#1
|
|||||||
|
|||||||
حصري: الروائح وعلاقتها بالشياطين
الروائح وعلاقتها بالشياطين هناك خلط شائع حول استخدام كلمة “رائحة” وهي لفظ عام، يشمل الطيب والخبيث من الروائح، فنقول؛ رائحة الورد، أو رائحة الغائط، وكلمة “عطر” وهي لفظ خاص بالطيب من الروائح، فنقول عطر المسك، أو الريحان، أو الياسمين. يقول بن منظور: “والرائحةُ النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً”. () أما عن العطر فيقول: “العِطْرُ: اسم جامع للطِّيب، والجمع عُطورٌ. والعطّار: بائعُه، وحِرْفَتُه العِطَارةُ”. () قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ: إمَّا أن يُحذِيَكَ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً، ونافخُ الكيرِ: إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً). () فتتنوع الروائح وتختلف، فمنها الطيب المستحب، ومنها الخبيث المنكر. أما العطور فجميعها طيب، فيتعطر الإنسان بما لا حصر له من أنواع الطيب، وكل يوم يبتكر الجديد من أصناف العطور وأنواعها، لما لها من تأثير نفسي ملموس، سواء فيمن يتعطر بها، أو من يستنشقها من المحيطين به، فللعطور دور كبير في التقارب الإجتماعي بين الناس، وخصوصا في توطيد العلاقة الحميمية بين الزوجين. وكان هذا السبب في تنافس مصنعي العطور لابتكار الجديد من العطور لتناسب كل الأزواق، وتسابق الناس في اقتناء ما يروق لهم من أصناف الطيب والعطور، إما للاستخدام الشخصي، أو كهدايا يتودد الناس بها إلى بعضهم البعض. وليس بالضرورة لكون العطر طيبا أن يحوذ رضى الجميع، ويجذب الآخرين، ويؤثر فيهم، وإنما تختلف أزواق البشر، وتتنوع ميولهم فيما بينهم، فمنهم من يجذبه عطر معين، بينما قد ينفر البعض من عطور قد يراها الآخرين قمة في الجاذبية. فلكل عطر تأثيره الخاص، فلا تستوي ردود فعل الجميع مع كل العطور، بل تختلف وتتابين تباينا كبيرامن شخص إلى الآخر. وللعطور تأثير نفسي، ومحفز جنسي، حيث يفرز المسك فيرومونات pheromones قوية، وهي مواد كيميائية قادرة على العمل خارج جسم الفرد، فتؤثر على سلوك المحيطين به. والفيرومونات أنواع عديدة، وما يعنينا منها الفيرومونات الجنسية “الجاذبة جنسيا sex attractants” فهي تؤثر على سلوك المتلقي، فتجذبه نحو الجنس الآخر، وتحفز أجهزة الجسم. وقد تردد منذ العصور القديمة أن رائحة المسك تعمل كمحفز جنسي ممتاز، ولقد قدمت العلوم الحديثة تفسير ذلك. على الرغم من أن الجدال لا يزال دائرا حول فيرومونات الجنس، إلا أن هناك علماء يعتقدون أن رائحة المسك تماثل رائحة هرمون التستوستيرون، والذي قد يؤدي دور الفورمون في البشر. وهذه الفيرمونات الجنسية تؤثر في الشياطين تماما كما تؤثر في البشر، وفي الحيوانات كذلك، هذا إن لم يكن تأثرهم بها أشد وأقوى، لأن حواس الجن مرهفة جدا. عادة لا ينفر الجن مؤمنهم أو كافرهم من العطور والروائح الطيبة، بدليل أن الكفار تحفهم الشياطين وتجتمع عليهم، رغم تطيبهم بأطيب العطور، وتفوح منهم أفخر أصناف الراوئح وأندرها. بل ربما تجذب الروائح الطيبة الشياطين، وتتحرك لها أنفسهم وشهوتهم، لأن الروائح الطيبة تحرك الأنفس وتحفز الشهوات، سواء في الإنس أم الجن، بل ربما يتأثر بها الجن أشد من تأثر الإنس. إذن فللمسك على وجه الخصوص تأثيرات تضر بمصالح الشياطين، لا بطبيعتهم كجن، فيؤثر في مدى قوتهم، وقوتهم تكمن في طاقتهم السحرية، إذن فللمسك تأثير في السحر بشكل أو آخر، وهذا ما يجب أن نتوصل إليه بالبحث والتجربة. رغم انجذاب الشياطين للعطور، نجد بعض أنواعهم يبغضون المسك على وجه الخصوص، وينفرون من استنشاقه، مع أنه مستخلص طبيعي مستخرج من غدة غزال المسك، وهذا يتضح من ردود فعلهم لاستخدامه أثناء الجلسات العلاجية، لاستفزازهم وكشف حضورهم من عدمه، وأحيانا يفيد في صرفهم من الحضور، هذا وإن كنا غالبا كمعالجين نستخدم المسك المصنع كميئايا، كبديل عن المسك الطبيعي، بسبب فارق السعر الكبير بينهما. من غير المقنع أن تنفر الشياطين من المسك لمجرد أنه أطيب الطيب، وهم خبثاء الأنفس، استنادا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أطيب الطيب المسك)،( ) فهناك مركبات عطرية مبتكرة تضاهي في طيبها رائحة المسك، هذا المفهوم السطحي، نردده تعبيرا منا عن كراهيتنا للشيطان، لكنها في الحقيقة؛ نظرة قاصرة، لمجرد سد ثغرة عجزنا عن وضع تفسيرات مقنعة لعالم مغيب عنا. مثل هذه التفسيرات النمطية لا تصدر من معالج يتصدى للشياطين، ويحتك بكيدهم بشكل مباشر، فلا يقنع بمثل هذه الإجابات التي تدغدغ العواطف، بل عليه أن يتوصل إلى الأسباب الحقيقة التي تتفق والعقل السليم، ولا تعارض الشرع الحنيف، حتى يتمكن من تشخيص الداء، وتوصيف الدواء. يمكن الاستفادة من العطور في علاج المس والسحر، إذا أحسن المعالج توظيف استخدامها، وبطريقة سليمة تؤثر في الشيطان، فأحيانا يمر بنا في الطريق امرأة تفوح منها رائحة المسك، فنعلم على الفور أنها مصابة بالمس أو السحر، وأنها تتبع نظاما علاجيا، ولكن التطبيق هنا خاطئ، لمخالفته النهي الشرعي عن خروج المرأة متعطرة. هذا بخلاف أن الشياطين لديهم حاسة شم قوية جدا، وتفوق حساسية الشم لدى البشر إلى حد كبير، فلا يلزمنا الاسراف في استخدام المسك، لدرجة أن يشمها من حولنا، إنما تكفينا مجرد قطرة من المسك، غاية في الصغر، فإما أن تدهن بها المرأة قطعة حفاض الدورة الشهرية، وتجعلها في الموضع، أو أن يدهن الرجل بها خصيتيه، هذا إلى جانب أن الإسراف قد يؤذي البشرة الحساسة ويضرها، خاصة وأننا نستخدم المسك الصناعي والمكون من عناصر كيميائيا، كبديل عن (مسك دم الغزال)، لأنه باهظ الثمن، ونادر الوجود. التعطير بالبخور: وللتعطير صورا مختلفة، فمنها المستخلصات العطرية من الزيوت، والأعشاب العطرية المضافة لحمام الماء، وكذلك حرق (البخور)، فيدخل البخور كعنصر رئيسي في صناعة مختلف أنواع الأسحار، لما له من منزلة عظيمة في عالم الجن، وله تأثيره فيهم كغذاء لهم. يستنشق الجن البخور كغذاء لهم، لذلك يشيع حرق البخور بين السحرة والمنجمين عند استحضار شياطين الجن، فبحرق أنواع معينة منه وتلاوة بعض العزائم الكفرية تهرع الجن إلى الساحر، فالبخور من أعظم قرابين السحرة إلى شياطين الجن، وأحد أهم طقوس السحر وعبادة الشيطان. ولأن البخور طعام لعموم الجن مؤمنهم وكافرهم، فإن السحرة يستخدمونه في أسر الجن المسلمين، ويسحرون لهم من خلال التبخير. فعن عبد الله بن مسعود قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا. قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. والحممة هي الفحم، (بضم الحاء والميمين مفتوحتين على وزن رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء). () وحتى لا يخدع عوام الناس بالسحرة، فهم يصنعون أسحارا خاصة بتراكيب سحرية، ويبخرونها بأنواع خاصة من البخور، وفي أوقات معينة، وقد يستمر عمل هذا السحر أياما، أو أشهرا، وربما سنوات، ثم يحتفظون بهذه التركيبة السحرية، وبالخدام الخاصين بها، ثم يستخرجونها للاستخدام وقت الحاجة. هذا السحر مسبق الإعداد يكون بحسب الغرض منه، كسحر تفريق بين زوجين، أو عقد رجل عن أهله، أو تعطيل زواج، إلى آخر ما هناك من أنواع السحر وصنوفه. فكلما تقدم إليها طالب سحر استخرجوا له من السحر سابق الإعداد، لكن عادة لا يكون كافيا لتنفيذ السحر المطلوب، لذلك يخدعون صاحب الطلب، سواء كان مريضا يريد العلاج على أيديهم، أم المسحور لأجله، فيطلبون منه التبخير بأنواع طيبة من البخور، مثل المسك، أو العنبر، أو اللبان، فيكون طلب الساحر هذا جزء مكمل للسحر الذي قام بتجهيزه مسبقا، فيقع المسحور لأجله في ممارسة السحر وهو لا يدري. لذلك فطلب استخدام البخور يثير شبهات حول المعالج إن طلبه من المريض، فالبخور مؤثر فعلا في الشياطين، وهذا أمر لا يجب إنكاره، لكن تبقى العقبة في أمرين، الثقة في المعالج خشية أن يكون ساحر، الأمر الآخر خشية أن يكون أخطأ في اختيار نوع البخور، خاصة إن طلب بخور مخلط، فقد وقع وهو لا يدري في ممارسة السحر بجهله، وهذا ما سوف أبينه في موضعه. البخور المخلط من السحر: للسحرة تصانيف عجيبة وغريبة، ولا حصر لها من أنواع البخور المختلفة، ولهم خلطات خاصة تحتوي على أنواع مختلفة من البخور، فلا تكاد خلطتين تتشابهان. ويطلقون بخورهم مصحوبا بتلاوة العزائم الكفرية، وقد يضيفون تلاوة بعض الآيات القرآنية، وبحسب كل ملة يتلون بعض نصوص كتبهم، بهدف تدنيسها والانتقاص من منزلة كلام منسوب إلى الله تبارك وتعالى، وهذا من باب التدليس على العوام، وإيهامهم بمشروعية أفعالهم الشيطانية. بحيث يكون لكل وقت بخوره الخاص، ولكل شيطان بخوره المحبب إليه، ولكل نوع سحر أصناف من البخور تختلف بحسب السحر المراد صنعه. البخور والتدخين: إن تدخين التبغ، من أشد الممارسات السيئة خطورة على المصاب بالمس والسحر، فلا يقتصر خطر التدخين على المتعاطي فقط، خاصة إن كان مصابا بالمس والسحر، بل الخطر يمتد من المدخن إلى المحيطين به داخل بيته أو عمله أو في الطرقات. فالتدخين يعتبر تغذية للشياطين على جسد المريض، ويزيدهم قوة، لما يحتويه من زيوت طيارة متخمرة، وذو رائحة نفاذة تجذب الشياطين والمدد إلى داخل الجسم، ويصل عن طريق الرئتين إلى الدم مباشرة. لذلك لا يصح علاج مريض مدخن، حتى يقلع عن تعاطي التبغ، ويتوقف عنه تماما، لأن أي علاج ستبوء نتائجه بالفشل، بدون أدنى شك، وهذا ما أثبتته التجارب.خلط البخور هو في حقيقته نبذ للزيوت العطرية الطيارة التي تحتويها أنواع البخور المختلفة ببعضها البعض، فعن ابن عباس قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلط التمر والزبيب جميعا وأن يخلط البسر والتمر جميعا. () فيسرع إليه الإسكار بسبب الخلط قبل تغير طعمه فيظن الشارب أنه غير مسكر. وقياسا على هذا؛ فإن لم يكن البخور المنبوذ مسكرا للإنس، إلا أنه مسكر للجن باعتباره يمثل غذاءا لهم، فهو يضعف الجن المسلم الذي يضطر للفرار من رائحته، وإلا وقع أسيرا للشياطين، بينما تجذب رائحته الشياطين، وعلى هذا فإن استخدام البخور المنبوذ أو المخلط مصدر خطر للمصاب بالمس والسحر. لكن كما سبق ونوهت؛ فاستخدام هذه الروائح العطرية في السحر، مقترن بالعزائم الكفرية، فيستخدم المسك على سبيل المثال في السحر، ولكن بشرط أن يكون مصحوبا بتلاوة عزائم كفرية، فيكون بهذا الحال داعما للسحر، وسببا في تقوية الشياطين. بينما لو استخدم نفس ذات المسك مذكورا اسم الله عليه، أو مرقيا بالقرآن الكريم، كان له تأثير مخلف تماما في الشياطين، وهذا يتسبب في نفورهم من استخدامه، خاصة إن ذكر اسم الله تبارك وتعالى عليه، أو ما تيسر من كتاب الله تعالى. لذلك نستخدم المسك في علاج المس والسحر، لما له من تأثير في الشياطين، لكن غالبية المعالجين يدركون نتائج استخدام المسك، من ضعف الشيطان ونفوره منه مثلا، ولكنهم يجهلون كيفية وقوع هذا التأثير على الشيطان، وبالتالي لا يحسنون توظيف استخدام المسك، بهدف تحقيق نتائج محددة، وعليه يتم استخدام المسك بطريقة عشوائية، قد تضر أحيانا أكثر مما تفيد، وفي أحيان أخرى قد لا تخدم الخطة العلاجية الموضوعة من قبل المعالج. “حين يشعل أحدهم سيجارته نراها تضيء كالمصباح، خاصة في الظلام الدامس، وتظل مستمرة في التوهج حتى وإن لم يستنشقها المدخن، ويظل رمادها شبه متماسك حتى ينتهي إلى عقبها، وما يحدث هو خلاف طبيعة احتراق الأعشاب والبخور، التي لا يمكن أن تستمر مشتعلة بدون وقود يحافظ على استمرار اشتعالها، فيستخدم الجمر المشتعل، مع استمرار النفخ فيها لتحافظ على اشتعالها، وإلا انطفئت من حينها وتفحمت. فالسر وراء حالة الاستصباح، واستمرار التوهج؛ هو ما تخضع له عصارة ورق التبغ من تخمير، حتى تتشبع الأوراق بالخمر، فورق التبغ بدون تخمير “.. يشتعل من تلقاء نفسه، لكنه سيتحول التبغ إلى ما يقرب من السواد في اللون، لأن الزيوت الأساسية في الورقة ستحترق مما يؤدي إلى التفحم أو طعم الورق المقوى المحترق..”. (المصدر) مما يجب التحذير منه ولفت الانتباه إليه، تأثير تدخين التبغ على المسحور، باعتبار التبغ نوع من أنواع البخور، فاللفافة الواحدة تحتوي على خليط متنوع من أصناف التبغ المختلفة، فالتدخين يدخل في مخاطر التبخير بالبخور المخلط. وما التدخين إلا استنشاق الدخان المنبعث من حرق أعشاب ذات رائحة خبيثة مميزة، أقرب إلى رائحة الخمور، بل في حقيقة الأمر أن التبغ يتم تخمير أوراقه. فقد تناولت التبغ في بحث لي بعنوان: (التدخين وعلاقته بالشيطان)، فأثبت نشأة التدخين كعبادة وثنية لدى الهنود الحمر في قارة أمريكا، وأنه بدا كممارسة من طقوس سحرية لجلب الشياطين واستحضارهم، وبينت أن ورق التبغ يمر بمرحلة التخمير، فهو كما ثبت بالفعل احتواء التبغ على ثلاثة عشر نوعا من أنواع الكحول، وبنسب مرتفعة، فالتدخين لا يخلو من أمرين أن أصله من طقوس عبادة الشيطان، وأنه تعاطي للخمر والمسكر، لذلك قلت: “فإن التبغ المعد للتدخين متشبع بالخمر، وبالتالي فهو يحتوي على نسبة من كحول الخمر، ما يعرف باسم كُحُولٌ إيثيلِيّ Ethyl alcohol، وهو العنصر الأساسي المساعد على اشتعال التبغ. ويؤكد صحة هذا ما ورد في تقرير مقدم سنة 2000 إلى وزارة الصحة النيوزيلندية بعنوان (المكونات الكيميائية في السجائر ودخان السجائر: الأولويات للحد من الأضرار) تم تحديد أقصى نسبة مئوية من كحول الخمر ( Ethyl alcohol % 0.96 )، و(Benzyl alcohol % 0.08 ). مما يقطع باحتواء تبغ التدخين على نسبة من كحول الخمر، قد تزيد من شركة إلى الأخرى بحسب طريقة تعتيق التبغ، مما يدرجه تحت قائمة الكحوليات، وبالتالي يأخذ التبغ نفس حكم الخمر. لا يحتوي التبغ على كحول الخمر فحسب، بل إنه يحتوي كذلك على العديد من أنواع الكحول المختلفة، فترفع من نسبة الكحوليات في التبغ، وتساعد على اشتعاله. وهذه قائمة تحتوي على ثلاثة عشر نوعا من أنواع الكحول المختلفة، وهي جزء من قائمة تحتوي على 599 مكونا ضارا بالصحة مضافا في تصنيع السجائر، مقدمة من قبل أكبر خمس شركات سجائر إلى منظمة الولايات المتحدة للصحة والخدمات البشرية United States Department of Health and Human Services. حسبما صدرت في إبريل عام 1994″.(المصدر) علاقة الشياطين بالروائح الكريهة: أما الروائح الكريهة والمنتنة، فلها تاثير نفسي سيء، فهي مقززة وتبعث على النفور من أي مكان تفوح منه، إلا أن الشياطين أنواع وأصناف مختلفة، فبعضهم وليس كلهم، يختارون الإقامة في مواضع النجاسات، ويجتمعون على القاذورات، فتألف أنفسهم الروائح الكريهة، وهذه الأصناف هم من أضعف أصناف الشياطين، فمجرد دعوة بسيطة تتكون من بضعة كلمات تحول بينهم وبيننا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذِهِ الحُشوشَ مُحتَضرةٌ، فإذا دخلَ أحدُكُم، فليقُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الخبثِ والخبائثِ). () بينما عتاة الشياطين ومردتهم لا يسكنون الحمامات، فهذه الأماكن لا تليق بمكانتهم، فيختارون أماكن جديرة بأمثالهم، غاية في النظافة، فيها من الروعة والجمال، وتفوح منها أطيب الروائح. واجتماع صنف من الشياطين في مواطن النجاسات، ليس لحبهم الراوئح الكريهة، ولكن بسبب فرط ضعفهم، لأنها قد تؤمن لهم مصالح سحرية كثيرة، فيختارون الأماكن التي تنفر منها الملائكة، أو يتعاطون الروائح التي تتأذى منها الملائكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أكلَ من هذه البَقْلَةِ: الثومِ والبصَلِ والكُرَّاثِ، فلا يَقربْنا في مساجِدِنا، فإنَّ الملائكةَ تتأَذَّى مِمّا تتأذَّى مِنهُ بنُو آدَمَ). () فإيذاء الملائكة، وصالح عباد الله من الجن والإنس أهداف لسحرة الجن والإنس معا، وهذا يمنح صغارالشياطين فرصة للعمل في هدوء، بعيدا عن أي هجوم مضاد سواء من الجن المسلم أو الملائكة، وتقليص أي دور هجومي يحول بينهم وبين المضي في تنفيذ مهامهم المكلفين بها. يتم السحر على الخدام، بهدف إجبارهم بالسحر على تنفيذ الأسحار المنصوص عليها في أمر التكليف، وبالتالي يفرض عليهم مكرهين الإقامة في الأماكن القذرة، سواء داخل جسم المريض أو حتى داخل أنابيب الصرف الصحي، والتي تعتبر ممرات آمنة لانتقال الأسحار، من مرحاض الساحر، إلى مرحاض الشخص المسحور، لذلك يكثر تعرض المرضى للمدد من خلال المراحيض والحمامات. فيتم أسر عمار البيت من الجن المسلم كرهائن، للضغط على ذويهم خارج جسد المريض، وفرض إملاءاتهم عليهم، وإيداعهم داخل الأماكن المستقذرة، بهدف الحيلولة دون نجاح محاولات إخراجهم من مواضع النجاسات، لأن مواضع النجاسات محفوفة بالشياطين، وغير أمنة على الجن المسلم، وفي ظل إكراه الشياطين على ممارسة السحر، يتأقلم جميع الأسرى على الوضع البغيض الذي فرض عليهم مكرهين. فلا يشترط أن يكون الشيطان مقيم داخل أماكن النجاسات أن يكون محب للروائح الكريهة، بل قد يكون مكرها على قبول هذا الوضع والتأقلم عليه، وفي مثل هذه الحالة يكون الشيطان متعطشا للروائح الزكية، فتجذبه وتؤثر فيه أقوى مما يتأثر بها من يعيشون في أماكن نظيفة، فكما أن الشيطان يتقوى بالنجاسات، فإن نقطة ضعفة سرعة تأثره بالعطور الزكية. عادة ما يلتمس سحرة الجن مواطن النجاسة من جسم الإنسان، كالشرج، والمستقيم، والمثانة البولية، والرحم، والإحليل، فيوطنوا فيها خدام السحر، ليتحصنوا بها. وهذا يشكل حصانة لهم تحول دون أي هجوم عليهم، خاصة من عمار البيت من الجن المسلم، فلا يتمكنوا من تحرير أسراهم، لذلك كان إضعاف الشياطين، باستخدام المسك قريبا من هذه المواضع، سببا في إخراجهم من حصونهم تلك، وبالتالي يؤثر فيهم العلاج والرقية، ويتحرر من بين أيديهم من الأسرى، ويبدأ المريض يتماثل للشفاء، فلن يبطل السحرفيشفى المريض حتى يبطل السحر عن عمار البيت من الجن المسلمين، ويتحرروا من أسرهم، لذلك فعمل المعالج مزدوج؛ ما بين علاج الجن المسلم، وبين علاج الإنسان المسلم، فيجب أن نضع في اعتبارنا أن سحرة الجن وشياطينهم لم ينالوا من جسم المريض حتى يتمكنوا أولا من أسر عمار بيته والسحر لهم، وبهذا صار الطريق سالكا أمامهم لاختراق جسد المريض، لأن وظيفة عمار البيت حمايته والدفاع عنه ضد أي غزو من شياطين الجن، فهم يمثلون أحد أهم خطوط الدفاع عن البيت وأهله، وبدون شك فللملائكة دور في الحماية والدفاع، لكن في حدود لا تسقط عن الجن المسلمون دورهم في الجهاد ومدافعة الشياطين. الروائح الكريهة من جسم المريض: في بعض الحالات المرضية تفوح من جسم المريض رائحة كريهة تنفر المحيطين منه، لا تنقطع عنه بالاغتسال تماما، حتى وإن تكرر الاغتسال بكل وسائل التنظيف المختلفة. فإن كانت المشكلة متعلقه بالعرق فقط، فيكون عرقه محملا بمخلفات سحرية منتنة الرائحة، وهذه قد تزول بإذن الله بالاغتسال العادي. لكن سرعان ما ستعود الرائحة إلى الظهور مجددا بمجرد خروج العرق مرة أخرى، فمن الممكن علاج الرائحة الكريهة المنبعثة من جسم المريض، بالاغتسال (بمستخلص الآراك) المرقي، فهو مطهر ممتاز جدا، أو استخدام ماء الورد الطبيعي المرقي، وليس المضاف إليه كحول. بالإضافة إلى عمل حجامات جافة على الجسد بالكامل، بهدف تنشيط الجهاز الليمفاوي، وتحفيزه على التخلص من مصدر تلك الروائح الكريهة داخل الدم، وتصريفها بعيدا عن مسامات الجلد. أما في حالة فشل الوسائل التقليدية، وربما في حالة حضور خادم السحر يفوح من فم المريض رائحة كريهة، تبعث على الغثيان، أن تفوح الروائح الكريهة من جسم المريض فهذا ولا شك عرض يدل على وجود سحر ما، أي خادم سحر مصدره المراحيض والصرف الصحي، فإن أن يحضر على جسم المريض، وبحضوره تفوح هذه الرائحة الكريهة، وهذا معناه أن ظهور الرائحة مقترن بحضور هذا الشيطان، وتنتهي بانصرافه، وفي مثل هذه الحالة تفوح الرائحة من فم المريض.وعلى كل حال فشياطين الحمامات ضعيفة جدا، وينتهي أمرها بسهولة بإذن الله تعالى، وبالقضاء عليهم تختفي الرائحة المصاحبة لحضورهم. فهذه إشارة إلى أن مصدر هذا الشيطان الحمامات، وغالبا يكون مكلف (بأمر التكليف) محفوظ داخل بالوعة، أو في آبار الصرف الصحي، أو في بئر مهجورة. فللآبار شأن في صناعة السحر، وعالم السحرة الشياطين، واختيار مفضل لكيدهم، فنلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر له كما قال: (في جُفِّ طَلعَةٍ ذكَرٍ، تحت رَعوفَةٍ في بئرِ ذَروانَ)، بينما في قصة يوسف عليه السلام، لما نزغ الشيطان بينه وبين إخوته (أَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ) [يوسف: 15]. حتى أن السحر المأكول والمشروب غالبا ما يستقر جزء كبير منه في بئر المعدة، وهو أعمق موضع فيها، ويقع قريبا من (فتحة البواب Pylorus)، وهي فتحة مصيرية، وتبغضها الجن لأنها بوابة عبورهم إلى العذاب، ففي هذا الموضع يتم توزيعهم لخدمة السحر في الجسم، مكرهين غير مخيرين، لذلك يشكو أغلب المرضى من آلام في (بئر المعدة)، أو ما يسمى (غار المعدة Antrum). وكذلك الزئبق الأحمر والأزرق يحتفظ به الشياطين في آبار، فهو يمثل مصدر طاقة وقوة لهم. فديو مصحوب بموسيقى يرجى كتم الصوت – يصور بئر معدة أو غار معدة Antrum طبيعية وفتحة بوابة المعدة Pylorus حيث يبدأ توزيع خدام السحر إلى داخل الجسد ففي حالة أخرى تفوح تلك الرائحة من جوف المريض، بسبب وجود سحر مأكول او مشروب مستقر في بطنه، وتحديدا يكون مربوط بسحر ربط في بئر المعدة، وفي ذات الوقت؛ يرتبط هذا السحر بسحر آخر في أماكن النجاسات، وهذا يلزم منه إبطال (أسحار الربط) أولا حتى يتم (علاج السحر المأكول والمشروب) وإبطاله تماما، أقصد إبطال السحر المستقر في أماكن النجاسات، والسحر المستقر في بئر المعدة، فإن بطل كلا السحرين اختفت الرائحة تماما بإذن الله تعالى. بئر معدة أو غار معدة Antrum طبيعية وفتحة بوابة المعدة Pylorus حيث يبدأ توزيع خدام السحر إلى داخل الجسد وفي حالة إذا ما بطلت الأسحار في جوف المريض، فإن هذه المكونات السحرية الكيميائية تتحول إلى حالة غازية، فتنتفخ بطنه بشكل ملحوظ، فإما أن تخرج تلك الغازات على هيئة جشاء من الفم، وهذه الغازات تكون متجمعة في المعدة، وغالبا لا رائحة لها، وإما أن تخرج على هيئة ضراط، ذو رائحة كريهة ومنتنة من دبره، وهذه الغازات كانت أسحارا محبوسة في القاولون، وهذه المخلفات المنتنة ما هي إلا جزء من البيئة التي أسرت فيها الشياطين وخدام السحر، فلما بطلت الأسحار انطلقت تلك الغازات خارجة محملة برائحة كريهة. في بعض الحالات يكون هدف الساحر صدور رائحة منتنة من المريض بشكل دائم، بهدف تنفير المحيطين منه، وهذا يصيبه بانكسار نفسي، وخجل دائم من اختلاطه بالآخرين، والنتيجة فشل في العلاقات الاجتماعية. أو تظهر بشكل مؤقت لتنفير أحد الزوجين من الآخر، فكلما اقترب أحدهما من الآخر فاحت تلك الرائحة المنتنة، والنتيجة فشل في العلاقات الخاصة كالعلاقة الزوجية. كل ما ذكرناه مجرد أعراض للسحر، فإن بطل السحر اختفت الأعراض، وفي هذا دليل على أن الشيطان الموكل بهذا المصاب مرتبط بالروائح الكريهة والأماكن النجسة، وهذا الشيطان عادة ضعيف جدا، لكن بما أن وجوده مقترن بالسحر، فحتما هناك ساحر من الجن متكفل بحمايته ودعمه وتوجيهه، لهذا السبب يصمد أمام العلاجات الشرعية، ما لم نواجه الساحر ونقضي عليه، فينكشف ضعف الخادم ويتم القضاء عليه مباشرة. أسحار المراحيض: من المهم جدا أثتاء عقد الجلسات العلاجية قطع الاتصالات بين الشياطين على جسد المريض، وبين العالم الخارجي، بتحصين الغرفة قبل عقد أي جلسة علاجية، بل وتحصين المريض بتكرار آية الكرسي على كل جانب من جسمه، فالتحصينات لها فائدتها في الحد من اتصال الشياطين بالعالم حولهم، وتقليص فرصة حصولهم على المدد والنجدة. لكن من الملاحظ؛ في بعض الأحيان يطلب المريض بإلحاح دخول الحمام أثناء عقد جسلة العلاج، والشيطان يدفعه للإحساس بالحاجة إلى قضاء الحاجة، وكأن المريض أوشك أن يتبول، وهذه حيلة لخرق التحصين وإفشال الجلسة العلاجية، بهدف الحصول على مدد من الحمام، لذلك يجب على المريض قضاء حاجته والوضوء قبل عقد الجلسة، وإن حدث واضطر المريض لدخول الحمام، فعلى المعالج تحصين المريض قبل وبعد ذهابه لقضاء حاجته، وبكل أسف هذا مما يهمله الكثير من المعالجين المبتدئين، بل ويستخف به آخرون. يفرز جسم الإنسان روائح كريهة، تنبعث من الفضلات الخارجة منه، كالبول، والبراز، والمني، والمذي، والقذي، ودم حيض والنفاس، و الافرازات المهبلية، وكذلك العرق، بالإضافة إلى أنه مع خروج هذه الفضلات تتسرب بعض المكونات السحرية التي تخلص منها الجسم. والشياطين في الحمامات يسحرون على هذه الروائح والمركبات السحرية، ولأن هذه الروائح تحتوي على مركبات كيميائية، فإن الشيطاين يسحرون عليها بسحر (سيمياء)، فتجذبهم الروائح التي تفوح من هذه الفضلات أكثر من الفضلات ذاتها، فيبادرون السحر على الروائح الكريهة المنبعثة منها، والتي تحمل جزءا من خلايا جسم الإنسان، ثم يتسلطون عليه بسحرهم. لذلك كان من السنة المطهرة التعوذ قبل دخول الحمام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذِهِ الحُشوشَ مُحتَضرةٌ، فإذا دخلَ أحدُكُم، فليقُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الخبثِ والخبائثِ). () وهذا الدعاء يفيد في حالة خلو الإنسان من المس والسحر، لكن في حالة إصابة الإنسان يختلف الأمر تماما، فقد يخفف الدعاء من الأسحار، لكن لن يمنعها تماما، والسبب في هذا وجود أسحارا كامنة في الجسم، وهذه الأسحار تقوم بجذب أسحار جديدة من الحمامات، بهدف الحصول على مدد جديد لدعم قدراتهم السحرية، فهذه الفضلات مسحورة، وتأسر شياطين الحمامات. وبما أن هذه الأسحار كيميائية، فإن دخول أي مادة كيميائة غريبة مركزة عليها، وذات تأثير قوي، سوف تفسد تركيبة تلك الأسحار، وتفشل مخطط الشياطين وسحرتهم. لذلك أنصح وبشكل عام كل مريض برش المرحاض برذاذ من الكلور Clorox المستخدم في التنظيف المنزلي، قبل قضاء حاجته، أو قبل التنظيف الشخصي، فهو زهيد الثمن، ومنظف مطهر للحمام بشكل عام. ويمكن استبداله بمادة (ديتول Dttol)، ولكنه أغلى ثمنا، لكن كلاهما لهما نفس التأثير في إفساد المركبات السحرية. ولأن الكلور مادة كيميائية ذات رائحته نفاذة، فجزيئاته تتطاير في الهواء، وبالتالي تداخل مع الغازات التي تخرج من الإنسان حين قضاء حاجته، فتؤثر في تكوينها، وتفسد تركيبها السحري، فلا يتمكن الشياطين من السحر عليها. وكذلك (الملح البحري) له تأثيره في المواد السحرية، وهو مادة كيميائية تتكون أساسا من كلوريد الصوديوم (NaCl)، لذلك فالتنظيف به أو التطهير به له تأثيره في أسحار السمياء وإفساد مركباتها. لكن لأنه يحتاج وقت للإذابة، فيمكن الاستفادة منه بإلقاء حفنة كبيرة منه في فتحة المرحاضة، إن وجد المعالج تكرر هجوم مدد جديد من الحمامات، فلا نكتفي بالمرحاض فقط، بل نضع حفنة في كل فتحة مؤدية إلى الصرف الصحي داخل البيت بالكامل، مثل فتحات الأحواض، والمغطس، والبالوعات. ومثل هذا الإجراء الأخير نقوم به حسب الضرورة مرة واحدة فقط تكفي، فلا نحتاج للتكرار، إلا في حالة أن وجد المعالج لذلك ضرورة ملحة. هذا البحث جزء من مجموعة أبحاث متصلة منفصلة بعنوان: 1_ الروائح وعلاقتها بالشياطين 2_ الشيطان والعلاقة الزوجية 3_ الفاحشة ودورها في تقوية الشياطين 4_ دور المعاصي في تقوية الشياطين ودعم السحر 5_ عبث الشياطين بأجساد البشر 6_ الأسحار التنفسية 7_ علاقة حاسة الشم بالتنفس 8_ دور السحر في الجهاز التنفسي 9_ حاسة الشم وتأثيرها في الجن 10_ علاج المس والسحر بالزيوت العطرية 11_ تأثير المسك في الشياطين
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الروائح, بالشياطين, حصري:, وعلاقتها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|