06-20-2024, 05:54 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الجنـان
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
كل يوم نستفيد معلومات وحقيقة إن صح التعبير كنوز لا توجد في الكتب ولا في المواقع، وحفظكم الله ووفقكم لكل خير، ما السر شيخنا في توريث السحر في العائلة؟ لماذا يحرص الشياطين نقل السحر بشكل متوارث؟؟ فيكون في الأم أو الجدة ثم ينتقل إلى البنت ويتكرر في الأجيال.؟ وعندما يكون متوارث فهل هنا يكونوا محاسبين من اصابهم السحر لأنهم يعيشون في جو شيطاني من الصغر، حيث أنهم لم يعيشوا في جو إيماني مبني على تقوى الله عز وجل ومحاربة الشياطين
الله أكبر
|
وفيكم بارك الله
قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَحۡمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِیضُ ٱلۡأَرۡحَامُ وَمَا تَزۡدَادُۚ وَكُلُّ شَیۡءٍ عِندَهُۥ بِمِقۡدَارٍ﴾ [الرعد ٨] وقبل العلم الحديث واستخدام السونار في تحديد جنس الجنين كان الأطباء قديما يعلمون بالفراسة ما تحمل الأنثى في بطنها عددا وجنسا .. وعليه في الآية تشمل جنس الجنون وأعدادهم ومسائل غيبية أخرى غامضة لا يمكن أن يعلمها البشر .. لذلك قال بعدها (وَمَا تَغِیضُ ٱلۡأَرۡحَامُ وَمَا تَزۡدَادُۚ) وقوله تغيض لها عدة معاني اختلف فيها المفسرون فراجع تفاسيرهم .. ولكن ما يعنينا منها معنى لم يتطرق له أي من المفسرين من قبل وهو بمعنى الغموض أي ما خفي ولا يدرك بالحواس .. وهذا يتضح لنا من تعريف [مقاييس اللغة] غفال بن فارس: (غَيَضَ) الْغَيْنُ وَالْيَاءُ وَالضَّادُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى نُقْصَانٍ فِي شَيْءٍ، وَغُمُوضٍ وَقِلَّةٍ. يُقَالُ غَاضَ الْمَاءُ يَغِيضُ: خِلَافُ فَاضَ. وَغِيضَ، إِذَا نَقَصَهُ غَيْرُهُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {وَغِيضَ الْمَاءُ} [هود: 44]. وَأَمَّا الْغُمُوضُ فَالْغَيْضَةُ: الْأَجَمَةُ، سُمِّيَتْ لِغُمُوضِهَا، وَلِأَنَّ السَّائِرَ فِيهَا لَا يَكَادُ يُرَى.
والحديث الشريف يضيف لنا مفهوم جديد يوضح معنى قوله (وَمَا تَغِیضُ ٱلۡأَرۡحَامُ وَمَا تَزۡدَادُۚ) وهو أن الرحم يحمل القرائن بعدد ذرية المرأة كما يحمل فيه الأجنة كلما حملت .. وأن كل قرين يخرج مع مقرونه من رحم الأم أثناء الولادة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا والشَّيْطانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطانِ إيَّاهُ، إلَّا مَرْيَمَ وابْنَها)، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]. فجاء اللفظ الحكيم شاملا لكل ما يزداد في الرحم وينقص مما خفي عن إدراك حواسنا من القرائن لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ یَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُۥ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ﴾ [الأعراف ٢٧] فالأرحام تحمل داخلها ما خفي عن حواسنا من القرائن وما زادت عنهم من الأجنة في كل مرة تحمل فيها المرأة .. فالأجنة يمكن التعرف عليهم قبل مولدهم إما بالفراسة والحواس وإما بالأجهزة الحديثة .. لكن يستحيل على البشر أن يدركوا بحواسهم وجود القرائن وتحديد أعدادهم ... وهذا هو السر في معرفة السحرة والعرافين من خلال شياطينهم عدد ما ستحمل به المرأة من أولاد قبل أن تحمل بهم فهو من العلم الذي يغيب عن الإنس بينما يمكن للجن والشياطين معرفة ذلك مما خفي عن الإنس .. ولا مانع من وجود خفايا أخرى لا يعلمها الإنس والجن لم نتوصل إليها حتى الآن .. ولكن هذا ما توصلت إليه ملاحظاتي
وعلى ما تقدم فالأسحار تنتقل من رحم إلى رحم بسبب ارتباط القرائن بالرحم فلا تتوارث الأسحار من خلال الرجل وإنما تنقل من الرجل إلى أقرب امرأة له أخته أو زوجته أو ابنته لتستقر في رحمها ثم تورث الأرحام من بعدها تلك الأسحار
وما ذكرته أحد أسباب التوريث وليست كلها بكل تأكيد فالمقام لا يتسع لشرح كل شيء .. فهناك ما لا يمكن شرحه إلا بالممارسة العملية من خلال جلسات علاج رسمية ومقننة ومنضبطة
أدرك أن المادة العلمية ثقيلة لا تستوعبها العقول خاصة أنها معلومات جديدة .. ولكن هذا ثمرة ملاحظات ودراسات عشرات السنين وكله كلام مقترن بالنصوص وباللغة حتى وإن لم يقله علماء السلف فإن علم الله عز وجل أوسع من أن ينحصر في فهم بشر وخلاف ذلك هو غلو في البشر
_________________________
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 4548 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|