عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-15-2014, 10:37 PM
أسماء الغامدي أسماء الغامدي غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة قسم الأسرة والمجتمع
 Saudi Arabia
 Female
 
تاريخ التسجيل: 21-12-2013
الدولة: المدينة
المشاركات: 288
معدل تقييم المستوى: 12
أسماء الغامدي is on a distinguished road
افتراضي تربية الأطفال بعد الطلاق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******************

بعد طلاق زوجين بينهما أطفال , قد يؤثر هذا على ما بينهما من أطفال ..
بعيدا عن مسألة فقدهم لأحد الأبوين حال وجودهم مع الآخر..

أنا أعني بالتأثير هو ما يقع من تأثير في تربيتهم والعناية بأرواحهم وأخلاقهم ..
المفترض أن يعي الطليقان أن علاقتهما كزوجين انتهت .. لكن لم تنتهي علاقة أحدهما بالآخر كوالد/دة لأطفاله..

((فهما مسؤولان ومحاسبان على تربيتهما أينما كان مكان الأطفال.))

خاصة إذا كان الأطفال صغارا .. فهم بحاجة إلى مشاركة الأبوين في رعايتهم وتربيتهم..
والنزاع والشقاق بين الأبوين في مسألة الحضانة أو أمور التربية العامة من مبادئ مُختلف فيها بينهما.. تؤثر سلبا على الأطفال.

قد يرى البعض أن التواصل مع والد/دة الأطفال بعد الطلاق أمر محرم شرعا , وأنها الآن امرأة أجنبية عنه فلا يجوز له محادثتها ..

والشرع لم ينه عن هذا الأمر .. فالحديث بين الرجل والمرأة بضوابط وبالمعروف بلا خضوع في القول.. وخاصة عند الضرورة لم يحرمه الشرع ..

(( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ))

الله سبحانه نهى عن الخضوع في القول .. ولم ينه عن الكلام نفسه بين الجنسين.. وأمر أن يكون هذا الكلام بالمعروف بينهما .

ومع وجود بعض المشاكل الصحية أو النفسية أو الأخلاقية لدى الأطفال .. فضروري أن يتم نقاش هذه المشاكل بين الأبوين للوصول إلى حل لها ..

فقد يعيش الطفل عند والده ثم يذهب لزيارة أمه فتلاحظ عليه مشكلة أخلاقية معينة وتبدأ في محاولة إصلاحها وتوجيه الطفل .. ولا يمر يومان حتى يعود الطفل لوالده !!

فتحتاج الأم هنا إلى إبلاغ الوالد بما علمت .. والتفكير معه في الحل والطريقة التربوية الصحيحة لمعالجة الأمر..

وقد يشتكي الطفل لوالده من معاملة والدته .. فيقلق الأب ويمنع عنها أطفالها لسوء فهم منه ..
فينشأ من هذا مشاكل بينهما تؤثر على الأطفال .. وبدل أن يُقضى الوقت في تربية الأطفال .. يضيع بالمنازعة بين الأسرتين..

فلو سألها وعلمها ووجهها واستفسر منها وتعاونا سويا لأداء أمانة التربية كما ينبغي لكان خيرا لهما ولأطفالهما..

((الطلاق قرار يتحمل الوالدان تبعاته.. ليس الأطفال..))

ومن واجبهما حماية الأطفال من الفساد الناتج و الاهمال الواقع على الأطفال بعد الطلاق..

يجب أن يعي الوالدان ضرورة وأهمية التعاون الجاد والصادق بينهما من أجل تنشئة جيل صالح مربى بطريقة سليمة ما استطاعا..

غلط جدا التخلي عن المسؤولية وتركها لأحد الأبوين ولا يتحمل الطرف الآخر ما يجب عليه من تربيتهم ..

أو أن بمجرد الطلاق يتخلى أحدهما عن مناقشة الآخر والتواصل معه حتى بالرسائل !!
إما كبرا أو غضبا أو ظنا أن هذا الأمر محرم..

فيحتاج الآخر إلى توصيل معلومة أو التفاهم في مسألة أو التناقش في أفضل الحلول لمسائل أطفالهما.. فيحاول التواصل فيرفض الآخر الاستماع إليه..

فينشأ الأطفال بتشتت نتيجة التصادم الحاصل بين أبويهم بسبب عدم فهم أحدهما الآخر وعدم تعاونهما في حل مشاكل الأطفال سويا ..

و ربما ينشؤون كذلك بمفاهيم خاطئة للمبادئ .. فيتعلم الطفل عند والدته ضرورة الوفاء بالعهد .. ثم يرى والده يخلف .. فيخبر والدته..
فلو بينهما تواصل وتعاون في التربية .. لأخبرته بملاحظة طفله .. فإما ينتبه لأنه قدوة أو يعترف لطفله أنه أخطأ..

المشكلة إذا كان الأب يرفض التواصل ويرفض الاعتراف لطفله بالخطأ أو النقاش معه في أسباب تصرفه الذي استنكره الطفل..
ماذا تفعل الأم حينها؟؟
والعكس أيضا لو رفضت هي التعاون في التربية.. ماذا يفعل الأب؟

سيبقى كل واحد منهما يتصرف بطريقته .. وربما يظهر العناد بينهما الناشئ من سوء التفاهم لما يحصل..
ويؤثر التناقض الحاصل في التربية والتوجيه بينهما على أطفالهما..

((الأبناء أمانة .. يجب تحملها في كافة الظروف))

******************************





رد مع اقتباس