12-21-2024, 10:29 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الوكيل
تمام شيخ، وهو كيد واستدراج من الله تعالى{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183]
كمثل حالة مصابة بسحر عقم، تتردد على ضريح أو على ساحر، فيُحبس سحر العقم بإذن الله تعالى ويرزقها الله تعالى الولد استدراجا فيزيد رسوخ شركها بالميت أو بالساحر.
|
إن الله عز وجل قادر أن يبطل السحر بدون أي أسباب فلا علاقة للسحر بالشفاء .. وتردد المصابة على الأضرحة أو السحرة لا علاقة له بسحر الحبس فهو لها إجراءات مخصوصة .. وأعد دراسة سنة الاستدراج لتفهمها فهما صحيحا فواضح لديك لبس وخلط كبير فيها .. تماما كما يعتقد أغلب المسلمون أن الله عز وجل حاشاه ألقى الشبه على أحد أتباع المسيح عليه السلام وصلب بدلا منه قال تعالى: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِیحَ عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا﴾ [النساء ١٥٧]
فكيف خلق الله تبارك وتعالى المسيح عليه السلام بآية وأرسله بالآيات ليهدي به الناس ثم يلقي الشبه على شخص آخر ليلبس عليهم دينهم فيضلهم بعد إذ هداهم ... ثم ينكر الله عز وجل أنه صلب وقد رأوا شبيهه يصلب أمامهم دون أن يعلمهم أنه الشبيه ثم يحاسبهم يوم القيامة على إيمانهم بصلبه؟!!! هذا المعتقد يتصادم مع قول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾ [التوبة ١١٥]
مع العلم أن فعل التشبيه مبني للمجهول (وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ) فلم يذكر الله تعالى من الذي ألقى الشبه .. ولو كان الله عز وجل هو من ألقى الشبه لنسب فعل التشبيه لنفسه فقال [ولكن شبهنا لهم] .. ولكن الراجح عندي حتى الآن أن من ألقى الشبه هو الدجال أو السامري الذي آتاه الله الملك فحاججه إبراهيم عليه السلام .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بَعَثَ اللَّهُ مِن نَبِيٍّ إلَّا أنْذَرَ أُمَّتَهُ؛ أنْذَرَهُ نُوحٌ والنَّبِيُّونَ مِن بَعْدِهِ، وإنَّه يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَما خَفِيَ علَيْكُم مِن شَأْنِهِ فليسَ يَخْفَى علَيْكُم: أنَّ رَبَّكُمْ ليسَ علَى ما يَخْفَى علَيْكُم، ثَلاثًا، إنَّ رَبَّكُمْ ليسَ بأَعْوَرَ ، وإنَّه أعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافِيَةٌ .....) [1] فقد حذر المسيح قومه منه قبل أن يتعرض بفتنه لهم .. ولا أرى إلا أن الصلب من فعل الدجال .. وإنه خارج فينا لا محالة يوم الخلاص
بينما في قصة بني إسرائيل قال تعالى: ﴿قَالَ فَإِنَّا قَدۡ فَتَنَّا قَوۡمَكَ مِنۢ بَعۡدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِیُّ﴾ [طه ٨٥] فالله عز وجل نسب فعل الفتنة إليه بينما نسب فعل الإضلال إلى السامري فالله تبارك وتعالى قدر عليهم الفتنة ليظهر ما في صدورهم من التعلق بالأوثان ليطهرهم من التعلق بها والدليل قوله تعالى: ﴿وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡا۟ عَلَىٰ قَوۡمࣲ یَعۡكُفُونَ عَلَىٰۤ أَصۡنَامࣲ لَّهُمۡۚ قَالُوا۟ یَـٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَاۤ إِلَـٰهࣰا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةࣱۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمࣱ تَجۡهَلُونَ﴾ [الأعراف ١٣٨] فقد بين موسى عليه السلام لبني إسرائيل بطلان الأوثان قبل أن يفتنهم الله تعالى وبذلك أعذر الله عز وجل فيهم وفق قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾ [التوبة ١١٥]
فهذا التعلق بالأوثان مرض في القلب يلزمه علاج للتطهر منه وأول العلاج كشف الداء وتشخيصه لعلاجه .. فابتلاهم الله تبارك وتعالى بالسامري بعد غياب موسى ليه السلام فاتخذوا العجل إلاها يعبدونه ومن هنا جاءت العقوبات للتطهير قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوۤا۟ إِلَىٰ بَارِىِٕكُمۡ فَٱقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِىِٕكُمۡ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة ٥٤]
_________________________
[1] الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4402 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|