06-23-2014, 05:04 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام من أصدق ماقرأت ، يجب أن تتناسب طموحات الإنسان مع امكانياته وقدراته ، ولكي يحدث ذلك يجب أن يتعرف الإنسان على قدراته أولاً ثم يبني عليها طموحاته ، فكثير منا من يبني طموحاته على إمكانيات الآخرين وليس على إمكانيته الشخصية فيبنتهي به الأمر بأن تتحطم على صخرة الفشل.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يجب أن نتنبه إلى الفارق بين [الطموح] وهو التطلع إلى وضع أفضل مما نحن عليه إن كان للطموح سقف محدود لا يتعارض مع قدراتنا .. ولا يزيد عما قسمه الله عز وجل لنا وإن لم نحصل عليه بعد .. كإنسان يعمل وقت إضافي لأنه يطمح إلى تحسين راتبه .. فهذه الزيادة مما قسمه الله عز وجل له ويمكنه الحصل عليها بمزيد من الجهد والدأب
الطموح كما في لسان العرب: "وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر: طامحٌ، وذلك لارتفاعه. والطَّماحُ: الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه."
وبين [الجشع] وهو أن تطمع في نصيبك والتطلع للإستيلاء على نصيب غيرك .. وهذا مذموم لأنه من الحسد وضده القناعة أي الرضى بالمقسوم وإن قل ... كعامل يتطلع إلى الحصول على راتب مدير عام .. فهمها اجتهد في العم وكد فمحال أن يستحق مثل هذا الراتب الذي يفوق قدراته .. فهو غير قانع براتبه ويتطلع في نفس الوقت لراتب غيره .. فكفار قريش كان علية القوم ولكنهم كانوا جشعين فهم يريدون منصب النبوة الذي من الله عز وجل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم كانوا يحسدونه .. بل حسدهم له كان أشد ما يكون الحسد وهو [النقمة] فهم يريدون النبوة أن تنتزع منه وتذهب إليهم وأن يبدل بدلا منها مصيبة
وفي لسان العرب: "والجَشَعُ أَسْوَأُ الحِرْصِ، وقيل: هو أَشدُّ الحِرْص على الأَكل وغيره، وقيل: هو أَن تأْخذ نصيبك وتَطْمَعَ في نصيب غيرك".
وبين [الطمع] وهو رجاء في القلب لشدة تعلقه بما يطمح إليه ويرغبه وضده اليأس والقنوط وهو قطع الرجاء .. فمن الطبيعي أن يرجو شاب الزواج بفتاة قريبة له تتوافق مع مستواه المادي والعائلي .. فإن تعلق قلبه بها فقد طمع في الزواج منها دون غيرها .. لكن أن تكون متزوجة وفي عصمة رجل آخر فهذه ييأس منها فلا يمكن أن يفكر في الزواج منها لاستحالة هذا رغم تعلق قلبه بها فإن طلقت أو مات عنها زوجها طمع في الزواج منها
قال تعالى: (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) [المدثر: 15]
قال تعالى: (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) [الأعراف: 64]
قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب: 32]
قال تعالى: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) [المعارج: 38]
وفي مقاييس اللغة "الطاء والميم والعين أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على رجاءٍ في القلبِ قويٍّ للشَّيء. يقال طَمِعَ في الشيءِ طَمَعاً وطَمَاعة وطماعِيَة."
وفي لسان العرب: "الطَّمَعُ: ضِدُّ اليَأْسِ. قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: تعلمن أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَّ اليَأْسَ غِنًى.".
وعلى ما تقدم ذكره وبيانه يجب على كل إنسان منا أن يحدد نوع توجهاته وتفكيره حتى يضبط تصرفاته ويقومها إن كان فيها اعوجاج ... فأغلبنا يقدم على تصرفات يجهل تصنيفها وتحديد حسنها من قبحها لاختلاط تلك المعاني داخله فهو عاجز عن الفصل والتمييز بينها .. وبسبب هذا الجهل البين فإنه يعيش متاهة من الفساد القلبي ولا يدري كيف يخرج منها .. ولو أعطى كل إنسان منا لنفسه الوقت ليكتشف حقيقة تصرفاته لأمكنه إعادة تقويم نفسه وتطهيرها من العيوب والمفاسد
بكل أسف أن الشيطان يعمد إلى تلبيس هذه المعاني في أذهاننا .. فهم معلم لغة عربية وفيلسوف كبير جدا يحسن السفسطة وتشويه المعاني في داخلنا .. وبكل أسف فتقاعسنا عن التفقه والعلم يخلي له مساحة كبيرة من عقولنا لكي يرتع ويلعب فيها كما يحلو له .. ونحن ندور في رحى الشيطان نصغي له ونتبع قوله ونلبي دعواته دون أن ندري أننا نهلك أنفسنا بأيدينا
|