عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-27-2014, 06:37 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرت الروايات أن النبي عليه الصلاة والسلام أوحي له مناما بليلة القدر .. ونخلص من هذا أنه لم يكن يعلم شيء عن وقتها قبل أن أريها في منامه .. ثم إنه أنسي وقتها بعد أن دخل المسجد لينشغل برجلين يقتتلان .. وكأن المسجد كان خاليا من الصحابة ليفضوا عراكهما .. مع أن باب بيته مطل على المسجد مباشرة ولا يجروء أحد من أصحابه على رفع صوته في حضرته وفي مسجده وأمام بيته لما في هذا من حرمة ونهي صريح في كتاب الله تعالى

عن أبي سلمةَ . قال تذاكرنا ليلةَ القدرِ . فأتيتُ أبا سعيدٍ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ وكان لي صديقًا . فقلتُ : ألا تخرجُ بنا إلى النخلِ ؟ فخرج وعليهِ خميصةٌ . فقلتُ لهُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يذكرُ ليلةَ القدرِ ؟ فقال : نعم . اعتكفنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العشرَ الوسطى من رمضانَ . فخرجنا صبيحةَ عشرين . فخطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : " إني أُريتُ ليلةَ القدرِ . وإني نسيتها ( أو أُنسيتها ) فالتمسوها في العشرِ الأواخرِ من كل وترٍ . وإني أُريتُ أني أسجدُ في ماءٍ وطينٍ . فمن كان اعتكفَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فليرجع " . قال : فرجعنا وما نرى في السماءِ قزعةٌ . قال : وجاءت سحابةٌ فمُطرنا . حتى سال سقفُ المسجدِ . وكان من جريدِ النخلِ . وأُقيمتِ الصلاةُ . فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسجدُ في الماءِ والطينِ قال : حتى رأيتُ أثرَ الطينِ في جبهتِه . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ ، نحوَه . وفي حديثِهما : رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين انصرفَ ، وعلى جبهتِه وأرنبتِه أثرُ الطينِ .

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1167
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقد ذكرت النصوص أن سبب نسيانه عليه الصلاة والسلام وقتها قتال وقع بين رجلين من أصحابه في المسجد وكان معهما شيطان داخل المسجد .. فقال: (فأُنسيتُهما) هل اللذي أنساه ذكرها الله أم الشيطان؟ ليس هنا دليل صريح يرد على هذا التساؤل .. ولكن القول السائد أن الله عز وجل أنساها للنبي عليه الصلاة والسلام! ثم وضعوا من عندهم مبررات لنسيانها والحكم من وراء هذا بلا دليل ولا بينة من نص يستندون إليه

كنا قعودًا ننتظِرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فجاءنا وفي وجهِه الغضبُ حتى جلَس ، ثم رأَينا وجهَه يسفرُ فقال : (إنه بُيِّنَتْ لي ليلةُ القدرِ ومسيحُ الضلالةِ ، فخرَجتُ لأبينَهما لكم ، فلَقيتُ بسُدَّةِ المسجدِ رجلَينِ يتلاحَيانِ) ، أو قال : (يقتتِلانِ ، معهما الشيطانُ فحجَبتُ بينهما فأُنسيتُهما ، وسأَشدو لكم منهما شَدوًا : أما ليلةُ القدرِ : فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ ، وأما مسيحُ الضلالةِ فرجلٌ أجلى الجبهةِ ممسوحُ العينِ عريضُ النحرِ كأنه فلانُ بنُ عبدِ العُزَّى ، أو عبدُ العُزَّى بنُ قطَنٍ), قال أبي : فحدثتُ به ابنَ عباسٍ فقال : وما أعجبَك مِن ذلك ؟! كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ , رضي اللهُ عنه , إذا دعا الأشياخَ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَعاني معهم وقال : لا تتكلَّمْ حتى يتكلَّموا فدَعانا ذاتَ يومٍ ، أو ذاتَ ليلةٍ ، فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في ليلةِ القدرِ ما قد علِمتُم : التمِسوها في العشرِ الأواخرِ وِترًا ، أيُّ الوترِ هي ؟ فقال رجلٌ برأيِه : تاسعةٌ ، سابعةٌ ، خامسةٌ ، ثالثةٌ . فقال لي : مالَكَ لا تتكلَّمُ يا ابنَ عباسٍ ؟ فقلتُ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إن شِئتَ تكلَّمتُ فقال : ما دعَوتُكَ إلا لتتكلَّمَ قال : إنما أقولُ برأيي قال : عن رأيِكَ أسألُ فقلتُ : إني سمِعتُ اللهَ أكثرَ ذِكرَ السبعِ فذكَر السماواتِ سبعًا والأرضينَ سبعًا حتى قال فيما قال : وما أنبتَتِ الأرضُ سبعًا فقلتُ له : كلُّ ما قد قلتَه عرَفتُه غيرَ هذا ، ما تعني بقولِكَ : وما أنبتَتْ سبعًا ؟ فقال إنَّ اللهَ يقولُ : ثم شقَقنا الأرضَ شقًّا فأنبَتْنا فيها حبًّا وعنبًا وقَضبًا وزيتونًا ونخلًا وحدائقَ غُلبًا وفاكهةً وأبًّا فالحدائقُ : كلُّ مُلتَفٍّ حديقةٌ ، والأبُّ : ما أنبتَتِ الأرضُ مما لا يأكُلُه الناسُ فقال عُمرُ : أعجَزتُم أن تقولوا مِثلَما قال هذا الغلامُ الذي لم يستَوِ سواءُ رأسِه ؟! ثم قال لي : كنتُ نهَيتُكَ أن تتكلَّمَ معهم ، فإذا دعَوتُكَ فتكلَّمْ معَهم

الراوي: الفلتان بن عاصم المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 3/131
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات


لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم فضل ليلة القدر قبل أن يوحى إليه بيومها .. فكان يتحرى وقتها بالاعتكاف في العشر الأول .. ثم في العشر الأواسط .. ثم في العشر الأواخر .. حتى بين الله تعالى له يومها .. فلما أنسيها التمسها في العشر الأواخر

اعتكف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العشرَ الأواسطَ من رمضانَ يلتمس ليلةَ القدرِ قبل أن تُبان له، فلما انقضين أمر بالبناءِ فقوِّضَ، ثم أبينتْ له أنها في العشرِ الأواخرِ، فأمر بالبناءِ فأعيدَ، ثم خرج على الناسِ فقال : (يا أيها الناسُ إنه كانت أبينت لي ليلةُ القدرِ، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يختصمان معهما الشيطانُ فنسيتُها، فالتمسوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، التمسِوها في التاسعةِ والسابعةِ والخامسةِ) . قال أبو نضرةُ راوي الحديثَ : قلت لأبي سعيدٍ : إنكم أعلم بالعددِ منا، قال : أجل نحن أحقُّ بذلك منكم . قال : فقلتُ : فما التاسعةُ والسابعةُ والخامسةُ ؟ قال : إذا مضت واحدةٌ وعشرون فالتي تليها اثنتان وعشرون فهي التاسعةُ، وإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعةُ، وإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها وهي الخامسةُ

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 4/433
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالتمسها في العشر الأول فأتاه جبريل يخبره (إن الذي تطلُبُ أمامَك) أي ليست في العشر الأول .. فالتمسها في العشر الأواسط فلما أتم اعتكافها أتاه جبريل يخبره (إن الذي تطلُبُ أمامَك) أي ليست في العشر الأواسط .. وفي صبيحة عشرين من رمضان رأى رؤيا تحدد له يوم ليلة القدر .. كل هذا والنبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم وقتها

ألا تَخرُجُ بنا إلى النخلِ نتحدَّثُ، فخرَج، فقال : قلتُ : حدِّثْني ما سمِعتَ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ القدْرِ ؟ قال : اعتكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَ الأُوَلِ من رمضانَ، واعتكفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : (إن الذي تطلُبُ أمامَك)، فاعتكَف العشرَ الأوسَطَ فاعتكَفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : (إن الذي تطلُبُ أمامَك)، قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطيبًا، صبيحةَ عِشرينَ من رمضانَ، فقال : (مَن كان اعتكَف معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فليَرجِعْ، فإني أُريتُ ليلةَ القدْرِ وإني نُسِّيتُها وإنها في العشرِ الأواخِرِ، وفي وِترٍ، وإني رأيتُ كأني أسجدُ في طينٍ وماءٍ). وكان سقفُ المسجدِ جريدَ النخلِ، وما نرى في السماءِ شيئًا، فجاءتْ قزَعةٌ فأُمطِرْنا، فصلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى رأيتُ أثرَ الطينِ والماءِ . على جبهةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأرنبتِه، تصديقَ رؤياه . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 813
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فقد أجمعت كل النصوص الواردة في السنة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهل موعد ليلة القدر .. فهل هذا الإجماع وافق كتاب الله أم خالفه؟!!!

بحسب النصوص أوحي للنبي عليه الصلاة والسلام بيوم ليلة القدر في مسجده بالمدينة .. أي بعد هجرته من مكة واستقراره في المدينة المنورة .. وبعد نزول الوحي عليه بأكثر من ثلاثة عشرة عاما هي مدة الدعوة المكية ..

ومن الثابت بكتاب الله تعالى أنه أوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر] .. وأن القرآن نزل في شهر مضان فقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة: 185] اي أن ليلة القدر تقع في شهر رمضان

ففي فضلها سميت سورة باسم [سورة القدر] وأنها ليلة مباركة فقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 3، 4] .. وقوله هنا (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يوافقها قوله تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) [الإسراء: 106] فالقرآن نزل مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبحسب هذه الآية فنزول الوحي مفرقا هو سنة الله تبارك وتعالى في نزول الوحي على الأنبياء من قبل فقوله (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يفيد أن ليلة القدر هي الليلة التي أوحي فيها لكل الأنبياء من قبل لأول مرة .. لأن القرآن الكريم يحوي أوامر ونواهي حكيمة .. وكل منها (أَمْرٍ حَكِيمٍ) .. وكل ما ورد في الكتب السابقة يدخل في قوله (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) .. مما يفيد أن ليلة القدر كان لها فضلها فيمن سبقنا من الأمم ولسنا أول أمة تعلم قدره .. وهذه ملاحظة تحتاج لمزيد من البحث والتحري

وهنا سؤال لابد من الإجابة عليه .. إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحي إليه ليلة القدر قبل دخوله المدينة المنورة بثلاثة عشرة عاما إذن فهذه الليلة كانت معلومة لديه قبل هجرته .. وكيف ينسى أو يتناسى أصحابه يوم نزول الوحي عليه؟

مما يعني أنه لم يكن يجهل يومها قبل الهجرة ولا بعدها .. فكيف كان يتحراها في العشر الأول والأواسط ثم في العشر الأواخر؟ وكيف يوحى إليه بيومها ثم ينساها وهي معلومة له لأكثر من ثلاثة عشرة عاما؟!!!

وعلى فرض صحة أن الأمم السابقة نزل على أنبياهم الوحي أول مرة ليلة القدر .. فهم يعلمونها وكانوا يلتمسونها قبلنا .. فكيف يكون لهم هذا الفضل وحرمنا نحن منه؟ وكيف كان معلوم لهم يومها وجهلناها حتى نزل بها الوحي ثم أنسيت؟

ثم كيف أنسي النبي عليه الصلاة ليلة القدر وهي ليلة نزول الوحي عليه وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن كل عام مرة وفي آخر عام راجعه مرتين؟ اي كل عام يراجعه ما أنزل عليه مرة وفي التي تليها كذلك حتى راجعه مرتين آخر عام قبل وفاته .. أليس في هذا تكرار لذكرى ليلة نزول الوحي عليه وتذكير له؟! فكيف مع كل هذا التكرار نسي وقتها؟ وكيف يوحى إليه بليلة معلوم له وقتها أصلا .. ويعلمها من سبقنا من الأمم؟!!

هذه شبهة أضعها في عنق طلاب العلم .. وأنتظر من المسلمين جميعا ردا شافيا كافيا .. حيث انشغل الناس واختلفوا ليس في موعد ليلة القدر وما قيل في علاماتها من أقوال كثيرة .. بل في شهود الشهر وصيامه وإفطاره .. فلم يتفق المسلمون بعد على كلمة سواء

هذا والله أعلم



رد مع اقتباس