08-10-2014, 04:16 PM
|
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم إنا نعوذ بك من الكبر والغرور، ومن العجب وحب الظهور..
نعم الملكة بلقيس كانت تعرف ما يفعل الملوك عادة إذا دخلوا قرية من إفساد وإذلال ..لكن ما قصدته أنا من تسخير الجن لسيدنا سليمان عليه السلام ..لأنها إنسية من أين لها ان تعرف جنوده من الجن !! عددهم .عدتهم .. وقوتهم التي حباهم الله بها ..أقصى ما تعلمه ملك يسمى سليمان وله قوة وبأس ومن يعرف احد لا يختبره للمعرفة لأنه يعرفه .. لهذا أرسلت تختبره بالهدية ..لأنها لا تعرفه ولا تعلم نواياه فإن قبل الهدية فأمره سهل لانه ملك كسائر الملوك طامع في المجد والثروة والإستبداد فتقاتله وقومها ذو بأس وقوة أو يرفض هديتها ..وهنا الأمر مختلف عن قضية ملك كالملوك يصبح نبي من الله لا تهمه أموال ولا حطام الدنيا .فتذعن له .
قال الله تعالى في سورة النمل الآية 14 :" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ" والهدهد طير و وليس جن طائر .. ما يؤيده قول الله جلا وعلا :" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ" لم يقل وتفقد الجن !! لأنه لم يكن من أصناف الجن ..ولا نعلم إن كان من اصناف الجن الطيارين الهدهد !!!..ما نعلمه ان الجن منهم الطيارين على خلقة لا يعلمها إلا الله عز وجل وليس الطيور ومنهم الهدهد وهذا فرق ظاهر جلي .
يقول الله جلا وعلا في الآية :" فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" النمل الآية 22 اجمع المفسرون على ان مكث غير بعيد أي ليس بالزمن الطويل ..ومن المنطق لو كان الهدهد جنيا لربما غادر ورجع بسرعة لمح البصر كسائر الجن ولم ينتبه إليه سيدنا سليمان لأنه صغير على طبيعته ... ولا أظن أن هناك ما يمنع الهدهد وهو مسخر لسيدنا سليمان أن يكون بقوة لا يعلمها إلا الله عز وجل تجعله يذهب ويرجع مش ست مرات فقط ولكن مائة مرة .. هذا خاصة إذا وضعنا في الحسبان قوة الجن الذين سخرهم الله تعالى لسليمان عليه السلام ..وحتى ولو كان إفترضنا ان الهدهد كطائر ضعيف ما المانع أن يرتاح بعد كل سفرة.. !!!
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
|