#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() انشودة[قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ام الايتام]
القصة منقولة لكم أسدل الليل سدوله على تلك البقعة المباركة هناك في شبه الجزيرة العربية و في المدينة التي آوت و نصرت حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين كعادته ليتفقد حال رعيته كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه و يهتم لأمره مع صاحبه و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ابن عوف .. سار الخليفة العادل على قدميه هو وصاحبه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها .. و عندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار و عليها قدر كبير و حولها أطفالها و بينما هو كذلك إذ به يسمع أحد صبيانها يقول : -أمي ..أمي نظرت اليه و سألته بحنان : -نعم يا بني فقال و الوهن يكسة صوته الصغير: -أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا فتعالى صوت أخيه الثاني و هو يقول مثل قول أخيه : -أماه إني أكاد أموت جوعا ارجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر فرد ثالث قائلا: -و أنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا و هي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه: -سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا و الله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون يا صغاري ! فسكن الصبية و عادوا إلى الإنتظار الممل مجددا. وقف أمير المؤمنين أمامهم و الدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما رآى. و قال بعطف و عيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر و قلبه امتلأ أسى و حزنا : -يا أم الأطفال ما هذا القدر؟ فقالت المرأة بأسى و هي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم الذي تدين له كل بلاد الاسلام بالولاء و الطاعة بعد الله و رسوله: -يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع و ليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه سوى الماء و الحصى و أنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى. فقال عمر رضي الله عنه: -مما تشكين يا أمة الله؟ قالت له: -الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه) و نزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن يقع يوما في مثل هذا الموقف و هو الحاكم العادل و أمير المؤمنين الذي بايعوه ليقوم على أمرهم فقال لها: -و ما شأن عمر يا أمة الله فقالت: -أيتولى أمرنا و يغفل عنا و نحن شعبه و رعيته سمع عمر كل هذا و قلبه منفطر لهذه الكلمات.. فما كان منه إلا أن اسرع إلى بيت مال المسلمين و قال للمرأة قبل ذهابه: -لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله دخل إلى مخازن الدقيق و حمل منه كيسا و قال للحارس: -إحمل علي هذا الكيس فقال الحارس مستفسرا: -أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين قال عمر: -بل علي فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على ظهره. فقال له أمير المؤمنين عمر: -إحمل علي الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة لو سألني ربي عن أم الأيتام فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين و انطلق عمر مسرعا نحو المرأة و أطفالها. اقترب من الأم و أبنائها فوقف وراء صخرة و أخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه :لنعد إلى البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد فقال عمر: -لا و الله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين و درس العطف و الرفق في مدرسة النبوة الشريفة و ذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام و عندما شبعوا و اطمئن عليهم. كان خيط النور قد بدا يغزو السماء و بدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع لتحل مكانها نسائم الفجر و نوره الخافت المتسلل بين خيوط الظلام و يتهادى فوق الرمال الرطبة . فعاد أمير المؤمنين و صاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر و كم كان بكاءه شديدا رضي الله عنه من شدة تأثره بما حصل في تلك الليلة العجيبة. و من الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس. جلس عمر رضي الله عنه و إلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب و الصحابي الجليل إبن مسعود. و كان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر و إبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر و أدركت أنه الرجل الذي طبخ لأولادها عشاءهم و هو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست بالوجل.. فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل و أحس بارتباكها قال: -لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي و تسامحيني لما كان مني. فقالت : -ألتمس العفو يا أمير المؤمنين فقال: -لا بد أن أشتري هذه المظلمة فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي و ابن مسعود فقال حينها لمن حوله: -إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|