدليل ما فعل .. وكذلك بدليل قدرته على إبصار عرش إبليس ؟ أي أنه استطاع الوصول إلى مكان قريب من العرش لكي يبصره ولابد أن هذا الأخير محاصر بتحصينات سحرية مضادة للتجسس .. مع ذلك أبصره .. فقد يكون شيطانا قويا أو أنه من المقربين من إبليس أو الإثنين معا
وجدير بالذكر أيضا أنه فعل فعلته والصبي لم يبلغ بعد .. وهذا يحيلنا على تساؤل .. لماذا تنتظر الشياطين بلوغ وسطائها لتعلمهم السحر ؟ هل لذلك علاقة ببدء التكليف ليستكثروا من قرائن الوسيط ويحتموا بها ؟ فهل فعلته هذه والصبي لم يبلغ بعد تُحسب على مقدار قوته ؟
اقتباس:
إذن فالشياطين تتلصص النظر من خفاء لاكتشاف وكشف عورات المسلمين ونقاط ضعفهم التي تمكن الشياطين من فتنتهم لتضل أنفسهم عن الحق .. وليس الهدف من النظر إلى عورات المسلمين التلذذ والاستمتاع كما قد يظن البعض .. ولكن البعض يقدم على أقوال وأفعال يكشف بها عن سوءاته ونقاط ضعف نفسه للإنس والجن فتسحر له شياطين الجن والإنس لتفتن نفسه مما يؤكد أن النفس هي هدف الشيطان من السحر
|
تذكرنا هذه الجزئية بدعاء نبينا عليه الصلاة والسلام (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ ، في الدُّنيا والآخرةِ ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ ، في دِيني و دُنيايَ ، وأهلي ومالي ، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي ، و آمِنْ رَوعاتِي ، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فَوقِي ، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي)[1]
اقتباس:
نتيجة الاختبار:
[1] إما أن يبتعد المريض بجسده عن يدك فالشيطان حاضر حضور كلي خارجي .. وسبب ذلك؛ أن يدك في هذه الحالة تكون داخل جسم الشيطان وتؤذيه ..
[2] وأما إن لم يبتعد المريض بجسده عنك فإما الشيطان حاضر حضور كلي داخلي أو لا يوجد حضور كلي مطلقا ..
في هذه الحالة لا تحتك أصابع المعالج بجسد الشيطان فحسب بل أصابعه تمر خلال جسده وهذا يزعجه لأسباب عديدة ..
|
كأن للإختبارين نفس النتيجة .. الأولى في حالة الحضور الكلي الخارجي يكون جسد الإنسي داخل جسد الجني فيتأثر الجني .. لكن لماذا ينزعج الجني في الثانية إذا كان جسده داخل جسد الإنسي ؟
_____________
[1] الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 659 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
|