06-16-2014, 11:27 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
هناك فارق بين [الأمنية] دائما تكون لشيء لم يتحقق وجوده بعد .. امرأة لم ترزق بولد وتتمناه .. لم ترزق بمال وتتمناه وهذا تكلمت عنه مسبقا .... فالتمني أن نسعى لتحقيق شيء من عدم
أما [الرجاء] لا يكون إلا لشيء موجود بالفعل ونسعى للحصول عليه
قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 104] فنحن نرجو من الله معيته المتحققة فعلا وليست عدما لأن الله موجود وليس عدما .. لأننا مؤمنون بوجوده وبإفراده بالعبودية وحده .. وآية معية الله عز ولنا متحقق وجودها في الصبر والثبات والنصر .. قال تعالى: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 250] فالصبر والثبات والنصر متحقق وجودهم بيد الله تبارك .. فهم ملك له يهبهم من يشاء إذن فهذا ليس تمني لمعدوم وإنما رجاء لموجود فعلا عند الله
وهم لا يرجون معية الله تبارك وتعالى لأنهم به مشركون .. حقيقة هم يؤمنون بوجود الله تعالى لكنهم يتخذون من دونه أولياء .. يرجون نصرتهم لكن لن يهبوهم ما يفقدون ولا يملكون .. فعند الكافر الصبر والثبات والنصر مجرد أمنيات لهم وليس رجاء .. لأنهم عدم لا وجود لهم عند ما يعبدون من دون الله .. قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) [يس: 75] () وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ) [الشورى: 46]
وما النصر في النهاية إلا نتجة مترتبة على الصبر على الأذى مع الثبات على الحق .. فإن تحقق الصبر والثبات تأكد لنا بهذا معية الله لنا وأن النصر قريب لا محالة .. لأن القدرة على الصبر على الأذى وتحمل الآلام والجراح ليس من قدرة الإنسان .. إنما من تصبر صبره الله .. فالثبات في المحن وعدم الانتكاس ليس بحولنا ولا بقوتنا وإنما بحول الله وقوته يثبتنا على موقفنا فلا ننتكس .. قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27]
فإن حرمنا الصبر وزلت قدم من بعد ثبوتها ضيعنا النصر لأننا منذ البداية فاقدين معية الله عز وجل لنا .. قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214] .. وهذا دليل قوي على أن الله عز وجل ساخط علينا أهل هذا الزمان أشد ما يكون السخط وغاضب علينا أشد الغضب .. فعز في زماننا من يصبر على الأذى .. فما أسهل أن يبيع الرجل دينه بعرض من الدنيا زائل .. وعز في زماننا من يثبت على الحق فيتراجع إن تعرض للعذاب والأذى .. والدليل على صحة هذا هو هزيمة الأمة واندحارها أمام أعداءها .. إذن فنحن محرومون معية الله تبارك وتعالى لنا .. وهذا يؤكد على أننا لسنا على الحق وإنما نحن على الباطل .. مما يجزم أننا نسير خلف إئمة ضلال .. أو بمعنى أدق وسدنا أمرنا لأفسقنا فحكمناهم فينا .. فنحن نتمسح بالدين مسحا .. أشبه بمن يحك جلده بجدار حتى يدمي جلده ولا ينال من ظله شيئا .. والله أعلم
أسأل الله أن أكون قد وفقت في الرد
|