عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-11-2014, 11:53 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

الحسد له صور كثيرة لا تحصى ظاهرها بعض تصرفات يقوم بها الحاسد والحاقد .. ولكن في قلبه فروع منها فرع متعلق بهذا التصرف ونتج عنه .. فمسلم موحد بالله تعالى قد يحسد رسول الله صلى الله عليه وسلم على نبوته .. فيتمنى ما فضله به الله من خصائص النبوة .. فيتمنى لو عرج به .. أو أسلم قرينه كما أسلم قرين النبي .. فالجذر هنا هو تمني ما للغير وهو فرع من الحسد قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ) [النساء: 32] والتصرف الظاهر هو النظر لما في أيدي الآخرين من نعمة

لذلك نجد مثلا مشايخ الصوفية وبعض الضالين يدعي أنه يرى النبي ويجالسه أو أنه يأتيه علم لدني خاص .. ووجدوا للنبي عليه الصلاة والسلام مسجدا فيه قبر يطوف به المسلمون فكلما مات لهم شيخ بنوا عليه قبر يطاف به ومسجد .. وهذا كله من الشيطان استغل الحسد داخل قلبه وتمني هذا الإنسان أن يكون كالأنبياء .. فصار يتلعب به ويوحي إليه بالعلم ويوهمه أنه علم لدني من الله وهو من الشيطان .. ولا يدري هذا الغر أن الشيطان يقوي في قلبه الحسد يوما بعد يوم

فإحدى معبرات المنامات المعروفات رغم جهلها وقلة علمها وعجزها عن الكتابة والتي تعج بالأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية والعلمية إلا أنها تدعي أنها صاحبة علم لدني .. وبهذا العلم تعرف الغيبيات مما علمها الله .. وأخيرا اقتربت أن تدعي أنها المهدية في مقابل المهدي .. حتى المهدي حسدته فلم يسلم منها وتمنت ما خصه الله به فضل .. فأين صاحب هذا العلم اللدني المزعوم الذي نسي أن يعلمها معنى كلمة مهدي وأن الوحي من لوازم الهداية .. وفي نفس الوقت مهدية عنصرية لا تهتم إلا بمشاكل دولتها فقط وكأنها أفضل الدول ونسيت أن بلد الحرمين لا يعلوها دولة في الفضل والمكانة .. حتى الحسد وصل إلى الحرمين

فلو كانت صاحبة علم من الله لمن عليها ربها بالكتابة والقراءة كما من على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلم الكتابة والقراءة بعد ان كان لا يخطه بيمينه

وهذا نموذج معروف ومكشوف للناس كلها يعبر عن النقطة السابقة .. والدابة حين ستخرج سيكثر حسادها خاصة من النساء .. كل امرأة ستتمنى لو كانت هي المهدية وأن يرسلها الله بدلا منها .. لذلك فرغم أنها ستنصر المرأة فترد لها حقوقها التي أخفيت من الشريعة من ضمن ما تم إخفاؤه إلا أن أكثر النساء سيكذبونها حسدا منهن أن فضلها الله عليهن فيعادونها وينصرون الدجال .. بينما بعض الأخريات سيدعين كذبا أنهن مهديات ويوحى إليهن

وكذلك من يتخذ دور الناصح الأمين والواعظ للناس هو يحسدهم ويريد السيادة لنفسه عليهم .. ولو رده الناس لسخط وغضب .. ولو نزع منه منبره لانقهر قلبه وتمزق كمدا .. لذلك الأنبياء عليهم السلام وهم سادة الوعاظ لم يسخطوا عندما كذبهم قومهم لأنهم صادقون يريدون لهم الهداية لا التسيد عليهم .. لكن لو أن أحدنا وعظ فلان فرده واستخف به لجرع نادما آسفا غاضبا .. وهذا دليل على الحسد وأن نيته ليست لله خالصة

وإن الحذر من كشف الحسد ومحاولة إخفاءه لا ينفي وجوده في القلب .. وهنا يتدخل القرين الكافر ويحاول استغلال هذا العيب .. فيسحر للمقرون من خلال عيبه حتى يفسده ويهلكه ويصرفه عن النعمة وهو غافل لاهي لا يدري



رد مع اقتباس