06-18-2014, 11:38 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام
السلام عليكم ورحمة الله.
أمرنا الله أن نسأله من فضله...فما هو هذا الفضل..أو فيما يتمثل؟
اذا كان الانسان راضيا بما كتبه الله له..فلماذا يدعوه..أي لماذا الدّعاء؟..مثلا: امرأة لم ترزق أولاد..لماذا تدعو الله أن يرزقها أولاد؟..أليس الأجدر بها أن تقول لنفسها..بما أنّ الله حرمني الذريّة فأكيد أنّ في هذا الأمر خير..ولا تدعوه أن يرزقها أولاد، وتتوقف عن الدّعاء..لأنّها راضية بما قدّر لها من رزق..والأولاد رزق.
-اذا كان الأعمى راضيا بعماه...فلماذا يدعو الله أن يعيد له بصره..أليس الأولى به أن يقنع ويرضى..ولا يدعو بالشفاء.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في مقاييس اللغة:
الفاء والضاد واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على زيادةٍ في شيء. من ذلك الفَضْل: الزِّيادة والخير.
والإفضال: الإحسان.
وفي لسان العرب:
وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه. والإِفْضال: الإِحسان.
وعليه فسؤال الله تبارك وتعالى من فضله أي الاستزادة فوق ما منحنا من خير عن استكفاء وقناعة ورضى بما قسمه .. وليس عن سخط وعدم قناعة
فرجل رزقه الله أولادا فيستزيد من فضل الله تبارك وتعالى أولادا أكثر وأكثر ليستعملهم في طاعة الله عز وجل .. ليس عن جشع وعدم استكفاء بما لديه من أولاد .. وليس عن حسد وتطلع لما في يد الاخرين فلا يقارن نفسه بغيره ممن وهبهم الله أولادا كثيرين .. وأن يكون له هدف ومصلحة ترجى وليس لمجرد الاستكثار واتباع الهوى .. ثم هو يفوض الله تعالى في اختيار ما يشاء من العدد فلا يحدد نعمة الله وفضله ويحجر واسعا
إمرأة لم ترزق ولدا ولا ذرية .. فرضاها بقدر الله خلاف السخط .. فهي راضية بقدر الله وليست ساخطة على قدر الله .. ولكنها تسأله من فضله خلاف ما قدر .. أن يرفع ابتلاءه لها عنها ويقدر لها ما هو خير مما هي فيه .. ومريض قدر له المرض كالمسحور مثلا .. فهو غير ساخط على ربه وراض بحكمه .. فيسأل الله الشفاء وأن يغير ما به من قدر .. كما كان من أيوب عليه السلام .. فهو صبر على ما به من ابتلاء ومس .. ودعى ربه أن يشفيه فشفاه
أما من يتأفف من قدر الله تعالى .. ويضجر ويمل .. ويفسد ويضل فهذا مفتون ساخط على قدر الله تعالى .. كمن أصابه السعار وحب االمال . . كلما رزقه الله مالا طمع في المزيد .. ليس عن قناعة بما قسمه له .. ولكن جشعا ونهما وحبا للمال .. حتى وإن تصدق بالمفروض عليه فهو يتصدق عن ضجر.. ويحاول أن يقلل من نفقته ويدخر ويوفر رغم أنه لا يحتاج كل هذا ويفيض عن حاجته .. فهذا ساخط على ما قدره الله ويراه قليل
خلاف إنسان رزقه الله المال القليل .. فو يتصدق منه وينفق يمينا ويسارا ويطلب من الله المزيد ليتصدق أكثر ويسد حاجة الفقراء ويعين المحتاجين .. فهو راض بما قسم له من رزق ويستكفي بالقليل ويطلب المزيد لا لنفسه ولكن لغيره .. لا يستويان عند الله .. فالأول طلبه مذموم والثاني طلبه محمود ومطلوب
|