11-17-2024, 05:36 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 02-12-2022
الدولة: أگادير
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
اقتباس:
فإذا نفخت الروح في الجسد سميت [نفس]
|
هناك فرق بين النفس والروح والحياة.
فالفرق بين النفس والروح كالفرق بين الخلق والأمر قال الله عز وجل{ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ یُغۡشِی ٱلَّیۡلَ ٱلنَّهَارَ یَطۡلُبُهُۥ حَثِیثࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَ ٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦۤۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ }[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٥٤] فالخلق معروف وأما الأمر فموضح في قوله تعالى { إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ }[سُورَةُ يسٓ: ٨٢
فالنفس مخلوقة قال الله عز وجل{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِیرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِی تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَیۡكُمۡ رَقِیبࣰا }[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١]وأما الروح فهي أمر الله،قال الله عز وجل{ وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا }[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٨٥] فالروح لم تخلق وإنما قيل لها كوني فكانت وهذا هو معنى أمر الله في هذه الآية بمعنى يأمر الشيء بأن يكون فيكون.
ومن الفوارق أيضا بين الروح والنفس أن الروح لا تكون إلا نورا{ وَكَذَ ٰلِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِی مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِیمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِی بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ }[سُورَةُ الشُّورَىٰ: ٥٢]
أما النفس فتحتمل النور ونقيضه قال تعالى{ وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا (٧) فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا (٨) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (٩) وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا (١٠) }[سُورَةُ الشَّمۡسِ: ٧-١٠]
والروح إذا أفردت تدخل في زمرة الملائكة،فجبريل عليه السلام وهو الروح الأمين كما جاء في قوله تعالى { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ (١٩٣) عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ (١٩٤) }[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ١٩٣-١٩٤]يدخل في زمرة الملائكة بدليل ما جاء في الحديث التالي(أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ؛ فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وهو التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ- ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ،...)(٢) فالمقصود بالملك في قوله صلى الله عليه وسلم "فجاءه الملك "هو جبريل عليه السلام لأنه ملك الوحي والحديث عن بدايات الوحي.
أما إذا قرنت الروح مع الملائكة كما في قول الله عز وجل{ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ صَفࣰّاۖ لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابࣰا }[سُورَةُ النَّبَإِ: ٣٨] فالملائكة لمن خلق من نور والروح لمن قيل له كن فكان وهو أيضا من نور.
أما الحياة فالجنين ليس ميتا حتى تنفخ فيه الروح وإلا لأنتن وأضر بأمه بل هو حي في كل مراحل نموه لأنه من أبوين حيين ومن نطفتين حيتين وفي رحم حي وتدرجه من مرحلة إلى مرحلة يدل على حياته ونبض قلبه قبل أن تنفخ فيه الروح دليل على حياته أيضا غير أنها حياة دون حياة نفخ الروح وقبل ذلك حياة تسوية النفس قال الله عز وجل{ ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـٰنِ مِن طِینࣲ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن مَّاۤءࣲ مَّهِینࣲ (٨) ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِیهِ مِن رُّوحِهِۦۖ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلࣰا مَّا تَشۡكُرُونَ (٩) }[سُورَةُ السَّجۡدَةِ: ٧-٩]
قوله تعالى"ثُمَّ سَوَّىٰهُ"فالتسوية هنا لها علاقة بالنفس قال الله عز وجل{ وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا }[سُورَةُ الشَّمۡسِ: ٧]فالتسوية للنفس والنفخ للروح.
والحياة مراتب أعلاها وأكملها حياة الٱخرة قال الله عز وجل{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا لَهۡوࣱ وَلَعِبࣱۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ لَهِیَ ٱلۡحَیَوَانُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ }[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٦٤] فالحيوان هنا جاءت بصيغة المبالغة وهذا يفيد أنها أكمل من حياة الدنيا ويفيد أيضا أن الحياة قابلة للتفاضل والتفاوت وأنها مراتب.
ومراتب الحياة ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين لمن أراد الاطلاع عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(١)الراوي :*البراء بن عازب*| المحدث :*شعيب الأرناؤوط*| المصدر :*تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم :*18678*| خلاصة حكم المحدث :*إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج :*أخرجه البخاري (4124)، ومسلم (2486) باختلاف يسير*
(٢)أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ*الوَحْيِ*الرُّؤْيَا*الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ؛ فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي*حِرَاءً*فَيَتَحَنَّثُ*فِيهِ -وهو التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ- ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي*فَغَطَّنِي*حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ*أرْسَلَنِي*فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي*فَغَطَّنِي*الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ*أرْسَلَنِي*فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي*فَغَطَّنِي*الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ*أرْسَلَنِي*فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]. فَرَجَعَ بهَا*تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ*، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ:*زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي*، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ*خَشِيتُ علَى نَفْسِي*، فَقالَتْ له: كَلَّا،*أبْشِرْ*، فَوَاللَّهِ لا*يُخْزِيكَ*اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ*الكَلَّ*، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى*أتَتْ*به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ؛ أخُو أبِيهَا، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإنْجِيلِ ما شَاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شَيْخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فَقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فَقالَ ورَقَةُ: ابْنَ أخِي، مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأَى، فَقالَ ورَقَةُ: هذا*النَّامُوسُ*الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ*نَصْرًا مُؤَزَّرًا*،ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ.*وفَتَرَ الوَحْيُ*فَتْرَةً حتَّى حَزِنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -فِيما بَلَغَنَا- حُزْنًا غَدَا منه مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِن رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ منه نَفْسَهُ، تَبَدَّى له جِبْرِيلُ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ رَسولُ اللَّهِ حَقًّا،*فَيَسْكُنُ لِذلكَ جَأْشُهُ*، وتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عليه فَتْرَةُ*الوَحْيِ*غَدَا لِمِثْلِ ذلكَ، فَإِذَا أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ.
الراوي :*عائشة أم المؤمنين*| المحدث :*البخاري*| المصدر :*صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم :*6982*| خلاصة حكم المحدث :*[صحيح]، [وقوله: (فترة حتى حزن النبي فيما بلغنا...إلخ) من بلاغات الزهري]*
اقتباس:
فالإنسان قد يخفي في نفسه ما لا يبديه لقلبه [ومقره في صدره] وفؤاده [ومقره في الدماغ]
|
ما دليلك على أن الفؤاد مقره في الدماغ؟
|