11-29-2024, 10:23 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 5
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله على وصف الله عن احد اكبر مخلوقاته وهي البحر والمحيطات لمن يرى من البشر سواءا للبشر البدائيين الذين يعلمون أن البحر هو أحد اكبر مخلوقاته فقد إختار الله البحر كمثال لمقارنته بالحجم على كمية وأعداد كلمات الله عز وجل وهذا من تبسيط الله للناس الذين يقرأون القرآن وهم لم يصلوا في العلم والتطور الى محاولة إستيعاب حجم مخلوقات اكبر حجما من البحار وهي السماوات والنجوم والمجرات وهذا من حكمته سبحانه.
أما عن مدى حجم وعدد كلمات الله عز وجل فلا يحصيها إلا هو وليس لها حد ولا تقارن بأي عدد حتى إن ذكرنا أكبر رقم على الأطلاق إخترعه الرياضيين وهو الـ مالانهاية ومهما كان هذا العدد كبيرا فلن يصل إلى وصف عدد كلمات الله عز وجل حتى وإن كان هناك مضاعفات من الـ مالانهاية من الأرقام مجتمعة !
وقد إختار هذا الرقم الرياضيين للتعبير عن ما لا يمكن وصفه من العدد من كُبرِه وحجمه:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%84...a7%d9%8a%d8%a9
وكل هذا يُشعر الإنسان أنه شيء لا يُذكر كمخلوق أمام عدد وحجم المخلوقات الأخرى في هذا الكون...
جزاكم الله خيرا اخي محمد عبد الوكيل
|
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .. وخيرا جزاكم الله تعالى وبارك فيكم أخي صدى الإيمان
نعم الآية تتضمن معاني عظيمة، وحتى لو تدبّرها العربي في زمن البعثة لفكّر مثلا في عدد بحار بعدد حبات الرمل التي يراها، وكفى بعظمة ذلك العدد لتكون عنده فكرة عن حقيقة عظمة قدرة الله تعالى، هذا -وبدون أدنى شك- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم هذا وأكثر، جاء في الحديث:
( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ، مِلْءُ السَّمَوَاتِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ)[1]
فانظر إلى صيغة الحمد العجيبة (ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ) لأن يعلم صلى الله عليه وسلم أن لو مُلئت السماوات والأرض حمدا فذلك في حق الله تعالى قليل، وقال (أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ كان يقولُ في آخرِ وِترِه اللهمَّ إنا نعوذُ برضاك من سخطِك وبعفوِك من عقوبتِك، وبِك مِنك، لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنَيت على نفسِك)[1]
وإذا رأى الإنسان في نفسه ومن حوله من مخلوقات، يصل لنتيجة حتمية، وهي أن الذي خلق كل هذا يستطيع أن يفعل أي شيء فلا حدود لقدرته، قال تعالى:
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 99]
{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } [يس: 81]
{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم: 27]
بمعنى أن الله تعالى من عظيم قدرته أنه قادر على أن يخلق (أرضا وسماوات بما فيهم) بعدد لا يُحصيه مخلوق، وكل ذلك الخلق (على عظيم عدده) .. مثله كمثل خلق نفس واحدة، وهنا نأتي للمعنى الذي وضعه الرياضيين (ما لا نهاية)، فصفات الله عز وجل هي الوحيدة التي تستحق هذا الوصف، فكما تعلم في الرياضيات، كل عدد مهما كان عظيما؛ عندما نقارنه بما لا نهاية يؤول إلى الصفر، وانظر قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) } [لقمان: 27، 28]
فخلق الناس وبعثهم (جنّهم وإنسهم منذ بدأ الخلق) عند الله تعالى كخلق وبعث نفس واحدة، وهذا من عظيم قوته وقدرته، ولو خلق مثلهم أضعافا، لكان خلقهم أيضا كنفس واحدة، ونجد مثل ذلك في الحديث القدسي:
عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا. [1]
ويجب التنبيه على أن معنى (ما لا نهاية) يتضمن معتقدات شركية في حال عدم تقييده إذ أن كل مخلوق له نهاية، ويمكن إحصاءه، أما الله تعالى فهو وحده الحي الذي لا يموت والذي لا تُحصى قدرته.
قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا } [الفرقان: 58]
وقال: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } [الحديد: 3]
وقال { لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } [الجن: 28]
حتى الرمز الذي وضعوه له، الثمانية الأفقية، أو الأفعى، رمز مشبوه كثرما وُجد في سياق السحر.
______________
[1]الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 430 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
[2]الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 476 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
[3] الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2577 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|