#31
|
|||||||
|
|||||||
تأملوا معي قول الله تبارك وتعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) [الحجر: 49، 50] قوله (نَبِّئْ عِبَادِي) أي أخبر عبادي (أَنِّي) أي عني .. فيكون مجمل المعنى أخبر عبادي عني .. إذن فالنبي هو من ينبئ ويخبر عن الله تبارك وتعالى
قال تعالى: (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة: 33] أي قال الله تعالى يا آدم أخبرهم بأسماءهم فلما أخبرهم بأسماءهم إلى آر الآية قال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ) [الحجر: 41] أي وأخبرهم عن ضيف إبراهيم عليه السلام (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ) [القمر: 27، 28] أي وأخبرهم بأوارمر الله تعالى أن الماء قسمة بينهم .. فالنبي ينقل أوامر الله تعالى وتشريعاته .. بينما الرسول لا ينقل تشريعات بعد التشريعات التي أنزلت على النبي المتبع لأمته .. ولا يؤتى الرسول أي تشريعات فإن نزلت عليه تشريعات صار نبيا لأنه ينبئ ويخبر أوامر الله تعالى وتشريعاته لخلقه فكيف يكون النبأ عن الله تبارك وتعالى؟ يكون النبأ عن الله تبارك وتعالى في الحياة الدنيا بنقل قوله وكلامه العظيم إلى الناس من خلال ما ينزل من آيات وسور قال تعالى: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ) [التوبة: 74] أما نبأ الله عز وجل يوم القيامة وكلامه لعباده فلن يكون بكتب ولا أنبياء مرسلين .. وإنما يكلمهم مباشرة .. فلا نبوة يوم القيمة ولا وساطة ولا ترجمان ولا حجاب بين العبد وربه والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّهُ ، ليس بينَه وبينَه تُرجمانٌ ، ولا حجابٌ يحجبُه) الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7443 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [المائدة: 14] قال تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 108] قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159] قال تعالى: (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور: 464] قال تعالى: (وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [لقمان: 23] قال تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [لمجادلة: 6] قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة: 7] فالنبي هو من ينقل نبأ الله تعالى وخبره من أوامر ونواهي وخبر من الأمم السابقة أو تحذير مما هو قادم .. إلخ أما الرسول فبين يديه الخبرالمنزل على النبي الذي يتبعه يشرح ويوضح تعاليم ما أنزل على النبي من الكتاب ويظهر ما أخفي منه أو حرف ويشرح ما أبهم منه للناس
|
#32
|
|||||||
|
|||||||
ملاحظات مهمة..
لهذا سمي النبي نبيا .. لأنه ينبئ عن الله هذا ينقض قولهم في أن النبي قد يوحى إليه ولايؤمر بالتبليغ ,,, فكيف ينبئ عن الله دون أن يُرسل أعتقد المسألة الان واضحة تماما وهي خصوص النبوة وعموم الرسالة جزاك الله خيرا جند الله .. مهما قرأت سابقا لم أفهم المسألة هكذا
|
#33
|
|||||||
|
|||||||
وخيرا جزاكم الله وبارك فيكم
النبي يرسل أولا ثم ينبأ بعد ذلك .. وقد يكون كلاهما معا .. فأول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قرآنا فأرسل ونبئ في آن واحد
|
#34
|
|||||||
|
|||||||
|
#35
|
|||||||
|
|||||||
|
#36
|
|||||||
|
|||||||
قال تعالى: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) [مريم: 58]
ذكر الله عز وجل النبيين فقال: (النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ) ثم قال: (وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) فالهدى والهداية والهدي والمهديين هم الرسل هداهم الله بهيديه واجتباهم الله تبارك وتعالى .. فلا يصح أن يكون مهديا إلا المرسلين فقط لا غير يوحى إليهم وتتنزل عليهم الملائكة تكلمهم لأن الله عز وجل اجتباهم وذكر الله عز وجل طائفة من الأنبياء والمرسلين فقال: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 83؛ 88] والعامل المشترك بينهم (وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) وتحققت الهداية بهدى الله أي بوحيه إليهم (ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) وعلى هذا فالهداية خاصة بالمرسلين والأنبياء لأنه أوحي إليهم
|
#37
|
|||||||
|
|||||||
لدي ملاحظة ::
في قوله تعالى ( أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) ... طالما أن النبوة تعني من جاء بكتاب من عند الله عز وجل ... فلماذا تم ذكر الكتاب مع النبوة ولم يذكر الرسالة ... بمعنى لماذا لم تأت الآية ( الكتاب والحكم والرسالة ) بل جاءت ( الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) ؟!!!
|
#38
|
|||||||
|
|||||||
لم أفهم سؤالك جيدا فارسة..
لكن النبي هو من يأتي بكتاب وليس الرسول .. فطبيعي الآية تقرن الكتاب بالنبوة لا الرسالة
|
#39
|
|||||||
|
|||||||
هذا تفصيل لمجمل النبوة .. أي أن النبوة هي الكتاب والحكمة معا .. وإن كانت الحكمة ملازمة للمرسلين والأنبياء فبحسب الآية فإن الكتاب خاص بالأنبياء فقط .. لأن الحكمة هي أقوال شارحة ومفصلة لمضمون الكتاب
|
#40
|
|||||||
|
|||||||
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفرق, النبي, بين, والرسول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|