عرض مشاركة واحدة
  #207  
قديم 01-08-2025, 01:00 AM
مليكة مليكة غير متواجد حالياً
عضو
 Morocco
 Female
 
تاريخ التسجيل: 02-12-2022
الدولة: أگادير
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
مليكة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولࣰا﴾ [الإسراء ٣٦] فالفؤاد هو المركز الذي تجتمع فيه بيانات الحواس من مدركات حسية سمعية وبصرية وهو مرتبط بهما مباشرة قال تعالى: ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ﴾ [النجم ١١] فالفؤاد يرى ويسمع الوحي وليس القلب .. وقد لاتبس الأمر على بعض العلماء فجعلوا القلب الذي في الصدر هو نفسه الفؤاد وهذا غير صحيح لأن الوعي والعتقل من وظائف القلب ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝١٩٢ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ ۝١٩٣ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ ۝١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ ۝١٩٥﴾ [الشعراء ١٩٢-١٩٥] فالقرآن كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم فيعيه ويحفظه عن ظهر قلب لا يحتاج إلى حفظ واستذكار قال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبࣱ یَعۡقِلُونَ بِهَاۤ أَوۡ ءَاذَانࣱ یَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِی فِی ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج ٤٦]
.. مما يدل على وجود فارق بين القلب والفؤاد والدليل على ذلك أن الله عز وجل جمع بينهما في آية واحدة مما دل على اختلافهما في الجوهر والوظيفة قال تعالى: ﴿وَأَصۡبَحَ*فُؤَادُ*أُمِّ مُوسَىٰ فَـٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِی بِهِۦ لَوۡلَاۤ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ*قَلۡبِهَا*لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [القصص ١٠]
لقد طلبت دليلك على قولك بأن الفؤاد موجود في الدماغ ليس لأني أرى أن الفؤاد هو نفسه القلب ولكن لأني لا أرى أنه موجود في الدماغ كما تقول وقد كنت سأناقشك في هذه المسألة بالعقل والاستنباط من كتاب الله عز وجل لكن قدر الله عز وجل ووجدت أحاديث عن الفؤاد سأكتفي بها عن المناقشة:
~الحديث الأول:
(مرِضْتُ مرضًا أتاني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعودُني، فوضَعَ يدَهُ بَينَ ثديَيَّ حتَّى وجدتُ برْدَها على فؤادي، وقالَ: إنَّكَ رجُلٌ*مَفْؤودٌ*، وَأْتِ الحارثَ بنَ كَلَدَةَ أخا ثَقِيفٍ؛ فإنَّهُ رجُلٌ يَتَطَبَّبُ، فَلْيأخُذْ سَبعَ تَمَراتٍ مِن عَجْوةِ المدينةِ، فَلْيَجَأْهُنَّ بنَواهُنَّ، ثُمَّ لْيَلُدَّكَ بِهِنَّ)(١).
في هذا الحديث يقول الراوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع يده بين ثدييه أي على صدره حتى وجد بردها على فؤاده وهذا يثبت أن الفؤاد موجود في الصدر وليس الدماغ.
~أثر صحيح:
(ما كَذَبَ الْفُؤَادُ ما رَأَى قال رآهُ بقلبِه [ أيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ])(٢)
في هذا الأثر الثابت عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه يفسر لنا معنى"ما كذب الفؤاد ما رأى" بأنه رآه بقلبه وهذا يعني أن العرب كان معلوم عندهم أن الفؤاد موجود في القلب وليس الدماغ.
~الحديث الثاني:
(قلتُ للنبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أَفْتِني عن أمر ٍلا أسأل عنه أحدًا بعدك, قال : ( استَفْتِ نفسَك ), قلتُ : كيف لي بذاك ؟ قال : ( تدَعُ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك, وإن أفتاك الْمُفتون ), قلتُ : وكيف لي بذاك ؟ قال : ( تضعُ يدَك على قلبِك, فإنَّ الفؤادَ يَسكُنُ للحلالِ, ولا يَسكنُ للحرامِ )(٣)
~الحديث الثالث:
(من آذَى لي وليّا, فقد استحلّ مُحاربتِي, وما تقربَ إلي عبدي بمثلِ أداءِ فرائِضي, وإن عبدي ليتقرّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أحبّهُ, فإذا أحببتهُ, كنتُ عينهُ التي يُبصِرُ بها, ويدهُ التي يبطِشُ بها, ورِجْلهُ التي يمشي بها, وفُؤادهُ الذي يَعْقِلُ به, ولسانَهُ الذي يتكلمُ به, إن دعاني أجبتهُ, وإن سألني أعطيتهُ, وما تردّدْتُ عن شيء أنا فاعِلهُ تردُدِي عن موتهُ, وذلك أنه يكرَهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَهُ)(٤)
الحديث الثاني والثالث برغم ضعف إسنادهما إلا أنهما يوافقان ماجاء في الحديث الصحيح بأن الفؤاد موجود في القلب والحديث الثالث أفاد معلومة أخرى وهي أن الفؤاد هو الذي يعقل وهذا يعني أن الفؤاد موجود في القلب وهو المسؤول فيه عن وظيفة التعقل والقلب كما أنه للتعقل فهو أيضا للإيمان والمشاعر كالحلم والرحمة والفرح والمحبة والخوف...،فأما الإيمان فدليله قول الله تبارك وتعالى{ لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ }[سُورَةُ المُجَادلَةِ: ٢٢][وهذه الآية دليل أيضا على أن الروح مغايرة للنفس فالروح تأييد من الله عز وجل للإنسان ولها علاقة بالإيمان وهي القرين الملائكي الموكل بكل شخص ولو كانت الروح هي النفس والاختلاف بينهما في اللفظ فقط بحسب الدخول والخروج من الجسم لكان الأولى أن تذكر في هذه الآية باسم النفس وليس الروح لأنها داخل الجسم]،وأما المشاعر فدليله ما جاء في هذا الحديث (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ!)(٥).
وما أريد قوله بالتحديد وجدته بشيء من التفصيل في كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في الفرق بين القلب والفؤاد فقال(‏وقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -(جاءكم أهل اليمن؛ هم أرَقُّ قلوبًا، وأليَنُ أفئدةً)(٦)؛ ففرَّق بينهما؛ ووصف القلب بالرقَّة، والأفئدة باللِّين.
وتأمَّل وصف النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- القلب بالرقَّة التي هي ضدُّ القساوة والغِلظة، والفؤاد باللِّين الذي هو ضدُّ اليُبس والقسوة.
‏فإذا اجتمع لِينُ الفؤاد إلى رقَّة القلب، حصل مِن ذلك الرّحمة، والشّفقة، والإحسان، ومعرفة الحقِّ وقبوله.
فإنَّ اللِّين موجِبٌ للقبول والفهم، والرقَّة تقتضي الرّحمة والشّفقة. وهذا هو العلم والرّحمة، وبهما كمال الإنسان، وربُّنا وَسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا).(التِّبيان ١/ ٥٧٣-٥٧٤)
اقتباس:
أما سائر ما ذكرتيه ففيه عجلة ويحتاج منك لمراجعة لغوية وإعادة تدبر أكثر .. وأكتفي بما ذكرته في الدراسة للرد على ما ذكرتيه .. حيث لم أنشر بعد أهم ما في الدراسة من نتائج أبحاث طبية وتشريحية تثبت صحة ما أقول وأن القلب وظيفته التعقل وأن الدماغ فيه جزء يتعقل مختص بالحواس والإدراك وأنه متصل بالقلب وأن القلب يصدر أوامره للفؤاد في الدماغ وليس العكس .. فراجعي علم التشريح
لو اعتمدت فقط على علم التشريح والنتائج الطبية فلن تصل إلى النظرة الشاملة في هذه الدراسة وقد تشوبها بعض الأخطاء فهناك مسائل غيبية لا تدرك إلا بالوحي(الكتاب والسنة), وأنا أتفق معك في أصل الدراسة من كون الجسم يمكن أن يستوعب أكثر من جني فهذا من المعلوم عندي بالضرورة والمشاهدة لكنني أختلف معك في بعض التفاصيل المستقلة بذاتها ومن وجهة نظر مجال تخصصي فأنا طالبة علم ولي عقدين وأنا أسير في هذا الطريق وقبل ست سنوات تقريبا بدأت البحث في الفرق بين النفس والروح وبعد ما يقارب عامين من البحث خلصت إلى أن الحقيقة الشرعية في هذه المسألة معارضة للحقيقة العرفية -وعند التعارض تقدم الحقيقة الشرعية على العرفية-فالعرب لا يفرقون بين النفس والروح ويعتبرونه شيئا واحدا ولكن الشرع فرق بينهما والقاعدة تقول-خاصة مع كتاب الله عز وجل- "الاختلاف في المبنى اختلاف في المعنى"فلا توجد مترادفات في كتاب الله عز وجل وحتى الحديث الذي استدللت به فقد تم التفريق فيه بينهما والذي قال ابتداء بأن النفس تسمى نفسا إذا كانت في الجسد وروحا إذا خرجت منه مدرك تماما لهذا التفريق بينهما في الحديث فجاء بهذا الاجتهاد للتوفيق بين الحقيقة الشرعية والعرفية وللخروج من إشكال التعارض بينهما، وقد وقفت على تخريج آخر قد يحل إشكال الحديث بما يوافق القرءان سأذكره فيما بعد إن شاء الله بعد تعقيبي على مايتكون منه الإنسان لتعلقه به.
وأما ذكرته من أن الدماغ فيه جزء للتعقل مرتبط بالقلب فقد ذكر في آية النور وقد شبهه الله عز وجل بالكوكب الدري قال الله تعالى{ ۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةࣲ فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبࣱ دُرِّیࣱّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةࣲ مُّبَـٰرَكَةࣲ زَیۡتُونَةࣲ لَّا شَرۡقِیَّةࣲ وَلَا غَرۡبِیَّةࣲ یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارࣱۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورࣲۚ یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ}[سُورَةُ النُّورِ: ٣٥].
المعذرة أتأخر في الرد لظروف صحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)الراوي :*سعد*| المحدث :*شعيب الأرناووط*| المصدر :*تخريج شرح السنة
الصفحة أو الرقم :*11/ 327*| خلاصة حكم المحدث :*إسناده جيد رجاله ثقات.
(٢)الراوي :*عبدالله بن عباس*| المحدث :*الترمذي*| المصدر :*سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم :*3281*| خلاصة حكم المحدث :*حسن*
(٣)الراوي :*أبو ثعلبة الخشني*| المحدث :*ابن رجب*| المصدر :*جامع العلوم والحكم
الصفحة أو الرقم :*2/95*| خلاصة حكم المحدث :*إسناده ضعيف ويروى نحوه بإسناد ضعيف أيضا*
(٤)الراوي :*عائشة أم المؤمنين*| المحدث :*ابن رجب*| المصدر :*جامع العلوم والحكم
الصفحة أو الرقم :*2/331*| خلاصة حكم المحدث :*[فيه مقال]
التخريج :*أخرجه أحمد (26193)، وابن أبي الدنيا في ((الأولياء)) (45)، والبزار (99) باختلاف يسير
(٥)الراوي :*عائشة أم المؤمنين*| المحدث :*البخاري*| المصدر :*صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم :*5998*| خلاصة حكم المحدث :*[صحيح]*
(٦)الإيمانُ يَمانٍ، والحِكْمةُ*يَمَانِيَةٌ*. أتاكم أهلُ اليَمَنِ، هم أليَنُ*أفئِدةً، وأرَقُّ*قُلوبًا.
الراوي :*أبو هريرة*| المحدث :*شعيب الأرناؤوط*| المصدر :*تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم :*801*| خلاصة حكم المحدث :*إسناده صحيح على شرط البخاري



رد مع اقتباس