07-20-2014, 09:17 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحتسب لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الافتتان والتقليد يدخل فيما اطلق عليه ابن خلدون في الفصل الثالث والعشرون من المقدمة في ان المغلوب مولع ابدا بتقليد الغالب في شعاره وزية وفي كل اموره
بحيث يقول ( ...والسبب في ذلك ان النفس تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت اليه اما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه اولما تغالط به من ان انقيادها ليس لغلب طبيعي انما هو لكمال الغالب فاذا غالطت بذلك واتصل لها اعتقادا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء ........)
|
افتتان المغلوب بالغالب سببه ضعفه .. وضعفه سببه حبه الدنيا وتعلقه بفتنها .. ومن علامات هذا انشغال الناس بالدنيويات من متع وملذات وإشباع للشهوات .. استهلكت الدنيا عقولهم لانشغالها بها ليل نهار .. فضعفت قلوبهم وعدزت عن بلوغ المعالي
أمثال هؤلاء الأقوام لما انتكست فطرهم واعوجت موازينهم .. فصار شاغلهم المسكن الفخيم .. والملبس الأنيق .. وما لذ من الطعام وطاب من الشراب .. والنساء الوضاءات الجميلات .. فتعلقهم بهذه الدنيويات جعلهم يتطلعون إليهم .. فلما سلبها منهم المستعمر وصارت إليه فتطلعوا لحياة الغرب على أنها الحياة النموذجية التي تتوق لها أنفسهم .. وتتطلع إليها أعينهم .. وتخفق لها قلوبهم
وعلى هذا وقعوا في تحقير العرب لأنهم لم يبلغوا ما بلغه الغرب من الدنيويات .. وتناسوا أن الدنيويات إلى زوال لا محال .. ولن تدوم لا للغرب ولا لأذنابهم .. حقيقة أن الغرب يحاول السيطرة على أهل جزيرة العرب بتغريب مجتمعاتهم .. فاستغلوا غزارة النفط ليحولوا العرب إلى شعب مستهلك غير منتج .. رغم أن العرب برعوا قديما وحديثا في التجارة
وجهلوا أن العز كل العز في تحقيق عبودبة الله عز وجل .. وفي الجهاد في سبيل نشر الدين .. وأن الموت مصير الكل والدنيا إلى زوال .. ما بين رابح وخاسر .. فالعوالق عوائق .. فكل ما تعلقنا به أعاقنا عن بلوغ المعالي
|